人民网 2019:04:26.09:21:26
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : بعد مرور آلاف السنين... إحياء مدينتين أسطوريتين على طول طريق الحرير

2019:04:26.09:09    حجم الخط    اطبع

تشنغتشو 25 أبريل 2019 / مع بداية الربيع في بخارى، جنوب غربي أوزبكستان، حرثت جرارات مصنوعة في الصين التربة في حقل تزيد مساحته على 2000 هكتار، تمهيدا لغرس نوع جديد من بذور اللوبيا الشعاعية طورها باحثون صينيون.

هذه مجرد زاوية من منطقة لويانغ-بخارى النموذجية الزراعية الشاملة، بمساحة تبلغ 100 كيلومتر مربع. وهذه المنطقة هي واحدة من مشروعات التعاون بين بخارى ولويانغ بمقاطعة خنان وسط الصين، بعد مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في 2013.

وتهدف هذه المبادرة إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا والدول الممتدة على طريق الحرير القديم من أجل التنمية والرخاء المشتركين.

وتعد بخارى، الذي يرجع تاريخها إلى 2500 عام، من أقدم المدن في آسيا الوسطى ومركزا للتجارة والثقافة على طريق الحرير القديم، بينما كانت مدينة لويانغ، التي يرجع تاريخها إلى 3000 عام، عاصمة قديمة لـ13 أسرة حاكمة.

وارتبطت المدينتان، اللتان تفصل بينهما مسافة حوالي 4000 كيلومتر، بشكل وثيق بالماضي والآن يجري إحياء الروابط بينهما.

نفض تراب التاريخ

يضم متحف لويانغ عملة ذهبية رومانية يرجع تاريخها إلى القرن السابع. ويوجد على العملة ذات الشكل غير المنتظم تمثال نصفي لرجل بلحية ومتوج في الأمام وتمثال إمراة مجنحة -- إلهة النصر -- في الخلف.

هذه هي أول عملة ذهبية أجنبية جرى اكتشافها في لويانغ. في كل مرة تعرض هذه العملة، تجذب حشودا من الزوار.

وقال قاو شي شنغ، باحث بالمتحف، إن صاحب العملة كان أجنبيا جاء للعيش والنجاح خلال فترة أسرة تانغ (618-907).

واكتشفت العملة القديمة في مقبرة محفوظة بشكل جيد ترجع إلى أسرة تانغ في الثمانينيات وعثر على المقبرة عمال بناء في خلال بناء مصنع للجعة على جبل في لويانغ.

وبناء على البحوث بشأن النقوش الموجودة على الضريح وعدد كبير من الأشياء المدفونة، قال علماء الآثار إن صاحب هذه المقبرة هو "آن بو" من ولاية آن بآسيا الوسطى، منطقة بخارى حاليا.

وفي 630 بعد الميلاد، تبع آن والده إلى أسرة تانغ من خلال طريق الحرير القديم. وبفضل شجاعته وخبرته في المعارك، أصبح جنرالا عسكريا في الأسرة. وعمل ابنه مسؤولا في حكومة تانغ.

وربطت طريق الحرير القديم الصين بباقي العالم وشهدت على تبادلات تجارية وثقافية عادت بالنفع على شعوب من حضارات مختلفة.

وقال وانغ شيا يه، مدير مكتب الشؤون الخارجية في لويانغ، "ان لم يتخيل مطلقا أنه بعد أكثر من ألف عام، سيتكاتف مسقط رأسه ومكان دفنه سويا مرة أخرى وسيكملان أسطورة طريق الحرير."

تجديد الرابطة

قبل عقد الجولة الأولى من منتدى الحزام والطريق في مايو 2017، وقعت بخارى ولويانغ على مذكرة تفاهم لإقامة علاقات توأمة بين المدينتين.

وقال وانغ "على مدار العامين الماضيين، كان بين لويانغ وبخارى تبادلات متكررة في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة وحماية المواقع التاريخية، بشكل خاص الزراعة"، مضيفا أن منطقة لويانغ-بخارى الزراعية النموذجية إنجاز ضخم.

