دمشق 30 مايو 2019 /" عيون أطفالنا في عيوننا" مبادرة إنسانية خيرة تأخذ على عاتقها معالجة حوالي 15 الف سوري يعانون من مشاكل بصرية ، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها معظم العائلات السورية في ظل سنوات الحرب التي شهدتها البلاد .
وتسعى المبادرة الإنسانية إلى تأمين المستلزمات الطبية لسبع محافظات سورية، وإجراء مجموعة من العمليات في عدة محافظات منها 14 عملية في حلب، و 9 في طرطوس، و 6 في اللاذقية و 32 في دمشق، و 7 في ريف دمشق، و 11 في حمص، و 10 في حماة ، وإعادة البصر لهؤلاء الأطفال الذين هم بناة المستقبل .
وهذه المبادرة موجهة بالمقام الأول لعائلات الشهداء، وذويهم، وللجرحى، والأيتام.
وأكد فادي البر رئيس مجلس إدارة شركة البر للبصريات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن حملة " عيون أطفالنا بعيوننا " هي حملة تطوعية للكشف المبكر عن الغبش والقرنية المخروطية بإشراف الجمعية السورية لأطباء العيون في سوريا والتعاون مع جمعية العائلة السورية وتعد هي الحملة الأضخم في سوريا لرفع المعاناة عن 15000 طفل في ست محافظات سورية هي ، دمشق، ريف دمشق، حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس" .
وأشار البر إلى أن آلية الوصول إلى الحملة هي عن طريق جمعية العائلة السورية التي تقوم بدور المنسق بين الجمعيات الأخرى التي تقوم بتقديم أسماء المستفيدين وتحال إلى الأطباء المتعاونين للكشف المجاني ثم إلى شركات البر أو أي مراكز متطوعة ضمن المبادرة ، موضحا أن العمر المستهدف هو من سنة إلى 12 سنة .
وبين رئيس مجلس إدارة شركة البر أن الحملة تبدأ عملها في الأول من رمضان وتنتهي في الأول من شوال وتستهدف العائلات المهجرة والمحتاجين ومراكز الإيواء والمتعثرين عن طريق استقبال الحالات وقد يكون العلاج إما تصحيح انكسار بالنظارات او علاج مرضي متابع .
ولفت البر إلى أن رؤية مبادرته الإنسانية في استهداف علاج الطفل كونه إنسان ضعيف ونذهب إليه حتى لا يكون عبئا على عائلته ومن منطلق " نعمر الولد ليعمر البلد " متوقعا أن يصل العدد إلى أكثر من العدد المستهدف .
بدورها أكدت رئيسة جمعية العائلة السورية" رنا فرعون أن جمعية العائلة السورية منتشرة في أغلب المحافظات السورية وفي ظل الحصار الاقتصادي الجائر على سوريا تقوم بدورها في دعم المواطن السوري وتقوم اليوم بتنسيق مبادرة" عيون أطفالنا بعيوننا" في المحافظات للعمل على تحقيق هدفها في علاج 15000 طفل بعمر 12 عاما وما دون ، موضحة أن الجمعية تقوم بدورها كمجتمع أهلي بالتعاون مع المؤسسات الاقتصادية التي تعتبر عصب الحياة وتواجد القطاع الحكومي للوصول إلى العائلات التي تحتاج المساعدة ولإيصال رسالة للعالم أننا متواجدون بالاعتماد على الذات والمؤهلات السورية .
من جانبه أكد رئيس الجمعية السورية لأطباء العين الدكتور رامز الطواشي أن العمر المستهدف ضمن المبادرة هو ١٢ سنة كونه العمر المناسب للكشف عن أي مرض في العين ، مبينا أن الهدف هو كشف المرض العيني وملاحقته وسيقوم الأطباء المنتسبون للجمعية بدورهم في علاج الأطفال وتقديم العمليات الجراحية كما سيتم تأمين مستلزمات ضعف البصر من نظارات وعدسات من شركة البر .
وعبر احمد الحاج( 48 عاما) والد أحد الأطفال الذين خضع للعلاج من خلال المبادرة ، عبر عن سعادته ، بعودة ابنه لرؤية الأشياء من جديد، مبينا أن ابنه سالم كاد يفقد بصره ، بسبب الإهمال .
وقال أحمد الحاج لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم إن " أحد الفرق التطوعية في المبادرة جاءت إلى المدرسة التي يتلقى سالم تعليمه فيها ، وخضع للفحص الطبي ، وتبين معهم أنه يعاني من نقص حاد في الرؤية فأجريت له عملية ، وتمكن من الرؤية من جديد " .
وبنظرة مملؤة بالحب ، قال الطفل سالم وهو يرتدي نظارة طبية ذات إطار أصفر ، " كنت أعاني من مشكلة عدم رؤية الكلمات التي تكتبها المدرسة على السبورة ، واستعين دائما بزميلي في المقعد في قراءة الكلمات كي اكتبها " ، مشيرا إلى أن تلك المشكلة كانت تمنعني من اللعب مع رفاقي في باحة المدرسة .
وأضاف " بعد أن خضعت لعملية تصحيح البصر ، حلت كل مشاكلي ، وأصبحت شخصا آخر " .