人民网 2019:04:23.13:09:23
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : مع اتساع التعاون ... الصين تتشاطر مع الدول العربية خبرات وتكنولوجيا محاربة التصحر

2019:04:23.13:02    حجم الخط    اطبع

بكين 23 إبريل 2019 / "يجري حاليا التشاور مع شركة سعودية لتقديم تكنولوجياتنا الخاصة بمكافحة التصحر للمملكة العربية السعودية، ومن المرجح إقامة تعاون في هذا المجال"، هكذا قال تشاو تشاو هوا، نائب مدير معهد دراسة الصحراء بجامعة تشونغتشنغ للنقل والمواصلات، مشيرا إلى أن هذا ثاني عام يقدم فيه فريقه تكنولوجياهم لمحاربة التصحر إلى العالم العربي.

ما قصده تشاو هو تكنولوجيا تحويل "الرمال إلى التربة الخصبة"، التي تستغل نظرية قوة "الترابط والانجذاب في جميع الاتجاهات" بين حبيبات التربة لتحويل الصحراء إلى تربة صالحة للزراعة. وذلك عبر إضافة مواد تماسك خاصة، مستخلصة من نبات معين، إلى الرمال، حتى تكتسب هذه الرمال قوة الترابط والانجذاب، وبالتالي تستطيع الحفاظ على المياه والعناصر الغذائية.

وقال تشاو، وهو أيضا المسؤول التنفيذي للفريق البحثي، إنه منذ عام 2009، بدأ الفريق بقيادة البروفسور يي تشي جيان في جامعة تشونغتشنغ للنقل والمواصلات، بحث هذه النظرية في المخابر، وبعد استكشاف مواد التماسك الخاصة، التي برهنت الأجهزة الوطنية الصينية على انعدام تأثيراتها الجانبية، طبقّها الفريق في اختبار إصلاح الرمال في صحراء أولانبوخه في منطقة منغوليا الداخلية الصينية بمساحة أكثر من 16 ألف متر مربع، الأمر الذي تكلل بنجاح كبير، وباتت تربة الرمال بعد إصلاحها صالحة لزراعة أكثر من 70 نوعا من النباتات، ثم امتدت الاختبارات لمناطق أخرى، لتبلغ مساحة قاعدة الاختبار نحو 6.7 كيلومتر مربع.

وسرعان ما لاقت الاختبارات الناجحة هذه أصداء واسعة في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول العربية. ففي عام 2018، أجرى الفريق اختبارا في الإمارات العربية المتحدة وحقق نجاحا. ثم وقع الفريق مذكرة تفاهم مع شركة ((موارد)) القابضة الإماراتية، ما فتح باب تطبيق هذه التكنولوجيا في العالم العربي.

وحسب مذكرة التفاهم، سيجري باحثون صينيون من هذه الجامعة اختبارات لتحويل الصحاري إلى تربة خصبة وزراعة أنواع من النباتات والخضراوات والأشجار على مساحة تبلغ عشرة كيلومترات مربعة في أبو ظبي.

وتعتبر تكنولوجيا فريق تشاو من أحدث التكنولوجيات التي ابتكرتها الصين في مجال مكافحة التصحر خلال السنوات الأخيرة وتتشاطرها مع الدول العربية. وباعتبارها أكثر البلاد تضررا بالتصحر، تبلغ مساحة الأراضي المتصحرة بالصين 27% من المساحة الكلية، ويعاني 400 مليون نسمة من التصحر، الذي يتسبب في خسائر اقتصادية مباشرة تصل إلى 120 مليار يوان سنويا. ومنذ خمسينيات القرن العشرين، بدأت الصين تطبيق سلسلة من مشروعات البناء الإيكولوجي وراكمت الكثير من الخبرات.

وتولي الحكومة الصينية اهتماما أكبر خلال هذه السنوات بمكافحة التصحر، حيث تخصص كل سنة عدة مليارات دولار أمريكي لمعالجة التصحر، ما أدى إلى تقليص مساحة الأراضي المتصحرة بأكثر من 1400 كيلومتر مربع كل سنة. وتسهم في زيادة الخضرة في العالم إسهاما كبيرا. ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن وكالة الفضاء الأمريكية، فإن مساحة التغطية الغابية الزائدة في الصين يشكل 25% من إجمالي التغطية الزائدة في العالم خلال السنوات الـ17 الماضية، بحيث تحتل المرتبة الأولى عالميا.

وفي نفس الوقت، تعمل الصين على إجراء التعاون الدولي في مجال كبح التصحر وتكثيفه، وخاصة مع الدول العربية، باعتبارها أكثر المناطق الأخرى في العالم تأثرا بالتصحر. وخلال السنوات الأخيرة، جاء الكثير من المتخصصين العرب في هذا المجال إلى الصين لتعلم الأساليب المتقدمة لعلاج واستغلال الصحارى.

