مرجعيون، جنوب لبنان 10 أغسطس 2019 (شينخوا) نظمت الوحدة الطبية في قوة حفظ السلام الصينية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) اليوم (السبت) يوما طبيا لصالح السكان المدنيين في مستوصف بلدة (ابل السقي) في القطاع الشرقي من الجنوب.
وشهدت قاعة الانتظار في مستوصف (ابل السقي) تجمعا لعشرات المواطنين اللبنانيين من أبناء البلدة والقرى المجاورة ، وأغلبهم من العجزة وكبار السن ، الذين ينتظرون دورهم للمعالجة الطبية التي تقدمها الوحدة الطبية الصينية بشكل دوري للمدنيين اللبنانيين ضمن منطقة عملها .
قائد الوحدة الطبية الصينية الملازم أول لي رو تشن ، الذي كان في حركة مكوكية لا تهدأ بين غرف المعاينة الطبية ، قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن العيادات النقالة العائدة للوحدة الطبية تقوم بمعالجة المرضى المدنيين المصابين بأمراض عادية موسمية أو مزمنة من كافة الأعمار.
وأضاف أن هذا النشاط الطبي يأتي في إطار الخدمات الإنسانية التي تقدمها قوة حفظ السلام الصينية للمدنيين في جنوب لبنان في مختلف المجالات، مشيرا إلى الحرص على أن يشمل النشاط الطبي تخصصات مختلفة منها الطب الصيني والصحة العامة وأمراض الضغط والقلب والشرايين والعظام والجلد والعيون والانف والأذن والحنجرة، إضافة إلى الفحوصات المخبرية.
وأوضح أن الطاقم الطبي العامل في اليوم الطبي ضم 13 طبيبا و5 ممرضين وأن المستشفى الميداني الصيني في جنوب لبنان القائم في سهل بلدة (ابل السقي) يقدم خدمات طبية لحوالي 1500 مريض من جنود اليونيفيل والمدنيين اللبنانيين.
وذكر أن الوحدة الطبية الصينية عالجت اليوم 92 مريضا مدنيا وقدمت اليهم الأدوية الضرورية كما أبلغت المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أن عيادات الوحدة في المستشفى العسكري الصيني مستعدة لمتابعة وضعهم الصحي.
ومن جهته قال رئيس بلدية (ابل السقي) سميح البقاعي لوكالة أنباء (شينخوا) إن "الكتيبة الصينية أثبتت التزامها التام بتقديم كل ما أمكن من أجل مساعدة السكان المدنيين في هذه المنطقة" .
وأضاف أن "النشاط الطبي اليوم هو الثاني للوحدة الطبية الصينية في (ابل السقي) خلال أقل من شهر، حيث تم خلاله تقديم العلاج والادوية بالمجان لعشرات المواطنين والذين يعجزون من متابعة العلاج على نفقتهم الخاصة" .
وقال "لابد أن نعبر عن كل المحبة والعرفان بالجميل للكتيبة الصينية في قوات اليونيفل والتي استحوذت على ثقة المجتمع المدني في قرى الجنوب نتيجة مساعداتها وتقديماتها".
وأشار إلى أن بلدية (ابل السقي) قدمت درعا إلى مسؤول الطاقم الطبي في المستشفى الميداني الصيني تقديرا للخدمات المقدمة .
بدورها قالت وحيدة منذر (65 عاما ) التي تعاني منذ ربع قرن من مرض السكري وارتفاع الضغط "ننتظر بفارع الصبر اليوم الطبي الصيني، وزيارة الطاقم الطبي إلى مستوصف (ابل السقي) حيث خضعت للعلاج وقدمت لي الأدوية مجانا".
وأضافت "كل الشكر لأطباء الكتيبة الصينية الذين يقومون بعملهم بكل جدية وعناية في هذا المستوصف، حيث توجد معظم الاختصاصات وتوفر علينا عناء التوجه إلى عيادات خاصة نعجز في الكثير من الحالات تأمين البدل المادي المطلوب".
وعبر العجوز عادل العبدالله (75عاما) الذي يعاني منذ أكثر من 20 عاما من مرض الديسك عن تقديره وامتنانه للوحدة الصينية التي قال انها "تقدم المعاينة والعلاج عبر أجهزة طبية حديثة وتقدم الأدوية المجانية".
وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا) "انها خدمة لن ننساها لهذه الكتيبة الصينية ولها منا وللدولة الصينية كل الشكر".
أما شامل اللقيس (48 عاما) المصاب بمرض السكري منذ أكثر من 15عاما فقال إن "الكثير من المواطنين في جنوب لبنان باتوا يترقبون اليوم الطبي الصيني ولنا كل الثقة بقدرة الأطباء وتفانيهم بتقديم كل ما يحتاجه المريض من عناية وادوية" .
من جهتها أكدت المواطنة الستينية جميلة حميدان من بلدة (الوزاني) الحدودية أنها وجدت في العيادة الصينية كل ما تحتاجه من أجل معالجة ما تعانيه من ضعف في نظرها.
وأضافت "معدات فحص النظر الصينية متطورة وحديثة ونتائجها ممتازة وأنا مرتاحة جدا صحيا ونفسيا لكل ما اتلقاه من عناية".
وقالت الخمسينية وجيهة منذر لوكالة أنباء (شينخوا) "منذ أكثر من 3 سنوات وأنا أعاني من ألم حاد في معدتي دون أن يتمكن الأطباء الذين عالجوني من تحديد مرضي لكن فحوص الأطباء اليوم مكنتهم من تحديد المرض وأسبابه تمهيدا لمعالجتي بشكل ناجع".
وتنتشر قوة حفظ السلام الصينية في اليونيفيل بجنوب لبنان منذ العام 2006 حيث تقوم بمهام عملياتية وإنسانية تشمل الخدمة الطبية، ودعم تنقل وحرية الحركة لليونيفيل، وعمليات إزالة الألغام والتخلص من القنابل غير المنفجرة، وبناء منشآت حماية قوات اليونيفيل وشق الطرق وتأهيل المدارس ورياض الأطفال في المنطقة الحدودية.
وتقوم حاليا الدفعة 18 من قوات حفظ السلام الصينية ، التي تضم 410 جنود بقيادة العقيد قاو تشاو نينغ بمهمتها في الجنوب ، وبذلك يكون حوالي 6 آلاف عسكري صيني قد قاموا بمهام حفظ السلام بجنوب لبنان.
وتعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في شهر يوليو من العام ذاته ، والذي نص على سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان.
وتضم اليونيفيل بحسب بيانات قيادتها في نهاية شهر يوليو الماضي نحو 10 آلاف و267 جنديا من حفظة السلام من 43 دولة.