بغداد 16 يوليو 2020 (شينخوا) دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى عدم التهاون مع تنظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف بـ (داعش) خلال زيارة رسمية لبغداد اليوم (الخميس) أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين في العراق.
ووصل لودريان إلى بغداد اليوم والتقى مع كل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ونظيره فؤاد حسين.
وذكر بيان رئاسي عراقي، أن الرئيس صالح بحث خلال استقباله لودريان والوفد المرافق، سبل تطوير علاقات التعاون بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وثمن صالح مساهمة فرنسا في جهود التحالف الدولي بالحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مشددا على وجوب استمرار التعاون والتنسيق والعمل المشترك دوليا وإقليميا لاستئصال بؤر الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه.
وأوضح البيان أن الجانبين أكدا على تفعيل التعاون الاستراتيجي بين البلدين ومساهمة الشركات الفرنسية في إعادة إعمار المدن المحررة، فضلا عن التكاتف والتآزر لمواجهة أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتداعياتها على الحياة العامة.
وأفاد البيان أن الجانبين استعرضا آخر المستجدات الإقليمية والدولية، مع التأكيد على الحوار البناء لمعالجة الأزمات والتوترات في المنطقة.
وأكد البيان أن لودريان جدد دعم بلاده لجهود العراق في حماية سيادته وتأمين استقراره، وتحقيق تطلعات شعبه في الرخاء والازدهار.
كما التقى لودريان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبحث معه العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي.
ونقل البيان عن الكاظمي قوله "إن للدور الفرنسي أهمية عالية في دعم العراق من خلال التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب، وبقايا تنظيم داعش، وإن العراق مستعد اليوم للتعاون الدولي مع كل دول العالم الداعمة للسلام والاستقرار، ومنها فرنسا".
وأشار البيان إلى أن الكاظمي حمل لودريان دعوة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة العراق.
من جانبه، قال لودريان إن "فرنسا، كجزء من التحالف الدولي للقضاء على داعش، مستعدة لدعم العراق ليأخذ دوره الاقليمي المستحق وأنها متفائلة بخطوات الحكومة الحالية برئاسة الكاظمي، وماضية بدعم الجهود العراقية في إعادة إعمار المناطق المحررة، وبالأخص الموصل، وتقديم يد العون فيما يخص الجهود التي تصب نحو تقوية المصالحة المجتمعية".
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، قال لودريان إن "زيارتنا إلى بغداد تهدف لدعم الحكومة في مواجهة التحديات التي تواجهها، ودعم القوات الأمنية العراقية في حربها ضد داعش ولن نتهاون أمام عدونا المشترك".
وأضاف لودريان أن "هنالك إشارات مقلقة لعودة تنظيم داعش في العراق ويجب أن لا نتهاون معه".
وأعرب لودريان عن مساندة بلاده للعمليات التي يقوم بها الجيش العراقي على أراضيه ضد التنظيم المتطرف وحماية السيادة العراقية وحماية النظام الديمقراطي العراقي.
وتابع أن "تحقيق سيادة العراق أمر لا يمكن التفريط به"، معربا عن تطلع بلاده بلاده إلى استعادة العراق لدوره الريادي في خلق التوازن للشرق الأوسط.
من جانبه، وصف حسين زيارة لودريان بأنها تأتي في ظرف مهم وتحديات عدة ولدعم العراق وتقوية العلاقات الفرنسية العراقية.
واوضح أنه بحث أيضا مع نظيره الفرنسي وضع سجناء التنظيم المتطرف الموجودين في العراق وكيفية التعامل معهم في الوقت الحالي والمستقبلي.
ويوجد في العراق مئات الأجانب المنتمين لتنظيم داعش بينهم العديد من الذين يحملون الجنسية الفرنسية.
على صعيد متصل قال بيان عراقي فرنسي مشترك نشرته وزارة الخارجية العراقية، إن فرنسا "أعربت عن دعمها للعراق في مساعيه للقيام بدور متوازن في منطقة الشرق الأوسط وشددت على قدرته على المساهمة الكاملة في تحقيق الاستقرار الإقليمي".
وترتبط بغداد بعلاقات جيدة مع باريس، وزار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون العراق في شهر ديسمبر عام 2017.
وفي منتصف أكتوبر الماضي، زار لودريان بغداد وأجرى مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفرنسا عضو في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، والذي شكلته الولايات المتحدة في أغسطس عام 2014، لتقديم الدعم والاسناد الجوي والاستخباري للقوات العراقية في حربها ضد التنظيم المتطرف.
![]() |