人民网 أرشيف | من نحن 2019:11:21.16:50:21
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: لماذا لا توجد أحياء فقيرة في الصين؟

2019:11:21.16:35    حجم الخط    اطبع

ما هي الأحياء الفقيرة؟ بصفة عامة تشير الأحياء الفقيرة إلى ملاجئ الفقراء ذات ظروف الإسكان السيئة والبيئة غير الصحية والمعدلات المرتفة للجريمة وانتشار المدمنين على تعاطي المخدرات.

تعتبر الأحياء الفقيرة ظاهرة فريدة نسبيا ظهرت أثناء عملية التحضر السريع في بعض البلدان النامية وحتى في البلدان المتقدمة بعد الخمسينيات من القرن الماضي. منذ تأسيس الصين الجديدة قبل 70 عاما، وعلى الرغم من أن الصين قد شهدت تحضرا سريعا، إلا أن ظاهرة الأحياء الفقيرة لم تظهر فيها مطلقا.

حين نقول بأن "الصين لا توجد بها أحياء فقيرة" قد يتساءل البعض: ألا يمكن اعتبار القرى الحضرية الموجودة في المدن والتي يتركز فيها السكان ذوي الدخل المحدود والمنخفض أحياء فقيرة؟

دعونا نحلل هذه المشكلة من الأبعاد التالية.

من منظور تكوين هذه الأحياء يمكن القول بأن عددا كبيرا من سكان الريف انتقلوا للعيش في المدن بشكل سريع في بعض البلدان النامية وحتى البلدان المتقدمة أيضا، وقد قاموا بتشييد منازلهم بشكل تلقائي، عشوائي وغير قانوني، بينما لا يمكن للمدن قبول هذه الأعداد الكبيرة الوافدة عليها من الناس. وأدى التوسع الحضري السريع وإزالة التصنيع إلى تكوين هذه الأحياء الفقيرة.

في الأصل كانت القرى الحضرية في الصين قرى ضواحي للمدن، وكانت تحت ملكية الأراضي الجماعية الريفية، ولكن بسبب التوسع الحضري للمدن تم دمج هذه القرى فيها. وفي هذا الصدد أوضح لي تياه، كبير الاقتصاديين في مركز الصين لتطوير المدن الصغيرة والحضرية، أنه مع استمرار توسع المدن، يصبح تحويل الأراضي الجماعية الريفية إلى أراض حضرية هو السبيل الوحيد للتوسع الحضري، وبعد مصادرة الأراضي الزراعية تصبح المنازل المتبقية قرى حضرية محاطة بالمدن.

من منظور الظروف المعيشية فإن الأحياء الفقيرة تكون مزدحمة وبيئتها قذرة ويعيش سكانها في فقر. وفي الوقت نفسه لا تزال هذه الأحياء تفتقر إلى المؤسسات الرسمية، والحكومة تهملها وفي بعض الأحيان لا ترغب في إدارتها حتى، مما يجعلها أرضا خصبة للأنشطة الإجرامية غير القانونية.

إن حقوق ملكية المنازل في القرى الحضرية الصينية واضحة، وهي المنازل الحرة بالنسبة للفلاحين، وبالتالي فإن سلامة وشرعية المنازل تكون مضمونة. ومقارنة مع الإدارات الحكومية الأجنبية، تعمل الحكومات الصينية على جميع المستويات بنشاط وبصورة متعمقة على إصلاح البيئة المعيشية للقرى في المدن.

من منظور الحجم وتدفق السكان فإن ”حجم القرى الحضرية في الصين مجزأ“. وقد أشار لي تياه إلى أن القرى الحضرية في الصين يديرها أعضاء في منظمات جماعية أومنظمات اقتصادية جماعية، مما يحد بشكل كبير من الإنتشار العشوائي لهذه المناطق المجزأة ولا يسمح لها بتشكيل سلسلة من المناطق المتجاورة على نطاق واسع مثل الأحياء الفقيرة.

كما قال أيضا بأن بعض الأحياء الفقيرة في بعض الدول النامية وحتى الدول المتقدمة بها عدد كبير من العاطلين عن العمل ويعيش سكانها في فقر مدقع، في حين أن هجرة السكان في الصين من القرى والأرياف نحو المدن موجهة نحو التوظيف، مما يجعل ظاهرة تشكل الأحياء الفقيرة في هذه الدول والتي ذكرناها من قبل ظاهرة يستحيل حدوثها في الصين.

من منظور اتجاه التنمية ومع التجديد المستمر للمدن الصينية، فقد تم دمج القرى الحضرية تدريجيا في عملية التنمية الحضرية، وتحسنت البيئة بشكل كبير وأصبحت القرى القديمة مدنا جديدة صالحة للعيش الآن.

كما أضاف قائلا: لقد أصبحت القرى الحضرية في الحقيقة مدنا، وهي تمتد تدريجيا إلى الضواحي البعيدة، كما أن عدد السكان في ازدياد مستمر. لذلك مع عمليات الهدم والتجديد والتحولات الكبيرة التي تشهدها المدن لن يكون هناك أحياء فقيرة.

يذكر انه منذ تأسيس الصين الجديدة قبل 70 عاما، شهدت البلاد أسرع عملية تحضر في تاريخ البشرية، وتشير البيانات إلى أنه بنهاية سنة 2018 بلغ معدل السكان الحضر الدائمين في الصين 59.58 بالمائة بزيادة قدرها 48.94 نقطة مائوية عما كانت عليه نهاية سنة 1949، أي بزيادة سنوية قدرها 0.71 نقطة مائوية.

وبالمقارنة مع الدول الأخرى، تمر الصين الآن بالمرحلة الثانية من عملية التحضر السريع وهناك أيضا أعداد كبيرة من العمال المهاجرين وسكان الأرياف في المدن حيث تتسم ظروفهم المعيشية بالبساطة نسبيا.

في الوقت نفسه تولي الدوائر الحكومية على جميع المستويات اهتماما كبيرا بمساكن الأسر ذات الدخل المنخفض، وتقوم ببناء عدد كبير من المساكن العامة المستأجرة لفائدة العمال المهاجرين.

في 26 سبتمبر من هذا العام، كشف وانغ منغ وي وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية أنه منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل 70 عاما، تم تعميق إصلاح نظام الإسكان بشكل مستمر وتم تسريع بناء المساكن ذات التكلفة الميسرة، وتم بناء أكثر من 80 مليون مشروع سكني، وتمت مساعدة أكثر من 200 مليون شخص على تجاوز المشاكل المتعلقة بالسكن وبناء أكبر نظام أمن للإسكان في العالم.

منذ تأيس جمهورية الصين الشعبية قبل 70عاما، أصبح المواطنون هم أسياد البلا، وتطور النمو الإقتصادي بشكل سريع، وتحسن مستوى المعيشة بشكل ملحوظ، كما حصلت تغيرات كبيرة فيما يتعلق بالغذاء والملبس والإسكان والنقل. وحتى يعلم الجميع، فإن الصين لم يكن بها أحياء فقيرة من قبل، ولن تظهر هذه الأحياء بها في المستقبل أيضا. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×