人民网 2020:04:27.16:54:27
الأخبار الأخيرة

تحقيق إخباري: "مباراة كاملة" لأمريكي صيني الأصل ضد كوفيد-19

/مصدر: شينخوا/  2020:04:27.14:09

    اطبع
تحقيق إخباري:
كاتب صيني-أمريكي مستقل يستذكر كيف نجت عائلته في الصين والولايات المتحدة من أزمة كوفيد-19 وتكاتفها خلالها.

لوس أنجلوس 26 أبريل 2020 (شينخوا) "تداولت مزحة بين مجتمع مستخدمي تطبيق "ويتشات" للتواصل الاجتماعي تقول: لعبت الصين الشوط الأول من المباراة، ولعب باقي العالم الشوط الثاني، ولعب الصينيون المغتربون المباراة كاملة. هذا هو بالضبط ما نشعر به"، هكذا قال وي شيونغ، وهو كاتب حر معروف على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تناوله "وي واي"، لوكالة ((شينخوا)) من منزله في ألتادينا، على بعد 23 كم شمالي مدينة لوس أنجلوس.

وقال "لا يمكنني الإدعاء بأنني أتحدث عن تجربة الآخرين. لكن لا يسعني إلا اتطرق إلى كيفية خوض عائلتي هذه المباراة القاسية. لكننا نزدهر. ليس بالمعنى التقليدي للفوز والخسارة ولكن على أمل الاستمرار في هذه المباراة".

مثل الصينيين الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم، بدأت معركة شيونغ وعائلته ضد فيروس كورونا الجديد في يناير، عندما كان الحزن لا يزال يخيم على معظم العالم لوفاة كوبي براينت، نجم لوس أنجلوس ليكرز المتقاعد، الذي توفي في حادث طائرة في 26 يناير. في ذلك الوقت تم إغلاق ووهان الصينية.

وقال شيونغ "رد فعلنا الأول كان الاهتمام بعائلاتنا في الوطن الأم. رأينا الخوف في عيون أسرتنا عبر الهاتف. غالبا ما كنا نقوم بالتدقيق فيهم خلال محادثات الفيديو أثناء مرورهم بهذه الفترة الاستثنائية"، مشيرا إلى أن أفراد عائلته تمكنوا من إحضار جده، الذي تصادف وجوده في المستشفى قبل تفشي المرض للعلاج من مرض آخر، إلى المنزل.

فقد كان من المفجع والمؤلم أن ترى في مجموعة دردشة العائلة صورا ومقاطع فيديو لأعمامه وعماته وهم يرتدون معدات وقاية كاملة ويدفعون جده على كرسي متحرك عبر المستشفى إلى منزله، وفقا لشيونغ.

بعد مشاهد الرعب الأولى هذه، تكيفت عائلة شيونغ مع نمط حياة جديد في الصين، حيث اختفى 1.4 مليار شخص فجأة من الشوارع ليحتموا في شققهم الشاهقة من أجل قطع جميع طرق الإصابة بالفيروس.

قال شيونغ إن الحجر الصحي لم يكن مريحا للصينيين نظرا لعدم وجود مساحة كبيرة لمعظمهم لممارسة الأنشطة. "ربما تكون قد شاهدت فيديو جدتي وهي تمشي ذهابا وإيابا في شرفتها الصغيرة في الطابق الثالث بالقناع. فعلت ذلك يوميا لمدة شهرين".

ولكن سرعان ما اضطر شيونغ إلى قضاء وقت مماثل في الولايات المتحدة. في أوائل مارس، بدأ معدل الإصابة في الانخفاض في الصين ولكنه بدأ المرض للتو في كاليفورنيا. في 19 مارس، أصدر عمدة لوس أنجلوس وحاكم كاليفورنيا أمر "أكثر أمانا في المنزل"، الذي أطلق صافرة "الشوط الثاني" بالنسبة لشيونغ.

وقبل كوفيد-19، كانت حياة شيونغ بمثابة حفلة كبيرة حرفيا.

عمل الكاتب الحر كمخطط أحداث مسؤول عن توريد مئات المغنين والفنانين الأجانب لمهرجان تشينغداو للجعة-- النسخة الصينية من مهرجان أكتوبرفيست، ويستضيف أكثر من 5 ملايين زائر كل أغسطس لتذوق البيرة والجعة من جميع أنحاء العالم.

عرف شيونغ أن المهرجان لن يعقد هذا العام بموجب بروتوكول ضد المرض القاتل أغلق الأماكن في لوس أنجلوس وقطع خطوط النقل الجوي عبر المحيط الهادئ، لكنه لم يتصور أبدا أن يحارب الفيروس مع والديه من خلال جهاز المناعة لديهما.

عاد شيونغ مرة أخرى للاقامة مع والديه قبل اندلاع كوفيد-19 بعد تعرضه لحادث سيارة سيء، لذلك شارك بالفعل وقتا صعبا معهما عندما دخل الإغلاق حيز التنفيذ.

يتذكر قائلا: "أنا ووالدي أصيبنا بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا والسعال والاحتقان. حاولنا إجراء الاختبار ولكن تم رفضنا لأن درجة حرارتنا لم تكن مرتفعة. كان هذا في البداية عندما كانت الاختبارات نادرة. كان علينا أن نتحسن بطريقتنا بغض النظر عن ماهية الفيروس".

