人民网 2020:05:08.09:23:08
الأخبار الأخيرة

مقابلة : وزير الصحة التونسي : التعاون مع الصين في مكافحة كورونا من أفضل تجارب تونس

/مصدر: شينخوا/  2020:05:08.08:47

    اطبع
مقابلة : وزير الصحة التونسي : التعاون مع الصين في مكافحة كورونا من أفضل تجارب تونس

تونس 7 مايو 2020 (شينخوا) أكد وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي، أن التعاون التونسي-الصيني في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يُعد من بين أفضل تجارب تونس في التعاون مع الدول الأخرى، مهنئا الصين لسيطرتها على المرض.

وقال المكي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن هذا التعاون على صعيد مجابهة مرض فيروس كورونا الجديد اتخذ عدة أشكال سواء كان على المستوى العلمي، حيث "عقدنا ندوة بالفيديو بين خبراء تونسيين وصينيين، أو على المستوى التجاري، حيث اشترت تونس من الصين مواد صحية منها الوقائية".

وشدد على أن التعاون التونسي-الصيني مستمر ويتقدم ليس بمناسبة مرض فيروس كورونا الجديد بل يعود إلى عشرات السنين، حيث تعمل بعثات طبية صينية في تونس منذ العام 1973، ونحن راضون على هذا التعاون، ونأمل أن يتطور أكثر فأكثر في المستقبل.

وكانت الصين قد أرسلت أول بعثة طبية إلى تونس سنة 1973، وقد شارك في هذه البعثات أكثر من ألف طبيب صيني في اختصاصات الجراحة العامة وطب النساء والتوليد والتصوير بالأشعة وطب الأطفال وجراحة العظام والشرايين والقلب والعلاج بالإبر وغيرها.

ومنذ بدء عملها في تونس، قدمت الفرق الطبية خدمات كشف صحي لأكثر من 5 ملايين و760 مريضا تونسيا وعلاجا طبيا لـ 880 ألف مريض في المستشفيات، إلى جانب إجراء 320 ألف تدخل جراحي.

وفي سنة 1994 تأسس أول مركز للعلاج بالوخز بالإبر في العالم العربي، في تونس بمستشفى المرسى قبل أن يتحول في سنة 2004 إلى مركز للطب الصيني والوخز بالإبر، وهو المركز الطبي الوحيد في إفريقيا الذي يقدم التشخيص والعلاج السريري وتدريس الوخز بالإبر. وأمّن هذا المركز، حتّى الآن، تكوين 164 طبيبا تونسيا.

وقال وزير الصحة التونسي إن بلاده سيطرت على الموجة الأولى من مرض (كوفيد-19)، لكنه حذر في نفس الوقت من إمكانية أن تكون هناك موجة ثانية لهذا الفيروس.

وأوضح أن "تونس تُعتبر من بين الدول التي سجلت عددا مُنخفضا من الإصابات، وأتصور أن السبب يعود إلى اتخاذ إجراءات وقائية مُبكرة على المستوى الصحي والعام".

وأضاف المكي أنه "رغم أن تونس لم تعرف أزمة من هذا النوع، أي مواجهة عنصر بيولوجي، فإنها استطاعت مع ذلك، تنظيم جهودها بما يجعل هذه الإجراءات تنجح نسبيا في السيطرة" على المرض.

لكنه حذر في المقابل من "موجة ثانية" من المرض، قائلا إنه "رغم النتائج الإيجابية التي سجلناها، نبقى دائما حذرين من إمكانية أن تكون هناك موجة ثانية أو انتكاسة، خاصة بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي وخروج مئات الألاف من العمال والموظفين للعودة إلى عملهم في القطاعين العام والخاص".

وبدأت تونس منذ الإثنين الماضي تنفيذ خطة حكومية للخروج التدريجي من الحجر الصحي الشامل المفروض على البلاد منذ العشرين من مارس الماضي، تحمل اسم " الاستراتيجية الوطنية للحجر الصحي المُوجه".

وتقول السلطات التونسية إن هذه الخطة تسمح بعودة نحو 3 ملايين تونسي إلى عملهم في مختلف القطاعات والمجالات، بما يمكن اقتصاد البلاد باستعادة نشاطه بنسبة 50 % خلال المرحلة الأولى من هذه الخطة الممتدة على ثلاث مراحل في الفترة من 4 مايو إلى 14 يونيو.

وحول إمكانية تراجع تونس عن إجراءات التخفيف في الحجر الصحي الشامل، قال وزير الصحة التونسي "هذا احتمال أعلناه سابقا، ووضعنا الرأي العام أمام مسؤوليته، بأن هذا التخفيف للحجر ليس قرارا نهائيا ويمكن التراجع عنه إذا تم الإخلال بإجراءات السلامة العامة وعاد الوباء إلى الانتشار".

وتابع "نحن في عملية مطاردة لهذا الوباء، ولن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع".

لكنه اعتبر في المقابل أن نسبة الوفيات في تونس بسبب مرض "كوفيد-19" "متناسبة مع نسبة الوفيات في العالم، فيما يُعتبر عدد الإصابات منخفضا في تونس، وأصبح يُقارن بتجربة اليابان وكوريا الجنوبية".

وبلغت حصيلة الإصابات بالمرض في تونس 1025 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 43 حالة، وذلك بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التونسية الأربعاء.

من جهة أخرى، أقر الوزير التونسي بأن هناك الكثير من التحديات التي تواجه بلاده على الصعيد الصحي.

وقال المكي "الان بعد هذا الوباء هناك العديد من التحديات المطروحة، منها إصلاح قطاع الصحة وتطويره، هذا القطاع ينقصه اليوم الكثير من متطلبات البنية التحتية ومنظومات الحوكمة والتحفيز للأعوان".

وأوضح أن هذه التحديات التي تشمل أيضا "تأمين الإمدادات الضرورية للعمل الصحي، مثل المواد المخبرية، ووقاية الأعوان، وتطوير أقسام طب الإنعاش"، ستتم مواجهتها، لافتا في هذا السياق، إلى أن هناك وعيا كبيرا من قبل الرأي العام التونسي بأهمية قطاع الصحة كقطاع استراتيجي.

إلى ذلك، اعتبر وزير الصحة التونسي أن مرض فيروس كورونا الجديد "لا يواجه دولة واحدة، وإنما يواجه البشرية جمعاء، ولابد من التعاون المشترك لمواجهته"، مُعربا في هذا السياق عن اعتقاده بأن "حدا معقولا من التعاون يحدث الآن بين مجمل دول العالم".


【1】【2】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×