مقالة : عازف كمان مصري يقدم عروضا من شرفة منزله لدعم جيرانه خلال حظر التجول الليلي

القاهرة 3 أبريل 2020 (شينخوا) يقدم عازف الكمان المصري محمد عادل، حفلاً موسيقيا كل ليلة من شرفة منزله، في محاولة منه للترفيه عن جيرانه خلال ساعات حظر التجول الليلي، الذي فرضته الحكومة المصرية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وقال عادل، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر (24 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يستعد لبدء العرض الموسيقي، إنه قرر العزف من شرفته بعد أن رأى فيديو لعازف كمان إيطالي يفعل نفس الشيء لجيرانه في إيطاليا.

وفرضت مصر في 24 مارس الماضي حظر تجول ليليا على مستوى البلاد، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى اليوم 985 شخصا، وأودى بحياة 66 آخرين.

وأوقفت مصر مؤقتا المدارس والجامعات، والرحلات الجوية، والأنشطة الرياضية، وأغلقت أماكن الترفيه، كما أوقفت الصلوات الجماعية في المساجد والكنائس، بالإضافة إلى إغلاق المتاحف والمواقع الأثرية في محاولة لمكافحة الفيروس.

ويقطن عادل، وهو عازف كمان محترف حائز على عدد من الجوائز الموسيقية المحلية، في حي الهرم المكتظ بالسكان بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة.

وأضاف عادل، بينما بدأ الجيران في المباني الأخرى يتطلعون من نوافذهم وشرفاتهم للاستمتاع بالعرض اليومي للشاب، أن "الشعب المصري شعب منطلق، وغير معتاد على البقاء في المنزل خاصة في الليل، لهذا السبب توصلت إلى فكرة عزف الموسيقى لهم".

وتابع أن الهدف من عروضه ليس فقط تسلية جيرانه، لكن أيضا تشجيعهم على البقاء في المنزل من أجل سلامتهم، مشيرا إلى أنه قدم أول حفل موسيقي له في اليوم الأول من حظر التجول.

وأوضح أنه يسعى أيضا لإظهار الامتنان للعاملين في الرعاية الصحية، بالإضافة إلى رفع معنويات جيرانه خلال هذه الأوقات الصعبة.

وقال "لقد عزفت الأغنية الأولى دون أن أضيء شرفتي حتى لا أدع الناس يرونني، لأني أردت أن أرى ما إذا كانوا سيقبلون الفكرة أم لا، وعندما انتهيت من العزف امتلأ الحي بتصفيق الجيران وهتافاتهم التشجيعية".

وأردف قائلا إن العرض الأول استمر قرابة نصف ساعة، إلا أن العروض حاليا تستمر لأكثر من ساعة في بعض الأحيان، وكشف عن أنه يقوم أيضاً ببث مباشر على صفحته بموقع فيسبوك، حيث يشاهد الآلاف حفلاته كل يوم.

وحث عادل الموسيقيين والمغنيين والفنانين الآخرين على أن يحذوا حذوه، للتخفيف عن جيرانهم خلال ساعات حظر التجول الطويلة.

وفيما يخص جيران عادل، فإن أغلبهم لا يرون أنفسهم مجرد جمهور يستمع لعزف أحد جيرانهم فقط، وقال أحمد محمود، وهو موظف في سوبر ماركت، لـ"شينخوا" إن الجيران جزء من العرض الفني.

وأضاف محمود (26 عاما)، بينما كان يشاهد عادل من شرفته وهو يعزف إحدى الأغاني الوطنية، أن "تصفيقنا يصل إلى المناطق المجاورة الأخرى لتشجيعهم في هذه الأوقات الصعبة التى نمر بها جميعا".

ورأى أن عروض عادل ساعدت الناس في الحي في ظل حظر التجول، مشيرا إلى أن الفكرة فريدة وجديدة.

وأوضح، وهو يمسك بكأس من الشاي أثناء مشاهدة عادل، أن كل أفراد عائلته ينتظرون العرض الموسيقي اليومي بفارغ الصبر، حيث تساعدهم الموسيقى على تصفية الذهن.

بدورها، قالت وفاء فاضل، وهي سيدة في الستينات من عمرها، إن العروض اليومية لعادل تجلب السعادة لها، خاصة أن الشاب يعزف أغاني مصرية كلاسيكية.

وأضافت السيدة التي تقطن في المبنى المواجه لمنزل عادل، "لقد خلق حالة من الانسجام بين الجيران، نشعر وكأننا عائلة واحدة ونحن نتحدث مع بعضنا البعض من النوافذ والشرفات قبل وبعد حفلاته الموسيقية".

واعتبرت أن "عروض عادل رسالة تضامن قوية بين المصريين"، واختتمت وعلى وجهها ابتسامة مفعمة بالأمل قائلة "نحن بلد متحضر، ولدينا في مصر عشرات الآلاف من الموسيقيين والفنانين، وإذا قام كل موسيقي بنفس الشيء فسنبقى في المنزل ونواجه الأزمة بشكل أسهل".