واشنطن 9 سبتمبر 2020 (شينخوا) دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء عن تصريحاته في مقابلة سابقة قال فيها إنه أراد التقليل من تهديد فيروس كورونا الجديد لعامة الأمريكيين، متحججا بأنه قائد مشجع للبلاد ولا يريد خلق حالة من الذعر.
ووفقا لما ورد في كتاب جديد للمؤلف والصحفي الأمريكي البارز، بوب وودوارد، بعنوان "الغضب"، كان ترامب قد قال لوودوارد، وهو مؤلف ومحرر مشارك في صحيفة ((واشنطن بوست))، في مقابلة في 19 مارس الماضي، "أردت دائما التقليل من شأنه (الفيروس)، وما زلت أحب التقليل من شأنه، لأنني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر".
وفي مواجهة الانتقادات بعد ما تم الكشف عن هذه المعلومات في الكتاب، المقرر نشره هذا الشهر، أصر ترامب على أنه كان محقا في إبقاء مخاوفه بشأن الوباء، سرّا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "لا نريد إثارة الذعر، ولا نريد أن نقفز للأعلى والأسفل ونبدأ بالصراخ بأن لدينا مشكلة، وهي مشكلة هائلة، ونخيف الجميع"، مضيفا "كان علينا إظهار الهدوء".
وقال ترامب "الحقيقة هي أنني المشجع لهذا البلد، وأنا أحب بلادنا"، و"لا أريد أن يخاف الناس، لا أريد أن أخلق الذعر، كما تقول. بالتأكيد، لن أقود هذا البلد أو العالم إلى جنون".
وقال ترامب إنه قلل من أهمية تهديد الفيروس لأنه لا يريد أن ترتفع الأسعار إلى مستوى لا يمكن تحمله تقريبا.
ونفى الرئيس ما تردد من تقارير حول تصريحاته ووصفها بأنها "ضربة سياسية أخرى".
ووفقا لما تم الكشف عنه، فقد أخبر ترامب وودوارد في مقابلة في 7 فبراير، عندما أبلغت الولايات المتحدة عن حالات قليلة فقط بكوفيد-19، أن الفيروس أكثر خطورة من الأنفلونزا.
وقال ترامب "إنه مهلك".
وأوضح الرئيس أن الفيروس ينتقل عبر الهواء وأكثر فتكا "حتى من أشد أنواع الأنفلونزا".
وأضاف ترامب "أنه ينتقل عبر الهواء، يا بوب، وهذا دائما أشد من اللمس. الهواء، بمجرد أن تتنفس الهواء، وهي الطريقة التي ينتقل بها".
ولكنه في التصريحات العلنية، وخلال نفس الفترة، قال ترامب إن هناك عددا أكبر من وفيات الإنفلونزا في ذلك الوقت في الولايات المتحدة، مدعيا أن الفيروس سيختفي كـ"معجزة".
في 26 فبراير، قال إن حالات كوفيد-19 في البلاد ستنخفض إلى "ما يقرب من الصفر". وفي 29 فبراير، أبلغ الأمريكيين أن "كل شيء تحت السيطرة".
وعلى ضوء ما كشف عنه الكتاب، وخلال جولته يوم الأربعاء لولاية ميشيغان المتأرجحة الرئيسية، وجّه المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، انتقادات لترامب، قائلا إن الرئيس "كذب عمدا وبنيّة مبطنة، بشأن التهديد الذي يمثله (الفيروس) لعدة أشهر".
وقال نائب الرئيس السابق "لقد علم بذلك وقلل من شأنه متعمدا، والأسوأ من ذلك، أنه كذب على الشعب الأمريكي".
وقال بايدن "لقد خذل اقتصادنا وبلادنا".
وأشارت تقارير إلى أن كتاب وودوارد، كشف أيضا عن أن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين حذر ترامب في 28 يناير من أن فيروس كورونا الجديد "سيكون أكبر تهديد للأمن القومي تواجهه في رئاستك". ولكن ترامب قال لوودوارد في مايو، إنه لا يتذكر أنه قيل له ذلك.
وتعتبر الولايات المتحدة بالمرتبة الأولى في العالم من حيث عدد حالات الإصابة بكوفيد-19، وفيها أكثر من 6.35 مليون إصابة وأكثر من 190700 حالة وفاة، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.
وجاء في تقرير لصحيفة ((واشنطن بوست)) أن الكتاب القادم "الغضب"، يستند إلى 18 مقابلة أجراها ترامب مع وودوارد، بين ديسمبر ويوليو، إضافة إلى محادثات أخرى مع مسؤولين ومصادر أخرى. وحصلت الصحيفة، وشبكة ((سي أن أن)) على نسخ مسبقة من الكتاب، ونشرتا التفاصيل يوم الأربعاء.
يذكر أن وودوارد حاصل على جائزة بوليتزر الصحفية مرتين.