تقرير: صحراء أوردوس في منغوليا الداخلية تصبح غابة خضراء مجددا

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:08:13.16:45

اقرا أيضا: تقرير: صحراء مووس في شنشي بشمال غربي الصين تتحول إلى واحة خضراء

13 أغسطس 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ كانت صحراء أوردوس (تعرف أيضا بصحراء مووس) واحدة من أكبر أربع صحاري في الصين، تمتد على مقاطعات شنشي ومنغوليا الداخلية ونينغشيا بشمال غربي الصين. وإن مكافحة منغوليا الداخلية للتصحر في صحراء أوردوس لم تتوقف أبدا، حيث حارب السكان المحلي على هذه الأرض القاحلة التصحر لمدة 60 عاما، واليوم، تمت السيطرة بشكل فعال على 70 بالمائة من الأراضي الصحراوية لهذه المنطقة في أوردوس.

تقع بلدة وو شن تشاو في المناطق النائية من صحراء أوردوس، وتبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 1600 كيلومتر مربع، منها 54 % من الكثبان الرملية المتحركة، أما المراعي التي يمكن استغلالها فتمثل الثلث فقط. ووفقا لخصائص حركة الكثبان الرملية، قام المزارعون المحليون والرعاة بزراعة الصفصاف الصحراوي مع نباتات أطول على جانب واحد من الكثبان الرملية لإعاقة تقدّمها. على الجانب المواجه للريح من الكثبان الرملية، تقوم الجذور الخصبة لنبتة الأرطماسيا الصحراوية بإغلاق الطريق أمام تقدم الكثبان الرملية. في نفس الوقت، وفي غضون 3 إلى 4 سنوات، يتم زرع هذه النباتات تدريجيا فوق الكثبان الرملية.

بعد عدة سنوات من العمل الشاق، أصبح لدى بلدة وو شن تشاو المزيد من النباتات الخضراء، كما تعززت أيضا ثقة الناس في قدرتهم على مكافحة الصحراء. قال رائد التشجير باو ري ليداي، البالغ من العمر 83 عاما: "عند رؤية الشتلات التي تكبر، بدأ الجميع في الاعتقاد بأنه يمكن مكافحة التصحر ويمكن إدارة الصحراء ويمكن تحسين بيئتنا المعيشية بسواعدنا".

في سنة 1979، بدأت الصين في تنفيذ مشروع إيكولوجي للغابات الاصطناعية على نطاق واسع مدته 70 عاما في شمال الصين. بدعم من الصناديق الخاصة للبناء الإيكولوجي وإدخال تكنولوجيا متقدمة لمكافحة التصحر، تم إجراء تشجير واسع النطاق من خلال رمي البذور من الجو وزراعة الأعشاب في صحراء أوردوس. بعد أكثر من 40 عاما من العمل الشاق، نمى الغطاء النباتي للغابات من 27% في الأيام الأولى إلى أكثر من 95% اليوم.

إن الغرض من مكافحة التصحر ومنع تقدم الرمال هو تمكين المزارعين والرعاة الذين ابتلُوا بهذه الرمال لعدة أجيال من حياة كريمة. من عام 2001 إلى عام 2010 وبدعم قوي لتنمية المناطق الغربية ومشاريع هندسة الغابات الوطنية الرئيسية، نفذت صحراء أوردوس بشكل صارم سياسات حظر الرعي وعدم الرعي والتناوب على الرعي وشرعت في انتهاج مسلك الحوكمة الموحدة. 

مصحوبة بحقيقة اختفاء بحر الرمال من صحراء أوردوس بشكل أساسي، أصبحت الأراضي القاحلة في الماضي أراضي للأمل. قال أولاندا، أحد الرعاة في قرية تشاهان في بلدة وو شن تشاو: "في الماضي، كانت المراعي التي تزرع فيها الأسر النباتات أكثر من 100 مو، أما الآن فقد أصبحت أكثر من 6 ألاف مو من المراعي مزروعة بشكل أساسي بأشجار الصفصاف الصحروي وأشجار أخرى"، مضيفا: "أنا المستفيد المباشر من تحسين البيئة الايكولوجية هذه. "

مع أكثر من 3 ملايين يوان دعم من قبل وحدات المساعدة القروية والشركات المحلية، أصبحت قرية أولان شي باتي تمتلك مصنعها الخاص لمعالجة حبيبات أشجار الصفصاف الصحراوية. كما تُفضل العديد من الشركات الكيميائية في ينتشوان وأوردوس وهوهوت هذه الحبيبات في صناعة الكيماويات وذلك لانبعاثاتها الكربونية المنخفضة وحمايتها للبيئة وخصائصها الخالية من الدخان.

"أكثر من ثلاثة آلاف طن من حبيبات أشجار الصفصاف التي تم إنتاجها هذا العام ستدرّ على الأرجح أكثر من 600 ألف يوان"، هكذا قال قونغ شوان مينغ وهو ينظر فرحا إلى هذه الحبيبات الذهبية أمامه. كما أضاف: "يمكن لكل مزارع في القرية الاستفادة من فوائد المحصول على إعانة قدرها 30 يوانا لكل مو. " الفوائد الاقتصادية لزراعة بذور الصفصاف الصحروي سمحت للقرويين بالحصول على عائدات كبيرة.

عندما تتحسن البيئة الإيكولوجية، يمكن للجميع الاستفادة من هذه الطبيعة الخضراء. نمت حبوب القمح والذرة والبطيخ والخوخ والمشمش والكمثرى على الأرض الرملية التي لم تكن تنبت شيئا من قبل. كما عادت العديد من الطيور والحيوانات التي هجّرتها الرياح والرمال من قبل واستوطنت في الغابة من جديد.

لقد تم تشجير صحراء أوردوس لمدة 60 عاما، وتحولت من صحراء قاحلة إلى غابة كبيرة. بعد عقود من العمل الشاق، بات من الصعب رؤية مائة مو من الأراضي الصحراوية مجددا هنا. وقد جاء في سجلّ كتاب "التغيرات الايكولوجية – تشجير ألف ميل من السور الأخضر العظيم": يعتقد مدير المنظمة العالمية لمكافحة التصحر بأن إدارة الأراضي الصحراوية في أوردوس ومكافحة تقدم الرمال فيها جعلت العالم كله يشيد بالصين".