وأضاف "كان أول أسبوعين صعبين، قادنا والدي عبرهما، شعرنا بالتعب جميعا، لكنه كان يعلم انه يتوجب علينا أن نعتمد على جهاز المناعة لدينا من أجل خوض هذه المعركة الأولى. علاوة على الأكل والشرب والنوم بشكل صحيح، كان والدي يجر أجسادنا المجهدة من الأسرة ويأخذنا للمشي ليلا وسط التلال الهادئة".

وتابع: "التواجد في الهواء الطلق وممارسة التمارين الرياضية ضمن لنا وجود هواء صاف في رئتينا وتنشيط أجهزة المناعة لدينا لمحاربة الفيروس. قاتلنا لمدة أسبوعين تقريبا، كانت الأعراض بلا هوادة ولكننا حاربناها". وأضاف شيونغ "من حظنا أننا نعيش في ألتادينا حيث تقل الكثافة السكانية بكثير عن المدينة الداخلية. لوس أنجلوس متفرقة نسبيا مقارنة بسان فرانسيسكو".

وقال: "كنت محظوظا لوجود والديّ معي".

فقد منح الوقت الطويل الذي قضاه في الحجر الصحي مع عائلته، منح شيونغ وقتا للتفكير في طبيعة المجتمع الجيد وشكل العالم الذي يريد العيش فيه.

وبصفتها مشرفة على المختبر الأساسي لعلم الأمراض في مركز مدينة الأمل الشامل للسرطان، كانت والدته أيمين لي تقضي أيامها في الإشراف على شرائح 5-ميكرون من عينات دم المرضى مضمنة في كتل البارافين حتى يمكن رؤيتها تحت المجهر.

والآن، هي تعمل في المختبر يوما واحدا فقط في الأسبوع أما الأيام الأربعة الأخرى فتعمل من المنزل، وتقضي المزيد من الوقت في تقطيع البصل المحلي والفاصوليا الخضراء وعمل أطباق لذيذة من الزلابية أو تحضير مجموعات من الكعك على البخار والمعكرونة الصينية التقليدية.

أما شيغانغ شيونغ، والد شيونغ، طبيب الأورام السابق في الصين، فهو الآن أستاذ مساعد في قسم طب الأورام، بمركز نوريس للعلوم الصحية، بجامعة جنوب كاليفورنيا.

لا يطبخ كثيرا، لكنه يؤدي دوره في الحديقة، يزرع ويزيل الأعشاب ويحصد، ويعمل جميع أفراد العائلة معا لتصميم فناء المنزل وتنسيقه، كجزء من نظامهم اليومي للتمارين الرياضية.

لقد تعلموا جميعا قوة مجتمع مترابط. الأسرة خيرية بطبيعتها وتشارك طعامها مع الجيران والعكس، تتبادل معهم الأطباق والفواكه والخضروات من فوق السياج، على مسافة اجتماعية آمنة، بالطبع.

كما أنهم يتشاركون الأقنعة والمطهرات والإمدادات الصحية الأخرى، ويوزعون أطنانا من نصائح الرعاية الصحية مجانا، ويمضون بعض الوقت في رعاية كبار السن المحليين المحتاجين.

وقال شيونغ " فور وصول حزمة جديدة من الإمدادات الطبية، قمنا بتقسيمها وتوصيلها إلى المحتاجين. وزعنا معظمها على الأصدقاء والجيران، وقدمنا بعضها إلى المنشآت الطبية بما في ذلك مستشفى هنتنغتون. شكرا مرة أخرى على رعايتي".

وقال شيونغ لوكالة ((شينخوا)) إن "الجيران يساعدون الجيران على تجاوز ذلك". وأضاف "بالنسبة للصورة الأكبر، هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها. هناك ما يكفي من الغذاء للجميع على هذا الكوكب. هناك أموال تكفي لقضاء كل نحتاج إلى القيام به. فلماذا لا يزال بعض الناس يتضورون جوعا؟ لماذا لا يزال الكثيرون يعيشون في الفقر؟"

وأعرب عن أمله في أن يستغل الآخرون هذه الفرصة في البحث عن الحكمة داخلهم، وأن يغتنم الناس- وخاصة الجيل الأصغر سنا- هذه الفرصة ليصبحوا أكثر وعيا بالبيئة وأكثر اهتماما برفاهية إخوانهم، وليس فقط الاستهلاك.

وقال "نحتاج أن نتعلم كيف نستهلك أقل ونعيش أنماط حياة أبسط، مع حدائق منزلية أو مجتمعية مستدامة حتى نتمكن من إنتاج المزيد من الطعام محليا ويتمكن الأشخاص الذين يمتلكون أراض أو مهارات من المساهمة، ثم اختيار حصتهم من الحصاد".

ويعتقد شيونغ أن الزراعة المحلية يمكن أن تخلق وظائف لبعض عمال الخدمة الذين أصبحوا خارج العمل ويخاطرون بحياتهم للحصول على الحد الأدنى للأجور أثناء الإغلاق ليجدوا أنفسهم مستبدلين بطائرات بدون طيار وأكشاك آلية.

وتربي شيونغ خريج جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة بشكل أساسي، وهو شخصية مفتونة بالاختلافات بين كيفية تعامل الولايات المتحدة والصين مع الأزمة. وقال "إن نموذج الحكم في الصين فعال للغاية. لقد خرجوا منه بالفعل وهذا تحول مثير للإعجاب".

وأضاف "الولايات المتحدة .. تحصل على الكثير من عظمتها من كونها دولة هجرة تقليدية حيث يأتي الناس من جميع أنحاء العالم للمساهمة بأفكارهم وجهودهم".


【1】【2】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×