تقرير اخباري: حساب الـ GEP يساعد على تحسين الحضارة الإيكولوجية (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:07:30.11:06

30 يوليو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ منذ فترة قصيرة حقق مركز أبحاث البيئة الإيكولوجية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم تقدما جديدا في حساب الناتج الإجمالي للنظام البيئي (GEP). حيث وضع فريق البحث طريقة حسابية للقيمة الإجمالية لإنتاج النظام الإيكولوجي وأجرى بحثا تجريبيا على مقاطعة تشينغهاي كنموذج، مقدما بذلك طريقة علمية لوصف مساهمة الطبيعة للبشر بشكل كمي.

تظهر نتيجة البحث هذه أن عملية حساب الـ GEP يمكن أن تكشف كمية العلاقة الإيكولوجية بين منتجات النظام البيئي ومقدمي الخدمات والمستفيدين، كما يمكن أن توفر أساسا علميا لتقييم فعالية الحماية الإيكولوجية وصياغة سياسات التعويض الإيكولوجي وبالتالي دمج الفوائد الإيكولوجية في تقييم النظام الاقتصادي والاجتماعي.

كيف يتم تقييم قيمة البيئة الإيكولوجية وكيف يتم قياس تأثير وأداء أعمال حمياتها إذن؟ يهدف نظام حساب الـ GEP الذي يقترحه ويدافع عنه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومركز أبحاث البيئة الإيكولوجية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إلى إنشاء مجموعة من الأساليب الإحصائية التي تتوافق مع الناتج المحلي الإجمالي الذي يمكن أن يقيس جودة البيئة الإيكولوجية. من خلال حساب قيمة الإنتاج الإجمالية للغابات والصحارى والأراضي الرطبة والنظم الإيكولوجية الأخرى وكذلك الأراضي الزراعية والمراعي والنظم الإيكولوجية الاصطناعية يمكن تقييم وعرض حالة النظم الإيكولوجية.

ما هو الـ GEP؟ يُعرّفه الباحثون على أنه: مجموع قيمة المنتجات والخدمات النهائية التي يوفرها النظام البيئي لرفاهية الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. بالنسبة لقياس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يوجد لدى المجتمع الدولي بالفعل سلسلة من نُظم التقييم الناضجة نسبيا.

على سبيل المثال، يتم استخدام الناتج المحلي الإجمالي لقياس القيمة الإجمالية للمنتجات والخدمات النهائية التي تنتجها وتقدمها دولة أو منطقة في فترة زمنية معينة. مثال آخر هو مؤشر التنمية البشرية (HDI) الذي يقيّم متوسط العمر المتوقع ومستوى التعليم ومستويات معيشة السكان. ومع ذلك لا يزال هناك نقص في المؤشرات الحسابية لتقييم الدعم والرفاهية التي توفرها النظم البيئية الطبيعية لبقاء الإنسان وتنميته. وبالتالي فإن اقتراح الـ GEP هو محاولة لسد الفجوة في هذا الصدد.

اعتبارا من 30 ديسمبر 2018، تم تنفيذ أول معيار محلي لحساب الـ GEP في مدينة شنتشن في الصين، وقد كسرت هذه الخطوة الجمود لدى الأشخاص الذين يستخدمون الناتج المحلي الإجمالي باعتباره المعيار الوحيد للتنمية. وقد بدأت العديد من الأماكن في جني ثمار أساليب التنمية الخضراء والجودة الاقتصادية الممتازة.

في السنوات الأخيرة، ركزت الصين على بناء الحضارة الإيكولوجية وجعلها في مرتبة مرموقة. فبدءًا من التشجيع القوي لمكافحة التلوث إلى الإشراف على حماية البيئة، من تجربة نظام تعويض الضرر البيئي إلى دمج حماية البيئة الإيكولوجية في نظام تقييم الأداء، عملت الصين على تعزيز التحسين المستمر لجودة البيئة الإيكولوجية. ولا يمكن استخدام إنشاء المؤشرات الكلية المقابلة كنقطة انطلاق مهمة لتحديد بناء الحضارة البيئية فحسب، بل أيضا كمؤشر كمّي لتقييم الكوادر القيادية. وفي نفس الوقت يمكن أن يوفر أساسا كميّا لتعويض الفوائد البيئية وحماية الطبيعة واستعادة عافيتها. وبالتالي من وجهة النظر هذه، فإن إجراء حساب الـ GEP ليس مهما فحسب، ولكنه بعيد المدى أيضا.

يعكس ابتكار معيار التقييم هذا، قدرة الصين على إدارة البيئة الإيكولوجية ومستوى الحداثة لنظام الحكم فيها كما يساعد على استكشافات قيّمة للحوكمة البيئية العالمية. لذلك نحن نعتقد أنه مع نضج نظام حساب الـ GEP وتطبيقه بشكل واسع في تقييم البيئة الإيكولوجية وصياغة السياسات سيتم إنشاء المزيد من الحوافز الإيجابية لمساعدة المخططات الصينية الجميلة على أن تصبح حقيقة.