هونغ كونغ 30 أغسطس 2019 (شينخوا) أصبحت المقاطع المصورة العديدة لطفل يقود المتظاهرين في ترديد الشعارات بشوارع هونغ كونغ أمرا مبتذلا للترويج للاحتجاجات هناك.
قد يكون مشهد حشد مهتاج يتبع صوت طفل بريء، مشهدا جديرا بالرؤية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كان هذا الطفل يعي حقا ما كان يفعله؟
إن القوى الآثمة التي تقف خلف الاحتجاجات التي طال أمدها في هونغ كونغ تحرض المراهقين والطلبة، وحتى الأطفال، على الاحتشاد في الشوارع من أجل تنفيذ أجندتها، حيث نرى كثيرا من الوجوه الشابة بين من تم القبض عليهم بتهمة المشاركة في نشاطات عنيفة منذ يونيو. أحد هؤلاء كان لا يتعدى الثانية عشرة من عمره.
ومع اقتراب بداية فصل دراسي جديد في أول سبتمبر، يدعو منظمو المظاهرات الطلاب بشكل علني إلى تنظيم إضرابات في المدارس، وتنتشر المنشورات التي تحث الطلاب على الخروج من فصولهم الدراسية في كل مكان.
إن الشباب هم مستقبل هونغ كونغ، وأصواتهم لها أهميتها ويجب الإنصات لها. لكن مدبري المكائد السياسية لم يخجلوا من تضليل بعض الشباب المدفوعين بحسن النية والعاطفة المشبوبة لكي ينخرطوا في حركتهم الإيديولوجية المثيرة للشقاق، محرضين بذلك على العنف والكراهية وعدم الثقة بما يحول دون أي حل حقيقي.
وهؤلاء المحرضون يعلمون أن خرق القانون له عواقبه، لكنهم يحرضون الشباب على التظاهر في الشوارع وإغلاق الطرق وتخريب المنشآت العامة والاشتباك مع الشرطة حتى يصل الأمر إلى القبض عليهم. هؤلاء المحرضون يمجدون أعمال العنف ويغررون بالشباب نحو الاعتقاد بأنهم يضحون بأنفسهم في سبيل أمر عظيم.
هناك سبل كثيرة لإظهار الحب تجاه هونغ كونغ، لكن اللجوء للعنف ليس أحد هذه السبل.
ومع مرور الوقت واكتساب الخبرة، سوف يعلم الشباب الأوجه المختلفة للأمور وربما يرون هؤلاء المحرضين على حقيقتهم. لكَم هو محزن أن يأتي يوم يندم فيه هؤلاء الشباب على الأفعال المتهورة التي ارتكبوها وعلى تدمير مستقبلهم لصالح أجندة سياسية تخص شخصا آخر.
لكن منظمي تلك التظاهرات الاحتجاجية لا يأبهون لمستقبل هؤلاء الشباب، فهم يضعون المراهقين في الجبهة الأمامية ليتحملوا العبء الأكبر وليتحملوا جميع المخاطر، لكن هؤلاء المحرضين أنفسهم يختبؤون ويتآمرون ويحرضون من خلف الستار. بالنسبة إليهم، ليس المراهقون والأطفال سوى ترس في آلة بناء حركة نحو تحقيق أجندتهم.
أولئك الذين يستغلون ثقة وعاطفة الشباب ليسوا سوى جبناء جديرين بالاحتقار، ولا يجب السماح لهم بإفساد طفولة ومستقبل الجيل القادم في هونغ كونغ.