بكين 25 ديسمبر 2019 (شينخوا) أكد خبراء ومسؤولون دوليون أن الاجتماع الأحدث بين قادة الصين واليابان وجمهورية كوريا ساهم في تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون الثلاثي.
وأطلقت الصين واليابان وجمهورية كوريا يوم الثلاثاء "رؤية التعاون الثلاثي للعقد المقبل ومشروعات الحصاد المبكر في إطار آلية (التعاون الثلاثي+اكس) بين الدول الثلاث ودول أخرى، وذلك خلال الاجتماع ال8 لقادة الصين-اليابان-جمهورية كوريا الذي عقد في مدينة تشنغدو جنوب غربي الصين.
وقال ليو دي، الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة كيورين في طوكيو، إن الاجتماع جعل العالم يدرك من جديد تأثير الدول الثلاث على الشؤون الإقليمية والدولية.
وأضاف أن الأعوام العشرين الماضية شهدت تحقيق إنجازات كبيرة في إطار التعاون الثلاثي، ما لعب دورا هاما في توجيه تنمية الاقتصاد العالمي على نحو رشيد.
وأوضح أنه في هذا الوقت الذي يواجه فيه النظام الدولي والعلاقات الاقتصادية والتجارية شكوكا غير مسبوقة، فإن الثقة المتبادلة والتعاون بين البلدان الثلاثة يمثلان أهمية كبيرة للمنطقة وللعالم بأسره.
وأشار ليو إلى أن الوقت الراهن يشهد اهتماما متزايدا بالقضايا الأمنية غير التقليدية في شرق آسيا، لافتا إلى أن البلدان الثلاثة ستتشارك مجالا واسعا للتعاون في هذه المجالات.
وقال لي جونغ-هيون، الأمين العام السابق لأمانة التعاون الثلاثي، إن البلدان الثلاثة توصلت خلال الاجتماع إلى مزيد من التوافق بشأن كيفية تعزيز السلام والرخاء في شمال شرق آسيا، ما يفضي إلى المساهمة بشكل أكبر في التعاون الإقليمي.
وأوضح أن البلدان الثلاثة بحثت خلال الاجتماع سبل تعزيز التبادلات والتعاون، على نحو عميق، بشأن التحديات المشتركة في مجالات الحماية البيئية والصحة وشيخوخة السكان، ما يعود بالفائدة على شعوب البلدان الثلاثة.
وقال لوسيو بلانكو بيتلو، محاضر ببرنامج الدراسات الصينية في جامعة أتينيو دي مانيلا، إن الاجتماع وفر منصة هامة للتواصل بين البلدان الثلاثة في شمال شرق آسيا.
وأشار لوسيو إلى أن قادة الصين واليابان وجمهورية كوريا، في خضم التغيرات العميقة التي يمر بها المجتمع الدولي، اتفقوا على تعزيز التعاون وإدارة الخلافات والتمسك بالتعددية والتجارة الحرة، وتحقيق النزع الكامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وإقرار السلام الدائم في المنطقة.
ولفت إلى أنه في هذا الوقت الذي تخيم فيه على العالم شكوك متزايدة، فإن دعم التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث من شأنه أن يفضي إلى إقرار السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وكذا الرخاء والتنمية على مستوى العالم.
وقال بامبانغ سوريونو، باحث إندونيسي ورئيس مؤسسة نانيانغ آسيان، مركز بحوث مقره جاكرتا، إن نجاح الاجتماع الثامن يمثل نقطة بداية جديدة للتعاون الثلاثي ويؤثر إيجابيا على الرخاء الاقتصادي والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ولفت سوريونو إلى أن البلدان الثلاثة، على خلفية تصاعد الحمائية التجارية، عززت التعاون فيما بينها واشتركت معا في حماية التجارة الحرة، ما يلعب دورا رئيسيا في استقرار التنمية الاقتصادية العالمية والحفاظ على النظام التجاري العالمي.
وقال سوبهوموي بهاتشارجي، المستشار بمركز البحوث والمعلومات للدول النامية، ومقره في الهند، إنه يقدر الدور الإيجابي للصين في آلية التعاون الثلاثي، مضيفا أن الصين تلتزم بالحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا وتدعم التطور الاقتصادي المنسق بين جميع البلدان وتلعب دورا هاما في تعزيز التنمية المشتركة في المنطقة.
وقال فيكتور بافلياتنكو، باحث بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، إنه باعتبار الصين واليابان وجمهورية كوريا ثلاثة اقتصادات رائدة في شرق آسيا، شدد الاجتماع على الحاجة إلى تسريع وتيرة المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين البلدان الثلاثة، وحث الأطراف المعنية على العمل من أجل ضمان التوقيع الرسمي على اتفاقية "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة"، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تنضم الكثير من الدول إلى هذه الاتفاقية، ومشيرا إلى تسارع عملية التكامل الاقتصادي الآسيوي.
وقال بورنتشاي تراكولوارنونت، عضو في برلمان تايلاند، إن آلية التعاون الثلاثي ستفضي مستقبليا إلى دعم التنمية الاقتصادية والتعاون بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، وكذا في المنطقة بأسرها، في المستقبل، ما يعمل على زيادة تقارب بلدان المنطقة.