人民网 2019:08:29.17:14:29
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : واشنطن مهتاجة في عالم متغير

2019:08:29.17:13    حجم الخط    اطبع

بكين/واشنطن 29 أغسطس 2019 (شينخوا) قبل بضعة أشهر، تلقي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (94 عاما) مكالمة هاتفية من دونالد ترامب. قال شاغل البيت الأبيض الحالي لكارتر إنه يشعر بأن الصين " تتقدم" على أمريكا.

كان هذا الحكم، الذي أثار قلق ترامب كثيرا كما يتذكر كارتر، لقطة من وباء القلق المتصاعد في أقوى دولة في العالم.

ويعتقد محللون أن ذلك ربما يفسر مبدأ "أمريكا أولا" الذي أشعل النار والغضب هنا وهناك.

وفي عالم يواجه تغيرات عميقة لم تُرى منذ قرن، مع تحول في ميزان القوى، أصبحت الولايات المتحدة تتقوقع على نفسها على نحو متزايد ومنقسمة داخليا.

-- تراجع طويل

إذا عدنا إلى الوراء، نهضت أمريكا إلى أكبر اقتصاد في العالم في أواخر القرن التاسع عشر وسرعان ما خرجت بعد حربين عالميتين كقوة إقتصادية وسياسية وتكنولوجية مهيمنة. وأصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم منذ نهاية الحرب الباردة.

وعلى مر السنين، تمكنت واشنطن التي وصفها البعض بأنها "مدينة على تلة" من إظهار نفوذها الاقتصادي والعسكري في جميع أنحاء العالم، ووضعت قواعد المجتمع الدولي، وتمتعت بسلطة لا تضاهي في صنع القرار في مؤسسات دولية عديدة.

مع ذلك، شهد العالم تطورا ملحوظا في التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية والتنوع الثقافي، وكذلك طفرة سريعة في القوى الناشئة وتوازن أكبر في تكوين القوة العالمية.

وترد الولايات المتحدة على هذه التغيرات بالانسحاب من عدد من المؤسسات الدولية بينما تبني الأسوار في الداخل. وقد وضعت محاولاتها "لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" من خلال إجراءات حمائية وأحادية، وضعت التعددية ونظام الحوكمة العالمية في مرمى التحدي.

لم يبدأ الدفع باتجاه التراجع الأمريكي عن العالم بترامب ولن ينتهي بخروجه، وفقا لمقالة نشرت في مجلة ((فورين افيرز)) الأمريكية مطلع العام الحالي.

وقالت المقالة إن "أزمة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة في طور التكوين منذ زمن طويل وستستمر إلى ما بعد ترامب"، مضيفة أن تركيز ترامب على وضع أمريكا أولا "هو تحول دائم بين القادة الأمريكيين، بعيدا عن مفهوم السياسة الخارجية السائد بعد الحرب".

-- مشكلات منهجية

القلق في أمريكا يرجع لأسباب داخلية وخارجية. فلا واشنطن مستعدة لرؤية أحد يتجاوزها، ولا هي قادرة بفعالية على حل المشكلات الداخلية التي تؤدي إلى تآكل الدولة.

في البعد الاقتصادي، يهز صعود الاقتصادات الناشئة والدول النامية الوضع المهيمن للدول الغربية وخاصة من بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008.

ويرى يوان بنغ، رئيس معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن العولمة والتعددية القطبية هي اتجاهات عامة.

وأضاف أن صعود الدول النامية والركود العام في العالم الغربي قد أدى إلى تغيرات كبيرة في المشهد الدولي، مضيفا أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال "قوة عظمى" إلا أنها لم تعد قادرة على السيطرة بمفردها.

وتواجه الدولة مشاكل اجتماعية معقدة داخل حدودها. وقد أشار السيناتور بيرني ساندرز، المرشح الديمقراطي الطامح للرئاسة الأمريكية، ذات مرة إلى الفجوة المتنامية في الثروة وانحدار الطبقة المتوسطة وتزايد عدم المساواة الاجتماعية والعنصرية وغيرها من الأمور.

وأشار يوان إلى أن الولايات المتحدة لم تكيف نفسها مع التغيرات والتحديات العميقة في العالم، ولا تزال تحاول إدارة الشؤون العالمية وفقا لقواعد لعبة المنافسة بين الدول الكبرى.

وأضاف أن الدولة لم تجد حلولا لتخفيف التوترات بين الأغنياء والفقراء ولم تحل الصراعات بين المجموعات العرقية والأجيال والمناطق والأجناس.

ووفقا لاستطلاع رأي أجري في مطلع العام الجاري من قبل أسوشيتد برس ومركز نورك لبحوث الشؤون العامة، وهو مركز بحثي مقره شيكاغو، فإن 70 بالمائة من الأمريكيين قالوا إن الدولة تمضي في الاتجاه الخاطئ، فيما توقع القليل من المشاركين أن تتحسن الأمور قريبا.

-- غابة أو حديقة

هل لدى الشعب الأمريكي إرادة ورغبة في مواصلة الاضطلاع بالدور العالمي الذي لعبته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟ هذا سؤال اهتم به روبرت كاغان، الباحث البارز في مؤسسة بروكينغز البحثية الأمريكية.

وقال كاغان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه قلق أكثر من الجواب بأن الأمريكيين "يفقدون الاهتمام" و"يريدون تفريغ عبء هذا الدور العالمي".

وأضاف كاغان أن الاتجاه كان واضحا خلال سنوات رئاسة باراك أوباما، " وبالطبع أصبح أكثر وضوحا في سنوات ترامب مع مبدأ أمريكا أولا".

صور كاغان هذا الوضع في كتابه" الغابة تنمو مرة أخرى: أمريكا وعالمنا المعرض للخطر"، معربا عن قلقه من أن الأمريكيين سيتوقفون عن زراعة الحديقة العالمية و"بالتالي عودة الغابة".

وقال جون ميرشماير، العالم السياسي الأمريكي والخبير في العلاقات الدولية، إن العديد من الناس يجادلون بأن الولايات المتحدة نجحت منذ عام 1945 ليس فقط بسبب قوتها الصلبة وإنما قوتها الناعمة أيضا، بيد أن الإدارة الحالية فعلت الكثير لتدمير قوة أمريكا الناعمة في العالم.

إن أي تحرك من قبل قوة عظمى سيؤثر على العالم. وتمر أمريكا الآن بمفترق طرق-- هل تزرع الحديقة العالمية مع الدول الأخرى أم تواصل شعارها "أمريكا أولا" وتدع الغابة تنمو مرة أخرى؟

هذا السؤال يتعين على الولايات المتحدة أن تجيب عليه بمسؤولية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×