نظام بيدو للملاحة الصيني يعزز الريادة الصينية في مجال التقنيات الفضائية والاقتصاد الرقمي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:07:24.13:43

منذ فترة قصيرة، تم إطلاق الصاروخ الحامل لونغ مارش-3بي من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية، وبذلك تم بنجاح إرسال آخر قمر صناعي عالمي لشبكات بيدو-3 الفضائية. والي ذلك اليوم، أكمل تشكيل هذه الشبكة بنشر مجموعة لنظام الملاحة الفضائية العالمية قبل نصف عام من الموعد المحدد له أصلا.

على مر العصور، كانت مجموعة نجوم الدب الأكبر "بيدو بالغة الصينية" رمزا للصينيين لتمييز الاتجاهات وفهم المواسم والفصول. في الوقت الحاضر، تتلألأ أقمار بيدو في السماء وتشكل نظاما عالميا للملاحة من خلال الشبكات المترابطة لهذه الأقمار الصناعية، مما يوفر خدمات ملاحة فضائية من الدرجة الأولى للبشرية. لقد تطور نظام بيدو للملاحة من الصفر وصار قويا بعد أن كان ضعيفا، مما يدل على ذكاء الصين وحكمتها وسرعتها ودقتها، وهذا الشيء لا يظهر مدى مساهمة الصين في تطوير الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية في العالم فحسب، وإنما يظهر أيضا أنه طالما التزمت الصين بالابتكار، فبإمكانها إتقان التكنولوجيا الأساسية بمفردها وبشكل مستقل.

ومثلما قال لي تشو هونغ القائد العام للقمر الصناعي بيدو-1، "لقد قام الصينيون بتطوير بيدو بأنفسهم، بعد أن مَنعَنا العمالقة من الحصول على التقنيات الفنية الحديثة ولم يسمحوا لنا بالوقوف على أرجلنا، فإن الطريقة الوحيدة التي كانت أمامنا هي أن نصبح عملاقا مثلهم". واليوم وصل معدل توطين أقمار ملاحة بيدو والمكونات الرئيسية إلى مائة بالمائة. كما أن نظام الملاحة في بيدو لا يعمل على تحديد المواقع بشكل أفضل وبيانات أكثر دقة فحسب، بل يوفر أيضا قدرا كبيرا من الثقة الاستراتيجية والشعور بالأمان.

غالبا ما تتميز التقنيات الأساسية بخصائص عامة ويمكن دمجها بعمق في الحياة الاجتماعية وتغلغلها في جميع جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية. نظام الملاحة بيدو هو بالضبط كذلك. منذ وقت قريب، لعب نظام الملاحة بيدو دورا مهما في قياس قمة جوبولانغما. كما أنه نفس النظام الذي يوفر تحديد المواقع بدقة عالية ورسم خرائط دقيقة أثناء بناء مستشفى هوشنشان في مدينة ووهان، والذي أيضا يدعم الطائرات بدون طيار لتحقيق عمليات الرش الدقيق بالإضافة إلى عمليات الوقاية الأخرى. في الحقيقة، مكّن نظام بيدو في السنوات الأخيرة، من تحقيق المراقبة في الوقت الفعلي والإنذار المبكر في المناطق المُعرضة للكوارث الجيولوجية والمساعدة على تحسين الإنتاج الزراعي بشكل كبير وحماية سلامة النقل لأكثر من 70 ألف قارب صيد وأكثر من 6.5 مليون مركبة. وبالتالي فإن هذا النظام ساهم في تسهيل جميع مناحي الحياة، كما أحدث فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة. ووفقا للبيانات، فإن أكثر من 70٪ من الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت في الصين تقدم الآن خدمات نظام ملاحة بيدو. ونحن واثقون على أنه مع دخول نظام الملاحة هذا على نطاق أوسع في مجالات الاستهلاك الشامل وتقاسم الاقتصاد والحياة اليومية، فإنه سيغيّر من نمط حياة الناس ويساعد على حياة أفضل للجميع.

من المنظور الحالي وعلى المدى البعيد، أدى تأثير كوفيد-19 إلى تسريع وتيرة الاقتصاد الرقمي، كما يتطلب تطوير هذا النوع من الاقتصاد أيضا إلى أنظمة ملاحية أكثر دقة. وتماما مثل الماء والكهرباء اللذان يعتبران ضروريين لتشغيل المدن، تعتبر القواعد الزمنية والمكانية حاسمة للاقتصاد الرقمي. لا يمكن فصل العديد من منشآت البنية التحتية الجديدة عن نظام بيدو للملاحة. وكما قال تشن تشونغ قوي، كبير المصممين للقمر الصناعي بيدو-3، "إن نظام بيدو للملاحة هو البنية الأساسية للبنية التحتية الجديدة وهو أساس الدعامات". في الوقت نفسه في التطبيقات الناشئة مثل الإنترنت الصناعي وإنترنت الأشياء وإنترنت المركبات، يساعد هذا النظام على تسريع تطوير التطبيقات المبتكرة مثل القيادة الأوتوماتيكية ومواقف السيارات التلقائية والخدمات اللوجستية التلقائية. كما أننا واثقون بأنه في المستقبل مع إثراء وتحسين الأنظمة الصناعية "بيدو +" و "+ بيدو"، ستستمر أيضا البنية التحتية الجديدة مثل شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات في التسارع وبالتالي فتح مساحة تطوير ضخمة للاقتصاد الرقمي والمجتمع الذكي.

واليوم تستخدم أكثر من نصف دول العالم نظام بيدو للملاحة على نطاق عالمي. كما ستقدم الأقمار الصناعية لبيدو مساهمات أكبر لجعل المستقبل أكثر ذكاء وإشراقا وجعله أفضل.