بكين 12 إبريل 2019 / صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ اليوم (الجمعة) في إفادة صحفية بأنه مهما كان تغير الوضع في السودان، فإن الصين ستواصل الحفاظ على علاقاتها الودية التعاونية مع السودان وتطويرها.
وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف قد أعلن يوم الخميس "اقتلاع النظام" واعتقال الرئيس عمر البشير، وحالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وأدى القسم رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي الذي قال إنه سيتولى إدارة الحكم لفترة انتقالية لمدة عامين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية "إن الصين تلتزم دائما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعتقد أن السودان قادر على معالجة شؤونه الداخلية وحماية السلام والاستقرار في البلاد".
ما بين الدعوة إلى الهدوء وحقن الدماء وتشكيل حكومة جامعة واختصار الفترة الآن انتقالية، تباينت ردود الفعل الدولية إزاء التطورات الأخيرة في السودان.
ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في السودان إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في بيان استعداد المنظمة العالمية لدعم الشعب السوداني آملا أن تتحقق التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني عبر"عملية انتقال جامعة ومناسبة".
وانتقد الاتحاد الأفريقي في بيان على لسان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي "سيطرة الجيش على السلطة ليست الحل المناسب للتحديات التي يواجهها السودان ولتطلعات شعبه"، داعيا الأطراف المعنية إلى الهدوء والتزام أكبر قدر من ضبط النفس والانخراط في حوار شامل لتهيئة الظروف التي تتيح تلبية تطلعات الشعب السوداني واستعادة النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن.
وعلى صعيد موقف الاتحاد الأوروبي، دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني مساء الخميس الجيش السوداني إلى" نقل السلطة سريعا إلى المدنيين"، مؤكدة في بيان أن "عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبي تطلعات الشعب السوداني وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد".
وجاء موقف الولايات المتحدة متفقا مع الموقف الأوروبي حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو إن "الولايات المتحدة تواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وإلى إفساح المجال أمام مشاركة مدنيين في الحكومة، مؤكدا على ضرورة حدوث ذلك في وقت أسرع بكثير من عامين.
ويتجه مجلس الأمن إلى عقد جلسة مغلقة حول السودان اليوم استجابة لطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبولندا وبلجيكا.
وبدوره قال المتحدث باسم الكرملين الروسي دميتري بيسكوف يوم الخميس إن روسيا تدعو كافة القوى السياسية في السودان إلى بذل جهود من أجل عودة النظام في البلاد وذلك بعد الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير.
وأكد أن التطورات في السودان هي شأن داخلي، ولكن الكرملين يأمل أن تحافظ روسيا والسودان على علاقاتهما على أي حال.
كما حثت الخارجية الروسية على تسوية للوضع في السودان عبر الحوار. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زخاروفا خلال مؤتمر صحفي "إن موسكو تتوقع من كل القوى السياسية السودانية ومؤسسات السلطة التصرف بأقصى درجات المسؤولية بهدف استقرار الوضع في أسرع وقت ممكن من أجل منع زيادة تدهور الوضع هناك".
ومن جانبها، أعلنت مصر يوم الخميس "دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني"، بعد إعلان الجيش السوداني "اقتلاع النظام" واعتقال الرئيس عمر البشير.
وأعربت مصر عن" ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني وجيشه الوطني الوفي على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة". ودعت المجتمع الدولي إلى "دعم خيارات الشعب السوداني وناشدت "الدول الشقيقة والصديقة" مساندة السودان ومساعدته على "تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل أفضل بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم".
كما أعربت تونس عن أملها في" تحقيق انتقال سلمي للحكم يلبي تطلعات الشعب السوداني المشروعة إلى الحرية والديمقراطية والتنمية". وأكدت على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق ووحدته الوطنية"، وفقا لما ذكرت وزارة الخارجية التونسية في بيان.
وأكدت البحرين دعمها لأمن وسيادة السودان ومصلحة شعبه، مبدية تطلعها إلى تجاوز هذه المرحلة الحاسمة بوعي أبنائه من أجل تحقيق طموحات الشعب في الأمن والاستقرار والتنمية.
وبعد إعلان بيان القوات المسلحة السودانية، دعت قطر في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية "جميع الأطراف الفاعلة في السودان إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا وحقن الدماء واتباع الوسائل السلمية والحوار البناء سبيلا لإدارة العملية السياسية".
وقالت وزارة الخارجية التركية إنها تتابع التطورات الجارية في السودان عن كثب، معربة عن تمنياتها في أن "تسير العملية بشكل سلمي بما يلبي تطلعات الشعب في إطار الديمقراطية الدستورية والتوافق الوطني".
وشددت الوزارة في بيان على أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار في السودان، أمر لا مناص منه من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة برمتها".