人民网 2019:05:31.16:41:31
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الخليج العربي يتقلّب بين صلوات السلام وجحيم الحرب

2019:05:31.16:39    حجم الخط    اطبع

لو تشونغ واي، المدير السابق لمعهد الصين لدراسات العلاقات الدولية المعاصرة

ترجمة: صحيفة الشعب اليومية اونلاين بالعربية

تدخلت أمريكا عسكريا في الخليج العربي مرّتين، الأولى في عام 1991 والثانية في عام 2003، من أجل حماية مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط. فالحرب تعدّ أعلى أشكال تصعيد الصراع السياسي وأكثرها استثنائية. وفي الوقت الراهن، يدخل الخليج العربي مرّة أخرى حدود التأرجح بين السلم والحرب، وتهرع كل من أمريكا وإيران إلى تجريب مختلف الوسائل الدبلوماسية والتجارية والمالية والعسكرية والاستخباراتية في محاولة لرسم أوسع نطاق من المصالح الاستراتيجية.

لكن احتمال نشوب حرب جديدة في الخليج العربي يبقى رهينا بتقديرات كل طرف لتكاليف ومخاطر الحرب، ومن يرتكب الخطأ القاتل عليه أن يتحمّل المخاطر الأعلى فداحة. ومن خلال سياسة حافة الهاوية التي تمارسها ادارة ترامب، ومراهنتها على آلية الضغوط، سعيا لانتزاع تنازل ايراني، يمكن أن نلاحظ مدى سوء تقدير الإدارة الأمريكية لحكمة وثقافة وقدرة وإرادة المنافس، الأمر الذي يصعّد مخاطر الحرب على نحو غير مسبوق.

في المقابل، تتعامل إيران بضبط شديد للنفس، يمكن ملاحظته في الاتصالات المكثّفة التي يجريها وزير الخارجية الإيراني مع أوروبا وروسيا واليابان والهند والصين للحصول على المزيد من الدعم الدبلوماسي ومحاولة كسر الطوق الاقتصادي والتجاري وتخفيف الضغوط المسلّطة على بلاده. كما أدى وزير الخارجية الإيراني زيارة إلى الجارة العراق لتمتين العلاقات بين البلدين وقام بمدّ غصن الزيتون إلى بعض الدول الخليجية، في مسعى لتحسين البيئة الأمنية لبلاده وتجنّب العزلة.

استطاعت أمريكا أن تظفر بنصر تام بأقل حجم من الخسائر خلال الحربين السابقتين اللتين خاضتهما في الخليج العربي. لكن من يضمن نجاحها في اكتساح "العدو" بالشكل الذي تتوقعه في حربها الخليجية الثالثة.

حينما يُتخذ قرار الحرب بتهور في الوقت الذي لايزال هناك مجال للمناورة فوق مسرح السياسة، فذلك يعني أننا على مشارف الخطأ الكارثي. وإذ لا يُشكك أي مراقب في أن أمريكا هي الطرف الأقوى في المواجهة مع إيران، إلا أن ذلك لا يجنّبها خسارة الرأي العام والتأثيرات المترتبة عن الحرب. وكما ورد في كتاب فن الحرب "الدولة المندفعة نحو الحروب مصيرها الاضمحلال مهما كانت قوّتها". ولذلك فإن ترامب سيفكر أكثر من مرّة قبل إعلان الحرب على إيران، وما تقوم به إدارته في الوقت الحالي هو استعداد لأي سيناريو حربي محتمل. لكن نية البيت الأبيض في "القضاء على النظام الإيراني" تبقى غير قابلة للتشكيك. وعلى هذا الاساس يعكف البنتاغون على إعداد خطط وتقييمات لمختلف السيناريوهات الحربية، في محاولة لضبط تقديرات صحيحة لمخاطر الحرب والتحكم في التكلفة.

في الأثناء، تمارس الولايات المتحدة الحرب النفسية، وتعمل على زيادة توتير الوضع واشاعة مشاعر الخوف من الحرب في الشرق الأوسط، بما يضع المنطقة على شفير حرب جديدة وينعش أعمال شركات الأسلحة الأمريكية. إذ تحت ذريعة احتواء إيران وحماية الحلفاء، نجحت أمريكا في إبرام صفقات لبيع الأسلحة بقيمة 8.1 مليارات دولار مع كل من السعودية والإمارات والأردن.

لا تعد الاحتكاكات والنزاعات أمرّا غريبا عن العلاقات الدولية في ظل كثافة التبادلات وتسارع وتيرة العولمة. لكن يبقى الحوار هو الآلية الأنجع لحل الخلافات بشكل سلمي. خاصة أن الاحتلال والتوسع وعقلية الحرب الباردة وسياسة القوة قد غدت طرقا مؤدية نحو الفشل. وكما قال الرئيس شي جين بينغ: "السلام مثل الهواء والنور، نحيا بهما لكننا لا نراهما، وإذا فقدناهما استحال البقاء." 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×