فمنذ عام 2006، أقامت وزارة التجارة الصينية عدة دورات تدريبية دولية لمعالجة التصحر في مقاطعة قانسو ومنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي. وقد شارك أكثر من 240 شخصا من هيئات زراعة وري من الدول العربية في دورات تدريبية خاصة للدول العربية لمعالجة التصحر.

وكان من بين هؤلاء المتخصصين العرب، المهندس الزراعي العراقي سرمد الأمين. ففي عام 2013، شارك الأمين في دورة تدريبية حول مكافحة التصحر بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم شمال غربي الصين، حيث أعرب عن انبهاره بالإنجازات التي حققتها الصين في مجال مكافحة التصحر.

وفي الصين، حضر الأمين محاضرات ألقاها أساتذة مختصون حول مكافحة التصحر والوقاية منه، كما قام بزيارات ميدانية لمواقع تم القضاء على التصحر فيها.

من خلال هذه التجربة، أشار الأمين إلى أن الصين حققت هذه الانجازات من خلال التثقيف والتوعية للمزارعين، والمزج بين التقنية الحديثة والتقليدية في الزراعة، واستنباط سلالات نباتية جديدة تتميز بمقاومتها للجفاف والمناخ الصحراوي الذي يكثر فيه الغبار، مبديا إعجابه بأسلوب مربعات القش الذي يستخدمه المزارعون لمحاربة التصحر، والذي ما زال يعتبر الأسلوب الأسهل والأكثر ملائمة للبيئة والأقل تكلفة لمحاربة التصحر.

وأوضح أن "حلمي أن تطبق التجربة الصينية في العراق ونتمكن من القضاء على مشكلة التصحر ونحول الصحراء القاحلة إلى غابات ومناطق خضراء، كما فعلت الصين ذلك".

وقال جيانغ تشي، رئيس معهد دراسات معالجة التصحر بأكاديمية نينغشيا لعلوم الزراعة والغابات، إن نيتنا الأصلية هي نقل تقنيتنا المتقدمة إلى خارج البلاد ودعم البناء الإيكولوجي في الدول العربية وغيرها من خلال إقامة هذه الدورات، كما نستفيد من تجربتهم في مكافحة التصحر لمعالجة التصحر وحفظ التربة والمياه.

وتشهد الصين في هذه الأيام مشاركة متزايدة للشركات الصينية في التعاون مع الدول العربية في مكافحة التصحر. وتعمل هذه الشركات على نقل الخبرات والتكنولوجيا التي تراكمها خلال عملياتها لمعالجة التصحر في الصين إلى خارج البلاد.

وتعد مجموعة إيليون للموارد واحدة من هذه الشركات. وباعتبارها شركة رائدة في الصين في حفظ البيئة، تمكنت الشركة، بمساعدة من الحكومة ومشاركة واسعة من المحليين، من النجاح في معالجة صحراء كوبوتشي بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمالي الصين، وتم تشجير أراض بمساحة تمتد على 6000 كيلومتر مربع.

ووقعت المجموعة في أكتوبر الماضي مع حكومة جهة الشرق في المغرب اتفاقية إطارية لترويج أساليب معالجة التصحر، التي ابتكرتها المجموعة خلال الثلاثين عاما في عملية معالجة صحراء كوبوتشي.

وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة، وانغ ون بياو، إن أساليب مجموعة إيليون لمعالجة التصحر المتمثلة في "معالجة التصحر والإيكولوجيا ودعم الصناعة ومكافحة الفقر"، تتفق مع المناخ والبيئة الاجتماعية في جهة الشرق المغربية.

وأعرب عن أمله بأن تكون المغرب المحطة الأولى لنشر خبرة كوبوتشي في القارة الأفريقية ولاغتنام هذه الفرصة لتعزيز التعاون مع الدول على طول مبادرة الحزام والطريق في مكافحة التصحر والفقر.

كما أشاد رئيس مجلس جهة الشرق المغربية، عبد النبي بعوي، بخبرة كوبوتشي، التي قدمتها مجموعة إيليون، قائلا إنها تأتي بالأمل لكبح التصحر في جهة الشرق المغربية. وقال إن جهة الشرق تعتزم بناء حزام أخضر للوقاية من الصحراء بطول 500 كيلومتر، آملا أن تشارك فيه المجموعة.

ويعد التصحر مشكلة تواجه دول العالم، ومنذ طرحها مبادرة الحزام والطريق قبل ستة أعوام، تعمل الصين على خلق حزام وطريق أخضر يشمل نشر مفهوم الحضارة الإيكولوجية ودفع ممارسة الحضارة الإيكولوجية والتشارك في إنجازات الحضارة الإيكولوجية، من أجل تحقيق هدف التنمية المستدامة.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×