أوكلاند، نيوزيلندا 25 يونيو 2019 (شينخوا) قال وزير التجارة وتنمية الصادرات النيوزيلاندي ديفيد باركر، في مؤتمر بناء الوصلة الجنوبية في أوكلاند، اليوم (الثلاثاء)، إن الحكومة النيوزيلندية مهتمة بدعم نيوزيلندا للقيام بدور أكبر في بناء الروابط بين الصين ودول أمريكا الجنوبية.
وقال الوزير، الذي حضر الدورة الثانية من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي التي عقدت في إبريل من هذا العام، إن "حكومة نيوزيلندا تدعم السوق المفتوحة والتكامل الإقليمي. وتتمتع نيوزيلندا بميزة جيولوجية في بناء الروابط بين بلدان آسيا وأمريكا الجنوبية، من حيث التجارة والإنتاج والتبادلات الشعبية. ولهذا السبب تهتم حكومة نيوزيلندا وترغب في دعم الوصلة الجنوبية".
كما ألقت السفيرة الصينية لدى نيوزيلندا وو شى خطابا رئيسيا في المؤتمر، مشيرة إلى أن مبادرة الحزام والطرق خلقت طاقة وقوة دفع جديدة للنمو الاقتصادى العالمى كما وفرت إطارا لبلورة أفكار مثل الوصلة الجنوبية.
وقالت إنه" بالرغم من أن التعاون في إطار الحزام والطريق بدأ أولا من خلال القنوات الثنائية، إلا أنه الآن ينضج مع التقدم الثنائي والمتعدد الأطراف الذي يحدث بالتوازي. وبهذه الروح، اقترح المجلس جعل نيوزيلندا قناة بين الصين وأمريكا الجنوبية".
وأضافت أن"هذه الفكرة المثيرة تتناسب تماما مع السمات الرئيسية للحزام والطريق والمتمثلة في الترابط والانفتاح والشمولية. كما تظهر أن جميع الدول الشريكة في الحزام والطريق لديها أفكار وقيم فريدة يمكن أن تقدمها وتسهم بها".
وأكدت السفيرة أن" زيادة التواصل بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وأوقيانوسيا وأمريكا من شأنه أن يساعد المزيد من الناس على الاستفادة من سلسلة القيمة العالمية والسلسلة الصناعية، وتحويل البلدان غير الساحلية إلى بلدان موصولة برا، وتحقيق المزيد من الازدهار الاقتصادي للملايين من الناس".
كما تحدثت وو عن كيفية عمل الصين ونيوزيلندا معا لدعم منظمة التجارة العالمية، مشيرة إلى أن "الصين ونيوزيلندا تستفيدان وتؤيدان النظام الدولي الحالي والنظام التجاري متعدد الأطراف. وينبغي أن نواصل العمل معا وأن نقدم الدعم الثابت لمنظمة التجارة العالمية في الاضطلاع بدور أكبر في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وبناء نظام عالمي للحوكمة الاقتصادية يقوم على المساواة والإنصاف والتعاون المربح للجميع".
وجاء مؤتمر بناء الوصلة الجنوبية في وقت أصبحت فيه مبادرة الحزام والطريق موضوعا ساخنا في مجتمع الأعمال في نيوزيلندا.
وقد زارت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن الصين في أبريل الماضي ودعت إلى تسريع المفاوضات لرفع مستوى اتفاقية التجارة الحرة الثنائية المستمرة منذ عقود، لإثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ونيوزيلندا بشكل مستمر، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
والوصلة الجنوبية هي إطار عمل طرحه المجلس النيوزيلندي الصيني لأول مرة في محاولة لبناء زخم لتحسين وصول نيوزيلندا للموارد والأسواق إلى جانب التعاون العالمي في إطار الحزام والطريق.
وقال المدير التنفيذى للمجلس ستيفن جاكوبى إنه بالرغم من وجود فكرة الوصلة الجنوبية منذ فترة إلا أن مبادرة الحزام والطريق توفر الزخم وإطار العمل لنيوزيلندا لتحويل هذه الفكرة إلى عمل.
وأوضح أن" الحكومة لديها مذكرة ترتيب مع الصين لوضع خطة عمل للمشاركة في الحزام والطريق. ويمكن لإطار الوصلة الجنوبية أن يحقق ذلك من خلال إظهار القيمة الفريدة التي تقدمها نيوزيلندا من خلال موقعنا الجغرافي، وخبرتنا في التعامل الجمركي وترابط سلسلة الإمداد".
وقال إن "تزايد الروابط مع أمريكا الجنوبية مع توسع الحجم والطاقة الصينية يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الفرص السوقية غير المستغلة. هذا يظهر أن مبادرة الحزام والطريق لا تتعلق فقط بالصين أو البنية التحتية. إنها فرصة لنيوزيلندا لتأمين اتصالات تجارية أفضل على أساس إقليمي".
وقدم البروفيسور هوانغ رن وي من جامعة فودان الصينية بعض الحالات الناجحة في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق . ويعتقد أن نيوزيلندا، التي تقع قلب جنوب المحيط الهادي، تلعب دورا متزايد الأهمية في ربط الصين وأمريكا الجنوبية، وأن الوصلة الجنوبية يمكن أن تقدم حالة ناجحة أيضا مع بدء الحكومة والاستثمار الخاص في المشاركة .
وقال الممثل الدائم السابق لتشيلى في المنظمات الدولية في جنيف كارلوس بورتاليس إن إطار الوصلة الجنوبية يمكن أن يبدأ بالتجارة والتكنولوجيا والتعاون البيئي .
ونُظم مؤتمر بناء الوصلة الجنوبية بشكل مشترك من قبل المجلس النيوزيلندي االصيني ومجلس أعمال أمريكا اللاتينية ونيوزيلندا، والمجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية، ومؤسسة المحيط الهادئ التشيلية، وجامعة فودان الصينية.