تحقيق إخباري: النازحات السوريات تأملن المساعدة في التغلب على القهر والعوز والذل بحلول يوم المرأة العالمي

مرجعيون (جنوب لبنان) 7 مارس 2019 / بلهجة يائسة ممزوجة بغصة وحرقة قلب متعب، تردد النازحة الخمسينية ام وليد جمال اللقيس، بينما كانت تنشر الغسيل فوق حبل مربوط بين خيمتها وشجرة صنوبر محاذية، ليس في قاموس النازحات مناسبة اسمها يوم المرأة العالمي.

وبكلمات فيها الكثير من العتب، تضيف ام وليد لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه عند حلول يوم المرأة العالمي "بالنسبة لنا يوم نزوح عادي متعب، نستغل شمس هذا اليوم لنوفر مازوت التدفئة ونستنشق الهواء النقي بعدما الزمنا الصقيع والمطر على الاحتماء في خيمتنا البالية".

من جهتها، قالت النازحة العشرينية سمر ابو حميد من ريف دمشق لـ((شينخوا)، بينما كانت في طريقها للعمل في تنظيف المنازل وسط بلدة مرجعيون المجاورة لمخيم نزوحها، إن "يوم المرأة العالمي يعني لنا المزيد من الجهد والتعب لتحصيل قوتنا بكد اليمين وعرق الجبين".

"لا يعنينا حقا يوم المرأة العالمي ولا كل المناسبات التي تقف خلفها منظمات ومجتمعات دولية"، هذا ما أشارت اليه ناجية المصري النازحة من ريف حلب والمقيمة مع اطفالها الاربعة في مرآب للسيارات وسط بلدة حاصبيا.

وأضافت المصري "همي في هذا اليوم العالمي كما في كل يوم الإعتناء باحواض الورود، وببساتين الخضار والفاكهة في وادي الحاصباني حيث اعمل، علني اتمكن من توفير ما يحتاجه اطفالي من ملبس ومأكل ومقاومة صقيع الشتاء".

هموم النزوح القاسي، وتفكك عائلتي حيث ذهب كل فرد من أفرادها في اتجاه، وقالت النازحة الستينية من ريف حلب إلى مخيم سهل مرجعيون "شغلي الشاغل في هذا اليوم المسمى بيوم المرأة العالمي، هل يضع هذا اليوم حدا لمأساتنا أو يعطينا ولو جرعة تفاؤل بمستقبل أفضل".

من جهتها، قالت سميرة أبو الفارسي النازحة إلى الهبارية من بيت جن ل((شينخوا)) "صدقونا انه في هذه الظروف الصعبة، لا يخطر على بالنا يوم المرأة العالمي ولا غيره من المناسبات فيا ليت تتحقق امانينا بعودة هانئة إلى بلدنا سوريا".

ضعيفة ونحيلة والمرض باد على محياها هي النازحة من ادلب إلى سهل الخيام جميلة عبد الحسين، والتى قالت "اتناول يوميا اربعة انواع من الأدوية، هموم الحياة في النزوح، جمعت في جسدي امراض، السكري والضغط والكوليسترول والأعصاب واليوم أسال كل من يعنيهم الأمر هل يوم المرأة العالمي يقدم لي ولعائلاتي ما يعيننا في ثقل نزوحنا".

"ليس لنا في هذا اليوم العالمي"، قالت النازحة العشرينية سمر ابو محمودي سوى دمعة نذرفها على بلد جريح، "وعلى أحباء فقدناهم هناك في الحرب القذرة التي افتعلتها الدول الدائرة في محور أمريكا".

وبصوت خافت غلبت عليه غصة حزينة، تردد النازحة من مخيم اليرموك إلى بلدة مرج الزهور ناهدة ابو عمري "ليكن يوم المرأة العالمي فرصة سانحة لتوجيه نداء إلى المؤسسات الدولية الانسانية وإلى العالم أجمع، والدول المعنية بالاعتداء على بلدنا، بوقف هذه الحرب القذرة".

"وليعملوا جميعا من أجل عودتنا وإعادة بناء ما هدمته قذائف حقد الجماعات الإرهابية ومن يقف خلفهم ويدعمهم من دول تدعي الديمقراطية".

بكل صراحة وثقة، قالت لـ((شينخوا)) سليمة ابو العزي من ادلب "هذا اليوم (يوم المرأة العالمي) مناسبة تزيدنا حقدا على هذا العالم الذي يدعي الحضارة فدول الغرب هي التي فرضت الحرب على بلدنا واوصلتنا هذه المأساة حيث نعيش".

اما النازحة من مزرعة بيت جن إلى شبعا هدى ابو العبسي قالت "ليس لي سوى احتضان اطفالي الثلاثة الذين فقدوا والدهم منذ خمسة اعوام، سابقى إلى جانبهم ومعهم مهما قست الظروف".

ومن جهتها، ذكرت النازحة من ادلب إلى الخيام عبلا ابو محسن "نطالب المجتمع الدولي بحماية المرأة النازحة من التجاوزات التي تتعرضن لها في نزوحها".

وأضافت أن التجاوزات زادت عن حدها، ومنها التحرش والاغتصاب والاستغلال، فضلاً عن القلق والخوف فنتيجة للفقر وعدم توافر فرص العمل، يكثر الفلتان والحالات الشاذة.

وأشارت النازحة الخمسينية سليمة الهاشم "احموا بناتنا من توجه الكثير من النازحين لتزويج بناتهم المراهقات من أجل حمايتهن من الظروف المعيشية السيئة".

اما المرشدة الاجتماعية ناهدة ابو اسبر والعاملة في إحدى الجمعيات المهتمة بالنازحين، فقالت لـ((شينخوا)) "بهذه المناسبة كل الاحترام للمرأة السورية النازحة فهذه المرأة اثبتت في نزوحها الشجاعة والأصالة والبطولة وصدق الانتماء".

يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ حوالي 1.3 مليون شخص بينهم حوالي 60 إلى 63 % من النساء، بحسب الأمن العام اللبناني والجهات الحاضنة.