تحقيق إخباري: اليمنيون يأملون في تحقيق سلام دائم بعد توقيع اتفاق الرياض

عدن، اليمن 6 نوفمبر 2019 (شينخوا) وقعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اتفاقا لتقاسم السلطة مع المجلس الانتقالي الجنوبي تحت رعاية المملكة العربية السعودية لإنهاء الصراع بين الفصائل العسكرية المناهضة للحوثيين.

وفي أغسطس الماضي انخرطت القوات الحكومية اليمنية والوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكلاهما يدعمهما التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ، في قتال عنيف للسيطرة على جنوب البلاد.

ودفع القتال الذي اجتاح مدينة عدن الساحلية الجنوبية المملكة العربية السعودية إلى دعوة الخصمين المتحاربين لحضور محادثات المصالحة في مدينة جدة الواقعة على البحر الأحمر.

وتوصلت محادثات المصالحة التي جرت بشكل غير مباشر بين ممثلي الانتقالي الجنوبي ومسؤولي الحكومة اليمنية إلى اتفاق لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة لا يزيد عدد الوزراء فيها عن 24 وزيرا.

وسيحدث إعلان الحكومة الجديدة لتقاسم السلطة في غضون 30 يوما بعد حفل التوقيع مع منح 50% من الحقائب الوزارية للانتقالي الجنوبي والذي سيتم إدراجه أيضا للمشاركة في المفاوضات السياسية المستقبلية لإنهاء الحرب في اليمن.

واستثنى الاتفاق السياسي المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين ما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الشمالية في الدولة العربية التي مزقتها الحرب.

لكن إتفاق الرياض دفع الشعب اليمني لمواصلة سعيه لتحقيق السلام والتطلع نحو الاستقرار الدائم الذي يشمل جميع المحافظات اليمنية التي مزقتها الحرب.

وقال الناشط الشاب أنور إيهاب "الاتفاق الذي تم توقيعه في الرياض هو إنجاز جيد لإنهاء الصراع في جنوب اليمن وسيشجع الناس على السعي لتحقيق سلام دائم وشامل".

وأضاف إن "الاستقرار سيسود في عدن والمحافظات الجنوبية التي شهدت موجات من المواجهات المسلحة خلال الأشهر الماضية".

وتحدث بائع متجول يدعى سالم أحمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن عدد من النتائج الإيجابية لاتفاق الرياض قد لوحظت في محافظة عدن بعد يوم واحد فقط من انتهاء حفل التوقيع في الرياض.

وقال سالم " لا توجد فوضى أمنية أو توتر في عدن والأمور تتجه نحو إنهاء التصعيد العسكري في عدن وغيرها من المحافظات".

كما ركزت صفقة الرياض على الوضع الاقتصادي في البلد العربي الفقير ووضعت بعض اللوائح الاقتصادية لمواجهة انهيار العملة اليمنية.

وأثرت الجولات السابقة من القتال في عدن بين القوات الحكومية والوحدات العسكرية التابعة للانتقالي تأثيرا سيئا على سبل عيش المواطنين وتوقفت السلطات الحكومية عن دفع رواتب الموظفين العسكريين.

ويتطلع المواطنون في عدن إلى رؤية مسؤولين مؤهلين يقودون المؤسسات الحكومية في مدينتهم ويواصلون تزويدهم بخدمات المعيشة الأساسية.

وقال المواطن هشام يحيى ، المقيم في عدن ، "نحن بدون رواتب وبعض الأسر تكافح من أجل العثور على وجبة واحدة في عدن بعد انقطاع الرواتب منذ شهرين".

وأضاف "ما يهمنا هو أن المواطنين يحصلون على رواتب شهرية والخدمات الأساسية الأخرى بانتظام لأننا لا نملك أي دعم من المنظمات او جهات أخرى".

ويعتقد المواطنون أن التعاون والشراكة المقبلين بين الخصمين السياسيين سينعكسان في تحسين الوضع في عدن وأماكن أخرى في جنوب البلاد.

وقال شاب يدعى مختار سعد "بعد توقيع الاتفاق في الرياض ، قد تتغير الأمور بشكل أفضل في عدن نتيجة للثقة والاحترام المتبادلين بين المسؤولين".

وحضر مراسم التوقيع أمس "الثلاثاء" ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي ، إلى جانب مسؤولين عرب وغربيين آخرين وبعض السفراء.

ووصف ولي العهد السعودي الاتفاق في خطاب متلفز بأنه "خطوة نحو حل سياسي لإنهاء الحرب في اليمن".

وأضاف أن الاتفاق بين الجانبين المناهضين لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ، يبدأ مرحلة جديدة من التعاون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وشملت النقاط الرئيسية لاتفاق الرياض أيضا إعادة حكومة هادي المنفية إلى عدن في غضون سبعة أيام ، وتوحيد جميع التشكيلات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع.

وتخوض الدولة العربية الفقيرة حربا أهلية منذ أواخر عام 2014 ، عندما اجتاح الحوثيون جزءا كبيرا من البلاد واستولوا على جميع المناطق الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء.