تقرير إخباري: تصاعد المأزق السياسي في إسرائيل قبل يومين من انتهاء التفويض الممنوح لغانتس

القدس 18 نوفمبر 2019 (شينخوا) يتصاعد المأزق السياسي في إسرائيل مع استمرار العد التنازلي السياسي لانقضاء التفويض الممنوح لرئيس الوزراء المكلف زعيم كتلة (كاحول لافان/أزرق أبيض) بيني غانتس لتشكيل الحكومة القادمة منتصف ليلة الأربعاء - الخميس المقبلين.

وصرح رئيس حزب إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان الذي يعد رمانة الميزان في مساعي تشكيل حكومة ائتلافية في إسرائيل، إنه سينهي مساعيه لإقامة حكومة وحدة وطنية الساعة الثانية عشرة من ظهر بعد غد (الأربعاء).

ورفض ليبرمان خلال الاجتماع الأسبوعي مع نواب حزبه، الكشف عما سيفعله في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى ذلك الحين، لكنه أكد على خيار حكومة وحدة وطنية "كخيار وحيد لحل المأزق السياسي في إسرائيل".

وقال ليبرمان وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة إن "كل حكومة ضيقة هي كارثة بالنسبة لدولة إسرائيل، سأجري تقييما للموقف وأمل أن ننجح جميعنا في التعالي على الخلافات والفوارق وأن نشكل حكومة وحدة".

وكان ليبرمان اجتمع مساء أمس مع رئيس الوزراء الحالي زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بناء على طلب الأخير في محاولة لإقناعه بعدم الانضمام لحكومة أقلية برئاسة غانتس.

بدوره قال نتنياهو أثناء جلسة طارئة عقدها لأعضاء حزب الليكود ورؤساء أحزاب اليمين الإسرائيلي "نواجه لحظة مصيرية في تاريخ دولة إسرائيل وتوجد إمكانية لقيام حكومة أقليه خلال 48 ساعة".

وأضاف "هذه حكومة ستستند ومتعلقة بداعمين للإرهاب" في إشارة إلى القائمة العربية المشتركة في الكنيست.

وتابع "اعتقد أن هذا الأمر يشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل، حذرنا من قيام حكومة كهذه، وأزرق أبيض أنكروا إمكانية قيامها والآن نرى أنهم كذبوا على ناخبيهم".

واتهم نتنياهو كتلة أزرق أبيض بالسعي إلى تشكيل حكومة ضيفة مؤقتة لثلاثة أشهر "لكن ممنوع قيام حكومة من هذا القبيل ولو ليوم واحد".

وذكر نتنياهو أنه تحدث مع ليبرمان مطولا عن حكومة وحدة وطنية "ونعتقد أن حكومة وحدة وطنية مسؤوله هو ما تحتاجه إسرائيل ومواطنيها الآن وليس حكومة أقلية وليس انتخابات جديدة".

أما غانتس فصرح أنه خلال لقاءات طواقم المفاوضات مع الليكود ولقاءاته مع نتنياهو "فهمنا أننا تتحدث للحائط" في إشارة إلى عدم إحراز أي تقدم.

وذكر غانتس أنه خلال اليومين الماضيين تم تحقيق آفاقا جديدة، منتقدا في المقابل "تحريض" نتنياهو على النواب العرب في الكنيست.

وقال بهذا الصدد "لدي خلافات مع النواب العرب لكن التحريض عليهم في الأيام الأخيرة يجب أن يتوقف، وعلى نتنياهو أن يعود عن أقواله بشكل فوري لأن على القادة أن يعطوا الأمل".

وعاد غانتس ليكرر دعوته لنتنياهو لمفاوضات مباشرة جدية وحقيقية مخاطبا أياه "بدل أن تخيف وتخاف وبدل أن تحرض وتزرع الشقاق تعال لنتحدث، لنجلس".

وأبدى استعداداه لتقديم التنازلات "التي تمكن من إقامة حكومة وحدة واسعه وليبرالية كما يريدها الشعب وتمكننا من خدمته".

ومن المتوقع أن تشهد الساعات الـ 48 القادمة حراكا متسارعا من قبل أزرق وأبيض والليكود، حيث يحاول الأول الإعلان عن تشكيل حكومة فيما يحاول الطرف الآخر عرقلة ذلك.

وكان قد تم تكليف غانتس عقب إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية في ظل امتناع زعيم حزب أزرق أبيض عن المشاركة فيها، بدعوى أنه لن يشارك في حكومة يترأسها زعيم مشتبه به في قضايا فساد.

ومن المقرر أن تنتهي المهلة الممنوحة لغانتس بعد يومين، ومن ثم يتعين عليه أن يعيد التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الذي سيمنح الصلاحية للكنيست الإسرائيلي لترشيح نائبا يوافق عليه 61 نائبا لتشكيل الحكومة المقبلة.

وذكرت مصادر إسرائيلية أنه في حال لم ينجح الكنيست في ترشيح نائبا لتشكيل الحكومة فإنه سيتعين إجراء انتخابات برلمانية خلال 90 يوما.

وأوضحت المصادر أن الجمهور الإسرائيلي غير راض عن عقد انتخابات جديدة وأنه من الأفضل أن يتم تشكيل حكومة، حتى وإن كانت حكومة أقلية تضم القائمة العربية المشتركة كما يسعى غانتس لتحقيقه في صراعه مع الزمن.

بدوره جدد ريفلين مساء أمس دعوته لكل من الليكود وأزرق أبيض بضرورة التوصل إلى حل نهائي، مؤكدا أن الشعب الإسرائيلي لا يريد انتخابات ثالثة.

وطالب ريفلين كل من غانتس ونتنياهو بضرورة التعالي على الخلافات الشخصية بينهما، وأن يشكلا حكومة تخدم المواطنين الإسرائيليين على أسس سياسية واضحة.

وكانت انتخابات برلمانية إسرائيلية أجريت في سبتمبر الماضي للمرة الثانية هذا العام، أفضت إلى تعادل ما بين الحزبين الأقوى في البلاد.