بكين 21 مايو 2019 /أصبح إدمان واشنطن للتنمر منذ وقت طويل، تهديدا خطيرا للاستقرار والسلام في العالم.
أظهرت الولايات المتحدة حماسا شديدا في التلويح بعصى الرسوم الجمركية ضد شركائها التجاريين الرئيسيين، من بينهم الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا والمكسيك والصين.
والنية وراء هذه الأفعال واضحة وبسيطة: إنها مصرة على تحطيم أي شخص ترى أنه يمثل تهديدا لهيمنتها في العالم. وهذا بالضبط هو ما تفعله منذ أن أصبحت قوة عظمى في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
ولتحقيق ذلك، أستخدمت واشنطن جميع أنواع الأسلحة، من بينها التدخل العسكري والعقوبات الاقتصادية وأكاذيب. وحيث ان واشنطن تتحرك من أجل المصالح الذاتية والسيادة على العالم، أصبحت العديد من الدول حول العالم ضحايا.
وقبل غزو العراق في مارس 2003، كذبت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت على المجتمع الدولي، قائلة أن صدام حسين الرئيس العراقي آنذاك، يساعد الإرهابيين ويحرضهم ويمتلك مخزونا كبيرا من أسلحة الدمار الشامل داخل العراق.
وأدخلت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة، بدون تفويض من الأمم المتحدة، العراق في حالة من الفوضى ولم تتعاف الدولة التي مزقتها الحرب حتى هذا اليوم.
وأصبح حلفاء الولايات المتحدة في قائمة طويلة من ضحايا واشنطن.
وفي 1985، وقعت الولايات المتحدة اتفاقية بلازا مع فرنسا وألمانيا الغربية واليابان وبريطانيا. ويعتقد العديد من كبار الاقتصاديين في العالم أن هذا الاتفاق ساعد في إيقاف النمو الاقتصادي الياباني القوي في الثمانينيات وأدخل البلاد في فترة مطولة من الإنكماش والنمو المنخفض، وتعرف هذه الفترة بالعقد الضائع.
وفي الوقت الحالي، دخلت واشنطن معركة تجارية مع حلفائها في أوروبا. وفرضت تعريفات على الصلب والألومنيوم على الاتحاد الأوروبي العام الماضي وتهدد بفرض رسوم كبيرة على السيارات المستوردة من أوروبا.
وبسبب عجرفتها ، تتجاهل واشنطن روح التجارة الحرة ومعاهدات دولية ترحب بالاعترف على نطاق واسع بالمعاهدات الدولية.
ومنذ الثمانينات، انسحبت واشنطن مرتين من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفي 2001 انسحبت بشكل أحادي من اتفاقية كيوتو، معاهدة دولية حول مكافحة التغير المناخي.
ومستخدمة مبدأ " أمريكا أولا "، تخلت الإدارة الأمريكية الحالية عن المزيد من الالتزامات الدولية، من بينها الانسحاب من اتفاقية باريس للتغير المناخي والاتفاق النووي الإيراني.
وكتب مارتن ولف كبير المعلقين الاقتصاديين في صحيفة ((فاينانشال تايمز)) في مقال رأي، إن الحكومة الأمريكية تؤمن "بالصفقات أكثر من التحالفات، والثنائية أكثر من التعددية، وعدم القدرة على التنبوء أكثر من الثبات، والسلطة أكثر من القانون، والمصالح أكثر من المبادئ."
ان جوهر النظام العالمي بعد الحرب (العالمية الثانية) هو تعزيز التعاون متعدد الأطراف والعولمة الاقتصادية. للأسف، هوس واشنطن بالهيمنة يبذر بذور المواجهة في أجزاء عديدة من العالم ويقتل النظام العالمي الذي ساعدت في تأسيسه والذي انتفعت منه كثيرا خلال العقود الماضية.
ومن أجل تعزيز مصالحها الوطنية الأساسية، تحتاج الولايات المتحدة لعلاج نفسها من إدمانها للتنمر وتحمل مسؤولياتها كقوة عظمى من أجل المصالح المشتركة للعالم. كونك متنمرا قد يجلب لك مزايا مؤقتة، ولكنك تتجه نحو إيذاء نفسك على المدى البعيد .