استقالة الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب

/مصدر: شينخوا/  2020:08:11.10:00

بيروت 10 أغسطس 2020 (شينخوا) أعلن رئيس الوزراء اللبناني مساء اليوم (الإثنين) عن استقالة حكومته لـ"فتح الباب أمام الإنقاذ الوطني" وداعيا إلى "فتح تحقيق سريع يحدد المسؤوليات" في انفجار مرفأ بيروت يوم (الثلاثاء) الماضي.

وقال في كلمة مباشرة وجهها عبر الشاشة إلى مواطنيه من مقر رئاسة الوزراء إنه يتراجع خطوة إلى الوراء للوقوف مع الناس.

وأشار إلى أن "منظومة الفساد أكبر من الدولة ونحن لا نستطيع التخلص منها، واحد نماذج الفساد انفجار بيروت" ، مؤكدا أن نماذج الفساد منتشرة في جغرافيا البلد السياسية والإدارية.

وقال إن الكارثة التي ضربت لبنان هي نتيجة فساد مزمن في السياسة والإدارة والدولة، مؤكدا أن منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة وهي أكبر من الدولة والدولة مكبلة بها ولا تستطيع مواجهتها.

وكان انفجار ضخم قد وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري إثر حريق اندلع في مخزن يضم 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" الشديدة الانفجار المخزنة من دون وقاية مما دمر المرفأ كليا وأوقع 158 ضحية و6 آلاف جريح، إضافة إلى وقوع أضرار هائلة في المدينة قدرت بنحو 15 مليار دولار ما دفع الحكومة الى اعلان بيروت "مدينة منكوبة".

وقد أثار الانفجار احتجاجات شعبية واسعة حملوا فيها الطبقة السياسية مسؤولية الإهمال والتقصير في الشؤون العامة.

وأشار دياب إلى أنه "لا نزال نعيش هول المأساة التي ضربت لبنان وأصابت اللبنانيين في الصميم والتي حصلت نتيجة فساد مزمن في الإدارة".

وقال "وصلنا اليوم إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد وهمنا الأول التعامل مع التداعيات وتحقيق سريع يحدد المسؤوليات واليوم نحتكم إلى الناس ومحاسبة المسؤولين عن الكارثة المختبئة منذ 7 سنوات".

وأكد أن "لا مصالح شخصية لدينا وهمنا انقاذ البلاد وتحملنا الكثير من الإهانات ورفضنا استدراجنا إلى سجالات عقيمة لأننا أردنا العمل".

واعتبر أنه " كان يفترض من كل القوى الكبرى أن تتعاون من أجل تجاوز هذه المحنة والصمت حدادا على أرواح الشهداء"، مضيفا أن "البعض يعيش في زمن آخر والبعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط الشعبوية الانتخابية".

وشدد على أن "كل ما يهمنا انقاذ البلد، وتحملنا الكثير من الأمور وكنا نريد العمل ولم تتوقف الأبواق .. واستعملوا كل أسلحتهم وزوروا الحقائق وكذبوا على الناس وكانوا يعرفون أننا نشكل تهديداً لهم".

ولفت إلى أن "هناك من يزور الحقائق ويعيش على الفتن ويتاجر بدماء الناس".

وحول مطلب اللبنانيين بالتغيير، قال "بيننا وبين التغيير جدار سميك جدا تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب الوسخة من أجل الحفاظ والتحكم بالدولة".

وأضاف "قاتلنا بشراسة وشرف ولكن هذه المعركة لا يوجد فيها تكافؤ واستعملوا كل الأسلحة وكذبوا على الناس وشوهوا الحقائق وكانوا يعلمون أن الحكومة تشكل تهديدا لهم".

وتابع "حاولوا من دون حياء بعد أسابيع من تشكيل الحكومة رمي موبقاتهم عليها وتحميلها مسؤولية السياسات المالية التي أهدرت موارد الدولة وأوقعت البلاد تحت دين هائل فيما أن هذه الحكومة بذلت جهدا لوضع خريطة طريق للإنقاذ".

وكانت حكومة دياب قد تشكلت في 21 يناير الماضي ونالت ثقة البرلمان في 11 فبراير الماضي وضمت 20 وزيرا بينهم نساء .

وقد تشكلت حكومة دياب بعد استقالة حكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ السابع عشر من ذلك الشهر على خلفية أزمة اقتصادية ومالية كبرى غير مسبوقة في تاريخ البلاد.