السفارة الأمريكية في لبنان تعلن دعمها لاحتجاجات الشعب اللبناني وتنفي شائعات تمويل أحد الأنشطة

بيروت 16 نوفمبر 2019 (شينخوا) أعلنت السفارة الأمريكية في بيروت مساء اليوم (السبت) "دعمها للشعب اللبناني في احتجاجاته السلمية وتعبيره عن وحدته الوطنية"، نافية اشاعات عن تمويل أحد انشطة الاحتجاجات وهو "بوسطة الثورة" أو حافلة الثورة التي جابت المناطق اللبنانية.

وقالت السفارة، في تغريدة على حسابها على موقعها بـ(تويتر) "سمعنا الإشاعات، السفارة الأمريكية لم تمول (بوسطة الثورة)" أو حافلة الثورة.

وكانت انطلقت اليوم من "عكار" بشمال لبنان حافلة اطلق عليها "بوسطة الثورة" لتجوب ساحات المعتصمين من شمال البلاد إلى جنوبها في الاحتجاجات الجارية منذ نحو شهر، وذلك وسط تحفظات من الناشطين في الجنوب "بدءا بالمنظمين إلى العنوان إلى المشاركين".

وقد ترددت على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات بتدخل أجنبي وتمويل أمريكي لهذا النشاط على خلفية أن إحدى منظمات هذا النشاط تعمل في "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".

وعزز هذه الشبهة أن مطلقي نشاط الحافلة قالوا بحسب "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية أنه يهدف "لرسم جسر المحبة والوحدة الوطنية وازالة حواجز الطائفية والمناطقية" إضافة إلى تأكيد "المطالب في بناء دولة القانون والعدالة والحرية والإنصاف، بعيدا من المحاصصة والزبائنية وحصر السلاح في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية فقط".

وأتى تحفظ المعتصمين في ساحات جنوب لبنان في "صيدا" و "النبطية" و "صور" بسبب تناول مسألة السلاح التي أشار اليها ناشطو الحافلة والتي قد تكون متعلقة بقضية "سلاح المقاومة" أو سلاح "حزب الله" الذي يعتبر خارج اطار عناوين الاحتجاجات المطلبية الجارية في لبنان.

وذكرت الوكالة الرسمية أن "الحراك" في مدينة "صيدا" بجنوب لبنان اصدر بيانا قال فيه إن "صيدا تنتفض، لا ترحب بالحافلة".

وجاء في البيان "نؤكد على موقفنا الرافض لأي تدخل خارجي، ونعلن عدم مشاركتنا في الحافلة، ورفعنا العديد من علامات الاستفهام حول هذه الجولة، بدءا بالمنظمين إلى العنوان، إلى المشاركين".

وأكد البيان أن "صيدا عاصمة الجنوب والمقاومة ترفض أي إملاءات خارجية، كما ترفض استغلال هذه الانتفاضة من أي جهة أو حزب سياسي له أجنداته الخاصة".

بدورهما، أعلن كل من حراك "صور" و "النبطية" بجنوب لبنان عدم ترحيبهما بالحافلة.

وأكد حراك "صور" في بيان على ثوابته بتشكيل حكومة نظيفة تحارب الفساد وحفظ المقاومة التي ننتمي إلى بيئتها، المقاومة التي حررت هذه الأرض والإنسان والتي لولاها لكنا جزءا من الأراضي المحتلة".

بدورهم، أعلن المحتجون في "كفر رمان" في "النبطية" في الجنوب في بيان رفضهم لاستقبال "حافلة الثورة" وذلك بعد اللغط السائد حولها.

وأكدوا على "مبدأ عدم تسييس الساحات والبعد عن الحزبية في رفع الشعارات المطلبية لتكون مطالب توحيد والبعد عن تسييسها".

وبعدما جابت الحافلة العديد من الساحات التي يحتشد فيها المحتجون، توقفت لساعات عند مدخل مدينة "صيدا" قبل أن يؤمن الجيش دخولها إلى ساحة اعتصام المدينة حيث فض الجيش إشكالا بين مؤيدين ومعارضين لدخول الحافلة وأوقف شخصين.

ولم تتابع الحافلة وموكب السيارات المرافق إلى بقية الجنوب نحو ما كان وأصدر ناشطوها بيانا قالوا فيه انهم اختتموا نشاطهم في صيدا "نظرا للمعلومات التي وضعتنا بها قيادة الجيش حول إمكانية الاعتداء على البوسطة من بعض الموتورين في الطريق نحو النبطية وصور".

ويشهد لبنان احتجاجات متواصلة منذ 17 أكتوبر الماضي رفضا لفرض ضرائب جديدة وتردي الوضع الاقتصادي، مما أدى إلى استقالة الحكومة في 29 أكتوبر وتصاعد المطالب إلى تشكيل حكومة خبراء انتقالية بهدف تحقيق اجراءات اصلاحية ومكافحة الفساد والهدر في الأموال العامة واسترداد "المنهوب" منها ورفع السرية عن حسابات السياسيين المصرفية.