بكين 31 مايو 2019 /إن قوة وحيوية حزب سياسي لا تقررها فقط النجاحات التي حققها اليوم، لكن الأمر الأهم هو قدرة الحزب على البقاء يقظا ومستعدا على الدوام للغد.
وبهذا المنطق، فإذا كان العالم يشهد هذه الأيام حزبا سياسيا جديرا بأن يشعر بالثقة، فهذا الحزب هو الحزب الشيوعي الصيني.
والحزب الشيوعي الصيني الذي يضم 89 مليون عضو و4.5 مليون منظمة، يقود بلدا يبلغ تعداد سكانه نحو 1.4 مليار نسمة من أجل تحقيق مهام كثيرة للغاية اعتقدت قوى سياسية أخرى أنها مستحيلة. لكن الحزب لا يركن إلى الهدوء والكسل بعد النجاحات التي حققها أو يبحث عن أعذار لتفادي الصعاب التي يواجهها في الوقت الراهن، وإنما يواصل تذكير نفسه بالمهمة الأصلية ويواصل تطوير نفسه لكي يكون أقدر على مواجهة التحديات الماثلة أمامه.
وأحدث خطوة اتخذها الحزب كانت شن حملة تعليمية عنوانها "البقاء على الإخلاص للمهمة التي أنشئ الحزب من أجلها".
لقد قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، خلال اجتماع مهم لإطلاق الحملة اليوم (الجمعة) إن السعي لتحقيق سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية هو القوة الدافعة الأساسية خلف النضال البطولي للأجيال المتعاقبة من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني.
أُعلن عن خطة إطلاق الحملة خلال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في 2017، ليأتي تنفيذ الخطة في وقت مناسب يتزامن مع احتفال الحزب بالذكرى الـ70 لكونه الحزب الحاكم في الصين، ويتزامن أيضا مع مواصلة الحزب نضاله من أجل إنجاز بناء مجتمع رغيد باعتدال في جميع المناحي -- وهو الهدف المئوي الأول للحزب.
إن النصر يبدو قريبا أمام الصين لكن المصاعب أيضا تواجهها. فالصين لا تزال في المرحلة الأولية من الاشتراكية وستبقى كذلك لفترة طويلة من الزمن. وتواجه البلاد حاليا تناقضا بين التنمية غير المتوازنة وغير الكافية، وحاجات الشعب المتزايدة باستمرار من أجل حياة أفضل. ولا تزال الصين أكبر دولة نامية في العالم.
وتواجه البلاد أيضا بيئة خارجية معقدة، لا سيما في وقت تمثل فيه الحمائية والأحادية شكوكا تحيط بالعالم وخطرا يهدد النظام الدولي.
إن الحزب الشيوعي الصيني يمر بمرحلة اختبار، ويجب عليه أن يقوي ويعزز نفسه. ولا يمكن أن يسمح الحزب للفساد أو الخوف أو الصعوبات بأن تكسر روحه.
إن المهمة الأساسية للحملة هي إجراء دراسات متعمقة لفكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتنفيذ هذا الفكر، وصياغة الشخصية السياسية ذات الولاء والنزاهة والحس القوي بالمسؤولية، وتوحيد الشعب الصيني بجميع مجموعاته القومية وقيادتها للنضال معا لتحقيق الحلم الصيني.
وبوصفه حزبا سياسيا ماركسيا، فإن الحزب الشيوعي الصيني قادر على تحرير نفسه من حدود جميع القوى السياسية السابقة التي كانت تركز على تحقيق مصالحها الخاصة. ويتعين ألا يخشى الحزب شيئا خلال تلك الحملة لأن الجهود كافة ترمي إلى خدمة الشعب.
إن أفراد الشعب في الصين، أكبر بلدان العالم تعدادا، لهم خلفيات مختلفة، لكن طموحاتهم مشتركة، وهي: وظيفة تدعم أسرتهم، مجتمع آمن يعيشون فيه، فرصة عادلة لتطوير أنفسهم، بيئة أفضل، وقدرة على منح أطفالهم مستقبلاً أفضل.
ولتلبية تلك الحاجات، يتعين على الحزب الشيوعي الصيني الحفاظ على حيويته ومواصلة تعزيز قدرته على القيادة سياسيا وعلى التوجيه النظري وتنظيم الشعب وإلهام المجتمع.
إن سعي الحزب الشيوعي الصيني إلى حل مشكلاته البارزة أولاً هي الطريقة الوحيدة للتغلب على مخاطر الانفصال عن الشعب، وهو ثمن لا يقوى حزب سياسي على دفعه. ولهذا، فإن مكافحة ممارسات "الشكليات من أجل الشكليات" والبيروقراطية جزء مهم من الحملة التعليمية.
وبعزم قوي، فرض الحزب الشيوعي الصيني الانضباط بصرامة وحسن الأداء الحزبي وحارب الفساد وعاقب المخطئين. ولن تنتهي تلك الحرب.
إن يقظة وشجاعة وقوة الحزب الشيوعي الصيني هي ما تجب أن تجعل الشعب مفعماً بالأمل بشأن مستقبل الحزب ومستقبل البلاد.
والحقائق تتحدث عن نفسها، ففي ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تُظهر الصين أمام العالم عزما في مواجهة التحديات. وتشهد البلاد ابتكارا أسرع وتيرة وطبقة وسطى أكبر حجما وثقافة أكثر ثراءً وثقة أقوى من أي وقت مضى.
وعقب 70 عاما من التنمية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، هناك حقبة جديدة تمضي نحو المستقبل. والحزب الشيوعي الصيني يقوم بما هو ضروري للمضي قدما في تنفيذ مهمته الأصلية.
وعبر إصلاح نفسه، يستعد الحزب الشيوعي الصيني لتلبية نداء التاريخ.