人民网 2020:05:09.15:32:09
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق:كيف تحولت "حقوق الانسان" في أمريكا الى خطاب اجوف؟

2020:05:09.15:25    حجم الخط    اطبع

يقول المؤرخ الفرنسي المشهور الكسيس دو توكفيل في كتابه ذائع الصيت "الديمقراطية في أمريكا": "الولايات المتحدة خبيرة في ابادة الانسان بأسلوب حضاري ". قال دو توكفيل ذلك بعد نصف قرن من تأسيس أمريكا. لكن حتى بعد ما يقرب من مائتي عام من هذا التاريخ، لا تزال وجهة نظر دو توكفيل حول أمريكا صائبة.

لقد بدت مشارح نيويورك مزدحمة، ونفذت أكياس وضع الجثث، ولم يبق سوى الشراشف لنقل الجثث، كما تم السماح لمحرقة الجثث بالعمل 24 ساعة. وقامت نيويورك بنقل الجثث المصابة بفيروس كورونا الجديد إلى جزر مهجورة؛ ونظرا لارتفاع نفقات العلاج وعدم وجود تأمين، أصبحت الأعباء أثقل من أن يتحملها المرضى.

خلال 8 أسابيع فقط، تجاوز عدد القتلى من الوباء في امريكا إجمالي عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في ساحات الحرب في فيتنام. وعلى مدار الساعة يلتهم الوباء أرواحا جديدة، ويترك الأسر مكسورة. حيث تحولت الأزمة الإنسانية التي سبّبها تراخي الحكومة الامريكية في مجابهة الوباء إلى مأساة حقيقية.

ولكن في هذا الوقت، ما الذي ينشغل به السياسيون الأمريكيون؟ لقد ذهب الرئيس ترامب، الذي كان "غير سعيد بالنوم ليلاً" ، إلى كامب ديفيد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع؛ أما وزير الخارجية بومبيو فصاح بصوت عالٍ، مؤكدا على أن لديه "الكثير من الأدلة" التي تثبت بأن فيروس كورونا الجديد قد نشأ في مختبر بووهان، لكنه لم يقدّم أيا منها. كما انشغل مدير لجنة التجارة بالبيت الأبيض نافارو وسيناتور ولاية فلوريدا روبيو باتهام الصين دون أي حجة أو دليل.

خلال 100 يوم فقط، ارتفعت حالات الاصابة المؤكدة في أمريكا من شخص واحد إلى مليون شخص . وخلال هذه الأيام المائة، كان السياسيون الأمريكيون بطيئين في إصدار أوامر الحجر الصحي، معتبرين فيروس كورونا الجديد أقل خطورة من الإنفلونزا، وتم تأجيل الفحوصات الموسعة مرة تلو المرة... يعرف ترامب خطورة الوباء ولكنه ظل يقلل من شأنه، حتى أنه قال "اذا لم يتجاوز عدد القتلى مائة ألف، سنكون قد عملنا عملا جيدا ". بينما ظل بومبيو وروبيو وآخرون، يرددون شعار حقوق الإنسان، يتهمون الصين تارة، يوقفون الدعم عن منظمة الصحة العالمية تارة أخرى، ويفرضون العقوبات على كوبا وايران وغيرها من الدول. ولم يكتفوا بالتراخي تجاه الازمة الانسانية في بلدهم، بل حاولوا كذلك اختلاق ازمة انسانية في دول أخرى.

وأمام الوضع الوبائي الذي تعيشه أمريكا، أصبحت كلمات دو توكفيل شبه ترف، لأن الساسة الامريكيين بدوا كسالى حتى في اظهار "احترام حقوق الانسان" وضحايا الوباء يتساقطون تباعا.

لكن هذا ليس جديدا. فإذا نظرنا إلى الوراء، منذ ان استوطن الامريكيون تلك الارض، فليس من الصعب أن نجد العديد من الأمثلة المشابهة. فقد أباد البيض سكان الاصليين من الهنود الحمر. وكذلك تاريخ اضطهاد السود، الذي تحفل به المتاحف الامريكية. والجثث التي لقيت حتفها تحت سكك حديد المحيط الهادي. وحركة "الروح السوداء روح أيضا"، التي احتجت على عنف رجال الشرطة البيض ضد السود، وغيرها من الأمثلة.

يوضح التناص بين التاريخ والواقع بعمق المعنى الحقيقي لـ "مفهوم حقوق الإنسان" الأمريكي - والذي ينهب حقوق الاخرين، من أجل إرضاء الجشع الذاتي.

وأصحاب الوعي والضمير في العالم يعلمون جيدا أن السياسيين الأمريكيين غير مؤهلين للدفاع عن حقوق الانسان. فقد صنعوا الاكاذيب المعقدة وألقوا التهم واللوم جزافا على الاخرين، سعيا وراء رأس المال السياسي. لكن من الصعب أن يجيبوا على التساؤل الانساني: ألا تؤلمكم ضمائركم حينما يموت الالاف من الاشخاص؟

هذا إذا كان لديهم ضمائر!

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×