في 23 يوليو بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة، ألقى وزير الخارجية الأمريكي بومبيو خطابًا في مكتبة نيكسون الرئاسية، استخدم فيه كذبه، كما جرت عليه العادة، وتعمد تقديما ما يسمى بـ "التهديد الصيني"، وهو ما من شأنه تشويه وتدمير العلاقات الصينية الأمريكية. هذه جولة أخرى من الهجمات الخطيرة التي يقوم بها بعض السياسيين الأمريكيين ضد الصين منذ شهر. تجاهلت ملاحظات بومبيو الحقائق، وزيفت الواقع، وكانت مليئة بالتحيز الإيديولوجي وتفكير الحرب الباردة.
لا يمكن للكذب أن يفضي إلى الحقيقة، كما أنه لا يمكن اختلاق أو تشويه التاريخ. أشار بيان شنغهاي الصادر عن الجانبين خلال زيارة الرئيس نيكسون للصين في عام 1972 بوضوح إلى أن الأنظمة الاجتماعية والسياسات الخارجية للصين والولايات المتحدة تختلف اختلافًا جوهريًا، وأنه يجب على الجانبين التعامل مع بعضهما البعض بناءً على مبادئ احترام سيادة ووحدة أراضي كل دولة، والمساواة والمنفعة المتبادلة. لأكثر من 40 عاما، وبفضل الجهود المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، حققت العلاقات الصينية الأمريكية تطورا تاريخيا، مما عزز رفاهية الشعبين الصيني والأمريكي وشعوب العالم. ومع ذلك، رفض بومبيو احترام التاريخ، ناهيك عن مواجهة الواقع. فقد قام بتغيير كل المفاهيم، مدعيا أن الولايات المتحدة تطور العلاقات مع الصين لأجل ما يسمى "تغيير الصين"، وادعى كذبا أن الصين "تقوم بسلب الولايات المتحدة". في نظر العالم، بومبيو هو "أسوأ وزير خارجية في التاريخ" للولايات المتحدة، وهو "الذي ليس لديه إنجازات في مجال الدبلوماسية"، وهو إنسان عديم الضمير.
إن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي أهم ميزة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهي اختيار التاريخ والشعب. لطالما كان الحزب الشيوعي الصيني يمثل مصالح الشعب الصيني ويحميها بحزم، ويحظى بالدعم القوي والراسخ من 1.4 مليار صيني. لا يحق لأي دولة أو أي شخص أو أي قوة أن تنكر المسار الذي اختاره الشعب الصيني، والذي ثبت أنه المسار الصحيح من خلال الممارسات العملية، ولا يمكن لأي كان منع الصين من مواصلة التقدم على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وفيما يتعلق بمؤامرة بعض السياسيين الأمريكيين، أشار ريتشارد هاس، رئيس المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية، إلى أن "قيام الدبلوماسيين الأمريكيين بذلك يعني المواجهة، ويجعل الدبلوماسية أمرا مستحيلا، إلا إذا كان الهدف من هذه الممارسات هو ضمان الفشل الدبلوماسي".
كلما قام بعض السياسيين الأمريكيين بمهاجمة الصين وتشويه سمعتها بالوحشية، كلما انفضح خبثهم واتضح لنا مكرهم. عندما تجاوز عدد الحالات المؤكدة للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 4 ملايين شخص، قاموا بالتنصل من المسؤولية بشكل يائس، وبذلوا قصارى جهدهم لعرقلة التعاون الدولي من خلال افتعال صراعات مع النظام الدولي. وطالبوا بشدة بأنه "إذا لم يغير العالم الحر الصين، فإن الصين ستغير العالم"، لكن المجتمع الدولي يعي بوضوح أن الصين ملتزمة ببناء نوع جديد من العلاقات الدولية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. لقد كانت الصين دائمًا بانيًا للسلام العالمي ولاعبًا عالميًا في التنمية، ومحافظا على النظام الدولي. إذا كان علينا أن نقول أي شيء تأمل الصين في تغييره، فهو أن الصين لن تستسلم لأي عمل أحادي يسعى للهيمنة، ولن تتبع المسار القديم للدول القوية، بل ستدعم روح الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون المتكافئ، والإسهام في إنشاء طريقة جديدة للتبادل والتعاون بين الدول، ألا وهي الحوار دون مواجهة، والشراكة دون تحالف.
لقد حان الوقت لإعادة النظر في تحذير وزير الخارجية الأمريكي السابق، د. كيسنجر - أنه إذا اعتقد أي شخص حقًا أنه يمكن احتواء الصين، فهذا بمثابة "تعريض مصير البلاد للخطر" وهو بمثابة الحلم الذي لن يتم تحقيقه. بومبيو وأمثاله يحاولون جمع رواسب الحرب الباردة من مكب نفايات التاريخ، واتباع سياسة التهديد والافتراء. إن محاولة بومبيو الباطلة لتجميع ما يسمى بالتحالف "المناهض للصين" لا تتوافق مع اتجاه عصر السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وتتعارض مع رغبات معظم دول العالم. وإن هذه المحاولات الخطيرة والخسيسة سيكون مصيرها حتما الفشل.