القاهرة 22 مايو 2019 / رأى خبراء في قطاعي السياحة والأمن، أن التفجيرات التي استهدفت حافلات سياحية بالقرب من أهم معالم مصر، الأهرامات، هي حوادث فقيرة ذات أضرار محدودة، ولا يمكن أن تؤثر سلبا على تدفقات السياح القادمة إلى البلاد.
وأدى انفجار استهدف حافلة سياحية يوم الأحد الماضي إلى إصابة نحو 17 شخصا، بينهم سياح، بالقرب من المتحف المصري الكبير بجوار الأهرامات في محافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة.
وفي ديسمبر الماضي، قتل ثلاثة سائحين فيتناميين ومرشد سياحي مصري بعد أن انفجرت قنبلة على جانب طريق وقت مرور الحافلة التي تقلهم بالقرب من الأهرامات.
وقال الخبير الأمني خالد عكاشة، إن "النشاط السياحي فى مصر مستهدف من قبل التنظيمات الإرهابية، التي تدرك وجود تحسن كبير فى التدفقات السياحية إلى مصر، لاسيما في ظل وجود شكل من أشكال استقرار الأوضاع الأمنية بصورة عامة، ومؤشرات عودة السياحة تخدم الاقتصاد المصري بشكل جيد".
وأضاف عكاشة، وهو عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "المجموعات الإرهابية وارتباطها بتنظيم الإخوان جعلها تحاول اختيار الأهداف التى ربما تسبب ضجيج أكثر للنظام الحاكم".
وتابع "اعتقد أننا أمام رسالة بعملية محدودة فقيرة الإمكانيات إلى حد كبير، ودلالتها أكثر مما أحدثته الإصابات مثل اختيار الموقع واستهداف النشاط السياحي، المتنامي الذي يشهد تحسنا كبيرا وخطوات متقدمة إلى الأمام، خاصة أن الدولة تراهن على هذا النشاط الاستثماري".
وأردف "لا اعتقد أن التفجير الأخير سوف يؤثر بشكل سلبي على السياحة، لأن النشاط السياحي الآن أصبح أكثر نضجا على مستوى العالم مما كان عليه الوضع في السابق، بسبب أن العمليات الإرهابية تحدث في الكثير من دول العالم ومع ذلك الحركة السياحية تسير بشكل جيد، والسياحة تتأثر فقط بالأحداث الكبرى أو لو كان هناك خطر داهم، وهو أمر ليس موجودا في مصر".
لكن وليد البطوطي، وهو مرشد سياحي، رأى أن الانفجارين على الرغم من سقوط عدد قليل من الإصابات قد جذبا انتباه العالم، وربما يكون للحادث الأخير تأثيرا سلبيا طفيفا على السياحة، خاصة أنه لا يأتي أي سائح إلى القاهرة دون زيارة منطقة الأهرامات.
وقال البطوطي إن "الإرهاب متواجد فى العالم كله، ومصر تحارب الإرهاب والأجهزة الأمنية تقوم بدورها على أكمل وجه ونجحت في منع عمليات إرهابية كثيرة من خلال ضربات استباقية نفذتها ضد التنظيمات الإرهابية".
وأضاف أن "تأثير هذه التفجيرات على السياحة سوف يكون ضعيف جدا، كما أن المجموعة السياحية التى استهدفت الأحد الماضي تقوم الآن باستكمال رحلاتها بشكل طبيعي جدا دون أي مشاكل".
وتابع أن الإرهابيين يهدفون إلى ضرب السياحة والاقتصاد الوطني، حيث تعد السياحة من أهم مصادر الدخل القومي، كما يعمل فى مجال السياحة سبعة ملايين مصري وضربهم من خلال السياحة يشكل عبئا على الدولة.
وبدأت صناعة السياحة، وهي أحد شرايين الحياة للاقتصاد المصري، في الانتعاش أخيرا حيث تظهر الأرقام الرسمية ارتفاع معدلات نمو القطاع السياحي، الذي عانى كثيرا عقب ثورتي 2011 و 2013 بسبب اضطراب الأوضاع السياسية والأمنية، وعانى أكثر في العام 2015 عندما تم إسقاط طائرة روسية فوق منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر، ما أسفر عن مقتل 224 شخصا.
وفي العام 2017، زار 8.3 مليون سائح مصر وفقًا للأرقام الرسمية، بينما ذكر تقرير صادر عن شركة (فوربس) أخيرا أن معدل السياحة في مصر ارتفع بنسبة تصل إلى 50 % مقارنة بالعام السابق.
أما الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، فرأى أن هذه التفجيرات نتيجة الصراع الموجود بين الدولة وتيار الإسلام السياسي بمختلف اتجاهاته المتشددة والإرهابية والمسلحة.
وأضاف غباشي، أن كل طرف يضرب الطرف الآخر في الأماكن المؤثرة، والجماعات الإرهابية تستهدف المنطقة المجاورة للأهرامات لأنها تعلم أنها مؤثرة بحكم أنها منطقة سياحية.
وطالب بمزيد من العمليات الاستباقية ضد العناصر المتشددة للقضاء على الخلايا الإرهابية التي تستهدف القطاع السياحي الهام.
وغداة الانفجار الأخير، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 12 من الإرهابيين في مداهمات للشرطة، وفي اليوم التالي أعلنت عن مصرع 16 آخرين.