بكين 19 يوليو 2019 (شينخوا) بعدما تم إدراج موقع مدينة ليانغتشو القديمة الصينية إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو مؤخرا، احتفل العراق أيضا بنجاح إدراج مدينة بابل الأثرية إلى القائمة في الوقت ذاته. وقد اجتاز التراث الثقافي للحضارتين القديمتين آلاف السنين للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية على حد سواء.
ويرجع تاريخ التبادل والتعاون بين الصين والدول العربية إلى زمن قديم، حيث ربط طريق الحرير القديم بين الحضارتين قبل أكثر من ألفي سنة. وفي السنوات الأخيرة، أجرت الصين تبادلات مكثفة مع الدول العربية في أعمال الحفريات الأثرية وحماية التراث الثقافي والطبيعي لتجديد حيوية الحضارتين العريقتين في العصر الحديث.
وتوصلت الصين والسعودية إلى اتفاقية تعاون بشأن إجراء أعمال التنقيب الأثري في موقع السرين الأثري الواقع على ساحل البحر الأحمر غربي السعودية في ديسمبر عام 2016، بدءً من مارس 2018 إلى يناير 2019. وأرسلت الصين فريقا من علماء الآثار الصينيين مرتين إلى السعودية في إطار هذه الاتفاقية، للتعاون مع نظرائهم السعوديين في أعمال التنقيب بهذا الموقع المينائي، خلال مدة استغرقت خمسين يوما.
واكتشف الفريق الأثري المشترك بقايا المباني والمقابر المحفوظة جيدا، بما فيها الآثار الثقافية من عصر أسر سونغ ويوان ومينغ وتشينغ الملكية للصين، بما يؤكد على ازدهار ميناء السرين خلال فترة ما بين القرنين التاسع والثالث عشر والتبادلات البحرية الوثيقة بين الصين القديمة ومنطقة البحر الأحمر، بالإضافة إلى تقديم معلومات هامة للدراسة الأثرية لطريق الحرير البحري.
من جهة أخرى، أجرت الصين أيضا تعاونًا مع علماء الآثار المصريين لأول مرة في تنفيذ المشروع الأثري المشترك لمعبد مونتو بالأقصر في نوفمبر 2018.
في إطار مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية لهذا العام، استضاف المتحف الوطني الصيني بالعاصمة الصينية بكين معارض تبرز جمال حضارات الدول الآسيوية والدول الواقعة على طريق الحرير، حيث يعرض فيها عدد كبير من الآثار الثقافية من مصر والسعودية والإمارات وسوريا وعمان وفلسطين واليمن وغيرها من الدول العربية القديمة، مما يمكن للجمهور أن يتمتعون بسحر مختلف الحضارات القديمة في الصين.
وقال سفير دولة الإمارات لدى الصين علي الظاهري إن الصين تلعب دورا رائدا في تعزيز التبادلات والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة في قارة آسيا بطريقة أكثر انفتاحا وشمولية، مما يساهم في نهضة الحضارات القديمة عن طريق التبادلات الحديثة.
وبعد إدراج موقع مدينة ليانغتشو القديمة إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وصل إجمالي عدد مواقع التراث العالمي في الصين إلى 55 موقعا، لتحتل المرتبة الأولى في العالم.
وفي الوقت نفسه، سعت الصين إلى تعزيز التبادل والتعاون مع المزيد من دول العالم لحماية التراث الثقافي الإنساني بشكل مشترك، حيث تم تحقيق نتائج مثمرة في مجالات الحفريات الأثرية وحماية التراث الثقافي ومعارض الآثار الثقافية والتدريبات المهنية وحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وغيرها.
وقال دو شياو فان، نائب رئيس لجنة أبحاث التراث العالمي للجمعية الصينية للآثار الثقافية، إنه منذ الانضمام إلى ((اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي))، سجلت الصين تطورات ملموسة في أعمال حماية التراث الثقافي والطبيعي الصيني، حيث أصبحت الموارد الثقافية الثقافية والطبيعية الغنية في الصين بمثابة نافذة مهمة لعرض الحضارة الصينية.
ويعتقد دو أن نظام التراث العالمي قد ساهم في تعزيز حماية التراث الثقافي والطبيعي في الصين، وتغيير المنظور الصيني لحماية التراث، مضيفا أن الصين واثقة بتقديم المزيد من المساهمات في حماية التراث العالمي، كما تتطلع إلى تعزيز التبادلات والحوارات الثقافية مع مختلف البلدان من أجل تعزيز السلام العالمي والتنمية المستدامة.