بغداد 19 سبتمبر 2020 (شينخوا) دفع الإغلاق الناجم عن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والخوف من الإصابة بالعدوى، تجار التجزئة في العراق للتحول بسرعة الى بدائل كعرض المنتجات وبيعها عن طريق الانترنت.
ومن بين هؤلاء الثلاثيني محمد حامد الذي كان يملك متجرا للأثاث وسط العاصمة بغداد لكنه اضطر لإغلاقه بسبب انتشار (كوفيد-19).
وقال حامد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "فيروس كورونا والإجراءات التقييدية التي اتخذتها الحكومة قللت بشكل كبير من الحركة التجارية في الأسواق وكان لابد لي من إغلاق متجري لأنني لم أتمكن من دفع الإيجار".
وبعد أسابيع من الجلوس في المنزل وعدم وجود عمل، تحول حامد إلى بيع السلع عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء وإدارة صفحة على فيسبوك.
ومع ذلك، واجه العديد من تجار التجزئة عبر الإنترنت عقبات عندما فرضت الحكومة العراقية حظر التجول على مستوى البلاد كجزء من إجراءات الحد من انتشار الفيروس.
وقال مصطفى باسم البالغ من العمر (32 عاما) انه يواجه العديد من المشاكل، بعد أن أغلق متجره لبيع الأحذية النسائية وحقائب اليد والانتقال إلى البيع بالتجزئة عبر الإنترنت وتخزين البضاعة في شقته.
وملأت البضائع منطقة لعب الأطفال في صالة الشقة وضاقت المساحات أمام زوجة باسم في المطبخ.
وقال باسم لـ ((شينخوا))، انه "بالرغم من تراكم البضائع في شقتي الصغيرة وتأثيرها السلبي على الحياة اليومية لعائلتي، فنحن مضطرون لدعم بعضنا البعض حتى نتجاوز هذا الوقت الصعب".
من جانبهم، يعتقد المستهلكون أن التسوق عبر الإنترنت في الوقت الحاضر أكثر آمانا لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.
وأوضح عمر ضياء، وهو أحد المستهلكين الذين يشترون احتياجاتهم عبر الانترنت "بصفتي أبا لطفلين، ساعد التسوق عبر الإنترنت في تقليل مخاوفي من نقل العدوى إلى أطفالي".
وقبل انتشار الفيروس، اعتاد ضياء الذهاب إلى الأسواق ومراكز التسوق لشراء احتياجات المنزل مع عائلته، لكن العدوى أجبرته كما يقول على طلب احتياجات الأسرة عبر الانترنت.
وأضاف"قبل ازدهار تجارة التجزئة عبر الإنترنت في العراق، كنت أقضي ساعات في الاختناقات المرورية لشراء كل ما أحتاجه، والآن كل ما علي فعله هو البحث عن أي منتج على الإنترنت سيتم توصيله إلي في وقت معقول وسعر مناسب".
وبالنسبة لضياء، فإن النشاط التجاري عبر الإنترنت له جوانب إيجابية بما في ذلك توفير الوقت والجهد وتقديم المزيد من الخيارات بأسعار مختلفة.
ونظرا لارتفاع معدل البطالة بين الناس وخاصة خريجي الجامعات، بدأ العديد من الشباب التجارة عبر الإنترنت مع مواقع التسوق المعروفة مثل أمازون وعلي بابا.
وقال أشرف جميل إنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة بعد تخرجه من الجامعة عام 2016.
وأضاف "قررت شراء عدد قليل من الدراجات من موقع علي بابا لبيعها على فيسبوك لأن الكثير من العراقيين بدأوا في استخدام الدراجات للخروج لتجنب استخدام وسائل النقل العام خوفا من انتشار الفيروس".
وبلغت نسبة العاطلين عن العمل في العراق العام الماضي نحو 22 بالمائة، لكن تفشي مرض فيروس كورونا والاجراءات التي اتبعتها الحكومة للحد من انتشاره ساهم في رفع نسبة العاطلين إلى ما يقارب من 40 بالمائة.
وسجل العراق حتى اليوم 311690 إصابة بكورونا في حين بلغ مجموع الوفيات 8408 منذ ظهور أول إصابة بالعدوى في البلاد بمدينة النجف جنوبي البلاد يوم 24 فبراير الماضي لطالب ايراني يدرس في المدينة.
ويفرض العراق منذ 16 أغسطس الماضي حظرا جزئيا طيلة أيام الأسبوع من الساعة العاشرة مساء ولغاية الخامسة فجرا حسب التوقيت المحلي.
وقررت اللجنة العليا مؤخرا السماح باعادة افتتاح المطاعم مع مراعاة الشروط الوقائية، واستئناف الدوام في مؤسسات الدولة بنسبة 50 بالمائة، واستئناف الأنشطة الرياضية والشبابية، وفتح المنافذ الحدودية البرية أمام الحركة التجارية حصرا طيلة أيام الأسبوع.