غزة 25 سبتمبر 2019 (شينخوا) يعمل شبان فلسطينيون من غزة في التسويق لمنتجات يعرضها أصحاب ماركات عالمية ومحلية من خلال منصات التسويق الالكتروني الصينية، ما شكل قارب نجاة لهم في ظل معدلات قياسية للبطالة في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ 12 عاما.
ويساعد هذا المجال الشباب الفلسطيني في كسب المال وتطوير قدراتهم في الاستثمار الشخصي.
ومن بين هؤلاء كانت العشرينية شروق الشيخ خليل، التي شعرت بالفخر والإيجابية لدى تسلمها أول عائد مادي نتاج عملها في التجارة الالكترونية لمدة شهر ونصف متواصلين، مما ساعدها في دفع رسومها الجامعية المتراكمة.
وحصلت الشيخ خليل، وهي طالبة في قسم الهندسة بإحدى الجامعات في غزة، على مبلغ 1000 دولار من خلال العمل في مجال التجارة الالكترونية لمواقع صينية مختصة بالتسويق الالكتروني.
وتقول الشيخ خليل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مواقع التسويق الالكترونية الصينية بمثابة طوق نجاة لأمثالنا من الشباب للحصول على أموال عن طريق التجارة".
وتوضح أن هذا المجال الالكتروني للتجارة يساهم بشكل كبير بحل مشاكل الشباب، ويمثل مجالا جديا للعمل، خاصة لمن يحتاج فرص عمل غير متوفرة، كما هو الحال في قطاع غزة.
وتعمل الشيخ عبر ثلاث منصات صينية مختصة بالتجارة الالكترونية، وهي (علي اكسبرس)، و(ولمرت) و(كوسكو)، مشيرة إلى أن جميعها تمتاز بالمصداقية العالية، سواء كانت بعمليات تسليم البضائع للزبائن، أو المدة المحددة لعملية التسليم، إضافة إلى جودة البضائع.
وتتواصل شروق الشيخ خليل مع غالبية زبائنها عبر حسابها الشخصي على تلك المواقع من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى بعض دول الخليج.
أما هدى محمد (27 عاما) من مدينة غزة، وهي أم لأربعة أطفال، فالتحقت بالتجارة الالكترونية بعد عناء في البحث عن عمل يناسب تخصصها في المحاسبة منذ تخرجها عام 2014.
وتقول هدى ل(شينخوا) إن التجارة الالكترونية ساهمت بتغيير حياتها نحو الأفضل، خاصة وأنها أم ولديها أطفال، وبحاجة أن تمضي وقتا أكبر في المنزل برفقتهم.
وتضيف بأن هذا النوع من التجارة، هو عبارة عن عمليات تسويق لمنتجات يعرضها أصحاب ماركات عالمية ومحلية، من خلال منصتها التي أنشأتها عبر موقع (علي اكسبرس) الصيني، وبعد بيعها تحصل على نسبة ربح ما بين 10-30 في المائة.
وما يميز تجارة هدى الالكترونية، أن عدد الساعات التي تقضيها في اليوم الواحد للعمل، أربع ساعات فقط، وتضمن حصولها على عائد مادي، يساهم في متطلبات الحياة اليومية في القطاع المحاصر.
وأشادت بهذا التطور الالكتروني الصيني الذي سمح للشباب حول العالم المشاركة بالأرباح، على مبدأ الفائدة المتبادلة ما بين الطرفين.
وعادة ما يحصل العاملون في هذا المجال على دورات تدريبية مكثفة لتعلم طرق الالتحاق بمواقع التسويق الالكترونية، وآلية التعامل معها والتربح منها عبر أكاديمية التجارة الإلكترونية (إي توب أكاديمي) في قطاع غزة.
ويقول بلال الهركلي، وهو أحد مؤسسي الأكاديمية، ل(شينخوا) "يعاني الشباب في قطاع غزة من ارتفاع نسبة البطالة خاصة في أوساط الخريجين الجامعيين، وعدم توفر فرص العمل المناسبة لهم".
ويضيف الهركلي الذي عمل في التجارة الالكترونية لعامين تقريبا أن "التجارة الالكترونية أصبحت لها مكانة عالمية، ووسيلة مضمونة للعاطلين عن العمل ما دفعه مع اثنين من أصدقائه إلى إنشاء أول أكاديمية للتجارة الالكترونية".
وتخرج الهركلي بتخصص علوم مالية ومصرفية، لكنه لم يحصل على وظيفة مناسبة له، مما اضطره للبحث على الانترنت عن آلية الحصول على وظيفة عن بُعد، وأن تكون مضمونة وغير وهمية، ملتحقا بمنصة علي اكسبرس.
ويرى أن الموقع الصيني من أهم المواقع المختصة بالتجارة الالكترونية، تتبع للصين، نتيجة لسهولة تعاملها مع الموردين والقائمين على التسويق، وأيضا عمليات التسليم، التي غالبا ما تتسم بالمرونة.
وتم تدريب حوالي 1000 طالب في غزة على التعامل مع التجارة الالكترونية، من خلال التعرف على الموردين، وأهم السلع الرائجة عالميا، إضافة إلى أساليب التسويق الالكتروني، مما يساهم في زيادة البيع لتلك السلع والربح أيضا.
وتنشط العديد من المنصات الصينية المختصة بالتسويق الالكتروني بين صفوف العاملين في هذا المجال، من بينها علي بابا، وعلي اكسبرس، وولمرت، وكوسكو، وبان جود، وزافول، وشي إن، ونيو شيك، بالإضافة إلى موقع دريس لينك.
وأثر الحصار الإسرائيلي بشكل سلبي على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة فيما تعد فئة الشباب هم الأكثر تضررا منه.
وبحسب تقرير رسمي صدر عن مركز الإحصاء الفلسطيني في يوم الشباب العالمي، فإن نسبة البطالة في صفوف الشباب في الأراضي الفلسطينية وصلت إلى 67 بالمائة.