人民网 2020:05:08.15:43:08
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: المسنون في أمريكا زمن كورونا..."لا بلد للعجائز"

2020:05:08.15:42    حجم الخط    اطبع

الحق في الحياة هو أحد أبسط حقوق الإنسان. وأثناء الاوقات الصعبة، تعد حماية حقوق الفئات الأكثر ضعفًا اختبارا حقيقيا لكل حكومة، ومقياسا للتقدم الحضاري في أي مجتمع. ولكن رئيس تحرير احدى وسائل الإعلام اليمينية في الولايات المتحدة طرح مؤخرا تساؤلا صادما ومثيرا للسخرية: هل لدى المسنين الأمريكيين الحق في أن يعيشوا متوسط اعمارهم المتوقع في ظل تفشى الوباء؟

"مات شخص في الـ 81 و آخر في 30 من العمر بسبب الاصابة بفيروس كورونا الجديد ليس نفس الشيء. وفاة امرأة مسنة في دار المسنين في عمر الـ 81 هو أمر مؤسف، ولكن متوسط العمر المتوقع للأمريكيين يبلغ 80 عامًا." هكذا تحدث رئيس تحرير موقع صحيفة "ديلي واير" المقربة من الحزب الجمهوري بن شابيرو، مستكثرا على المسنين طول العمر، وملمّحا الى امكانية التخلي عن علاج المسنين. وقد أثار هذا التصريح موجة عارمة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.

فهل يعقل أن تعود رعاية المسنين في عصر تطور العلوم والتكنولوجيا إلى منطق "الانتقاء الطبيعي"؟ واذا ربطنا ذلك برغبة الحكومة الامريكية في استئناف العمل في أسرع وقت ممكن، فإن المنطق الذي يعكس هذا التصريح يندى له الجبين.

وعلى أرض الواقع تبدو الأرقام والحقائق أكثر إثارة للقلق. فوفقا لتحليل للبيانات الحكومية قامت به "يو إس إيه توداي"، توفي أكثر من 16000 مسن وموظف في مؤسسات الرعاية طويلة الأجل في الولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من دور التمريض. وأظهرت البيانات الصادرة عن ولاية نيويورك في 4 مايو أن عدد الوفيات المتعلقة بدور التمريض ومؤسسات رعاية المسنين بلغ 4813 حالة على الأقل، بينها 71 حالة وفاة في مؤسسة واحدة.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "أتلانتيك مونثلي" الأمريكية في 29 ابريل مقالاً بعنوان "نحن نقتل المسنين"، أشارت فيه إلى وجود سببين يدفعان المسنين والعجزة في امريكا نحو حافة الموت. الأول هو العيوب الهيكلية لمؤسسات الرعاية طويلة الأجل، مثل نقص الاستثمار، ونقص الموظفين، وانخفاض الأجور. والثاني هو الاستجابة الحكومية تجاه الوباء: حيث يعود تفشي الوباء في الولايات المتحدة دار رعاية للمسنين خارج سياتل، حيث توفي 40 من السكان بسبب الالتهاب الرئوي الجديد. ورغم ذلك لم يعط مسؤولو الصحة الأولوية في الاختبار والرعاية الشاملة لدور المسنين.

وقال ديفيد ديفيد غرابوفسكي، أستاذ سياسة الرعاية الصحية في كلية الطب بجامعة هارفارد: "المسنون في دور الرعاية يحصلون على أقل من نصف الموارد والاهتمام، ويمثلون نصف معدل الوفيات". وأشار إلى أن هذا يعكس و يعزز حقيقة مفجعة في المجتمع الأمريكي، وهي أن حياة المسنين ليست ذات قيمة مثل حياة الاخرين.

جيم رايت هو مدير طبي في احدى دور الرعاية بولاية فيرجينيا، وكلماته كانت أكثر وضوحًا: "إننا نقتل المسنين حقًا بسبب نقص التمويل". مضيفا، إذا كنت تبحث عن مكان يقتل فيه الفيروس العديد من الأشخاص، ستكون دور رعاية المسنين أفضل عينة.

يؤكد "إعلان الاستقلال" الأمريكي، على أن "جميع الناس يولدون على قدم المساواة". ولكن أمام الوباء، هل يتمتع الأمريكيون بحقوق وحريات "قديمة ومتساوية"؟

حينما لا تستطيع أغنى دولة في العالم انقاذ المسنين، بدعوى "نقص التمويل"، وتحاول وسائل اعلام مقربة من الحزب الجمهوري اختبار ردّة فعل المجتمع حول مسألى "التخلي عن علاج المسنين"، أ ليس هذا هو المنطق الحقيقي لـ"حقوق الإنسان" التي تنادي بها الرأسمالية الأمريكية؟ أ ليس حق جني المال مقدّما على الحق في الحياة هنا؟ ولماذا اختفت رومانسية "حقوق الانسان" الامريكية، أمام واقعية الحق في الحياة.

بأوسكار افضل فيلم في الدورة الثمانين من الجائزة."فاز فيلم "لابلد للعجائز" في عام 2008، وبعد 12 عاما يواجه المسنون الامريكيون هذا المصير في الواقع..

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×