ولدى بخارى مساحات شاسعة من الأراضي وشمس ساطعة مناسبة تماما للزراعة.

ويهدف المشروع، الذي يقدر باستثمارات إجمالية قيمتها 500 مليون دولار أمريكي، إلى بناء حديقة زراعية شاملة تجمع بين الإنتاج الزراعي ومخازن التبريد وتصنيع الغذاء والتدريب على تكنولوجيا الزراعة والتبادلات في هذا المجال.

وقال ليو هنغ، المدير العام لشركة "لويانغ وانبانغ" المحدودة لإدارة سلسلة الإمداد المختارة التي تنفذ المشروع إن "حكومة بخارى قدمت الكثير من الحوافز مثل إعفاء ضريبي لمدة 15 عاما وأسعارا ثابتة للغاز الطبيعي والكهرباء والنفط لمدة 15 عاما."

وذكر "نستطيع أيضا تقديم النفع للمحليين من خلال توفير بذور محسنة وتكنولوجيا متطورة وفرص عمل."

ومنذ التوقيع على عقد المشروع في مايو 2018، جرى زراعة 2000 هكتار من اللوبيا الشعاعية وبناء مصنع لتنقية وتصنيع اللوبيا.

وبمساعدة من شركة ليو، جرى تصدير اللوبيا في قطار خاص إلى الصين للمرة الأولى العام الماضي.

وقال ليو إن "تطلعنا هو نشر الخبرة الزراعية الصينية المتطورة في البلدان والمناطق على طول الحزام والطريق، في الوقت الذي يجري فيه استيراد المنتجات الزراعية المتاحة فقط بكميات صغيرة محليا، وبذلك يجري تحقيق التعاون المربح للجانبين."

الميراث الممتد

يعقد في بكين منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، ومن المقرر أن يحضر قمة الطاولة المستديرة للمنتدى قادة من بينهم رؤساء دول وحكومات من 37 دولة.

وبعد قرابة 6 سنوات من التنمية، نمت مبادرة الحزام والطريق من مفهوم إلى منصة رئيسة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

ووقعت إجمالي 126 دولة، بما فيها دول متقدمة ونامية، و29 منظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين بشأن المبادرة، وبدعم الشركات الصينية، جرى بناء مجمعات صناعية في بلدان الحزام والطريق الأخرى وولدت قرابة 300 ألف فرصة عمل محلية.

وقال لي يا، أمين لجنة الحزب في لويانغ إن "لويانغ اكتسبت مجدها كمدينة مزدهرة في مختلف الحقب التاريخية، حيت كانت مركزا للتجار والبضائع. وباعتبارها مدينة منفتحة وشاملة، تتمتع لويانغ بآفاق مشرقة في بناء الحزام والطريق."

ودشنت المدينة علاقات اقتصادية وتجارية مع 62 دولة على طول الحزام والطريق، حيث أصبح إجمالي 174 دولة ومنطقة من شركائها التجاريين الدوليين، ودخل نحو 460 نوعا من المنتجات المصنعة في لويانغ إلى السوق الدولية.

ومن بين تلك المنتجات جرارات "دونغفانغهونغ" التي تصنعها مجموعة (واي تي او)، وهي شركة رائدة في تصنيع المعدات الزراعية ومقرها لويانغ، وتستحوز على 90 بالمئة من حصة السوق في قيرغيزستان.

كما تعززت التبادلات الثقافية، حيث وصل عدد رحلات السياح الوافدين إلى لويانغ العام الماضي إلى 1.41 مليون.

وفي سبتمبر، من المتوقع أن يقدم متحف لويانغ معرضا للآثار الثقافية المكتشفة من مقبرة آن بو وزوجته في مكان ميلاده.

وقال الباحث قاو إن الشعب في أوزبكستان سيكون لديه الفرصة لرؤية هذه الكنوز التاريخية ومعرفة قصة أصحابها إضافة إلى أسطورة طريق الحرير الممتدة.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×