دوبروفنيك 12 أبريل 2019 / دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الجمعة) إلى توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وجه لي هذه الدعوة خلال حضور مراسم افتتاح منتدى الأعمال التاسع لدول وسط وشرق أوروبا والصين، مع 16 قائدا من دول وسط وشرق أوروبا.
وأوضح لي أن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا حافظ على نشاط وحيوية وفيرتين، الأمر الذي تدعمه أيضا التنمية المستمرة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وأضاف أنه رغم في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي العام الماضي، فإن حجم التجارة بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا الـ16 زاد بنسبة 21 بالمئة، ليسجل رقما قياسيا تاريخيا ويكشف عن آفاق أوسع للتعاون.
وأشار رئيس مجلس الدولة أيضا إلى تحقق تقدم جديد على صعيد التعاون في سوق طرف ثالث، وإلى الجهود المشتركة في بناء الحزام والطريق وترابط البنية التحتية والتعاون دون الوطني والتبادلات الشعبية والثقافية.
وأوضح رئيس مجلس الدولة أن الصين مستعدة لتعزيز المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية في البلدان الأخرى، والتمسك بمبادئ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة.
وأضاف أن الصين تصر على تعزيز السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل، سعيا نحو تعاون أوسع وأعمق بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا في المجال الاقتصادي والتجاري.
ومن أجل تعزيز تيسير التجارة، دعا لي إلى زيادة فتح الأسواق أمام بعضهم البعض وتيسير الإجراءات الجمركية.
وأوضح لي أن الصين تعتزم توفير قناة خضراء لصادرات دول وسط وشرق أوروبا إلى الصين، وتعزيز التعاون في تيسير عمل الخط البري-البحري السريع بين الصين وأوروبا من أجل تسريع الخدمات اللوجستية عبر الحدود.
وبشأن إنشاء نقاط نمو تجاري جديدة، حث لي الجانبين على تعزيز الاستفادة من الإمكانات التجارية وتحسين الهيكل التجاري وتعزيز تجارة المنتجات الزراعية والآلات والمنتجات الكهربائية، بما يشمل السيارات والأجهزة المنزلية، إلى جانب تعزيز التعاون الابتكاري وتيسير التعاون في الصناعات والأنماط الجديدة.
وفيما يتعلق بالتعاون في الاستثمار والقدرة الصناعية، قال لي إن الحكومة الصينية تدعم الشركات في العمليات ذات الطابع التجاري وتتطلع إلى أن تتمسك الدول المعنية بمبادئ الشفافية والعدالة وعدم التمييز، وأن تحمي الحقوق المشروعة للشركات الصينية.
وسعيا نحو تعزيز التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، أطلق اجتماع القادة هذا العام مركز الشراكة العالمي لدول وسط وشرق أوروبا والصين، إلى جانب إطلاق موقع إلكتروني بشأن آلية التنسيق بين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الجانبين، وذلك سعيا لتوفير خدمات أكثر ملائمة للشركات من أجل توسيع التعاون الاستثماري.
وبشأن توسيع الترابط، قال لي إن الصين تشجع شركاتها على المشاركة في بناء البنية التحتية في دول وسط وشرق أوروبا.
وحث لي أيضا على تحسين ظروف قطاع التمويل وتنويع أنماط التمويل والاستكشاف النشط لأساليب إنشاء، مثل التعاون في سوق طرف ثالث، وتقديم العطاءات المشتركة وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأطلع رئيس مجلس الدولة المنتدى على الوضع الاقتصادي الصيني، موضحا أن الاقتصاد الصيني يشهد استقرارا على وجه العموم، وأن البلاد واثقة في تحقيق أهداف التنمية الرئيسية لهذا العام، بما يشمل تحقيق نمو في إجمالي الناتج المحلي تتراوح نسبته بين 6 و 6.5 بالمئة.
وأضاف لي أن الصين ستعمل من أجل تنشيط حيوية كيانات السوق وتحسين بيئة الأعمال والسعي وراء تنمية مدفوعة بالابتكار وتشجيع محركات نمو جديدة وتعزيز انفتاح شامل وتطوير اقتصاد مفتوح رفيع المستوى وخلق ظروف ملائمة لاقتصاد صيني مستقر.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء الكرواتي اندريه بلينكوفيتش إلى أن موضوع المنتدى هو "بناء جسور جديدة عبر الانفتاح والابتكار والشراكة"، موضحا أنه يتطلع إلى أن تسعى الأطراف المعنية كافة إلى انتهاز هذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأشاد بمعرض الصين الدولي الأول للواردات الذي أقيم العام الماضي في شانغهاي، موضحا أن المعرض قدم فرصا جديدة لجميع الدول.
وأضاف أنه في السنوات القليلة الماضية، تضاعفت الصادرات من دول وسط وشرق أوروبا إلى الصين خمس مرات، وتقدم التعاون بين الجانبين بشكل أوثق، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تضييق فجواتهما مع الدول المتقدمة.
وأشار إلى أن مشروع جسر بيليساك يمثل نموذجا للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين، موضحا أنه سيسهم في تعزيز الترابط والتجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وأطلق لي وبلينكوفيتش معا الموقع الإلكتروني لآلية التنسيق بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في كل من الصين ودول وسط وشرق أوروبا. وبرفقة قادة دول وسط وشرق أوروبا الآخرين، زارا أيضا معرضا للتعاون التعليمي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، وحضرا اجتماع مواءمة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
حضر مراسم الافتتاح أكثر من 1000 مندوب من الحكومات والمجتمعات التجارية والصناعية من الجانبين.