تعليق: كيف تغير الإنترنت وضع القرى الصينية

"كلما اقتربنا من المعلومة، كلما ابتعدنا عن الفقر، وإذا اردت أن تخلق الثروة، فيجب أولاً أن تبدأ ببناء الطرق". وفي عصر الانترنت، تحولت "طرق المعلومات"، إلى طرق مؤدية إلى الثروة والهروب من الفقر.

في أغسطس من عام 2013، اطلقت استراتيجية "الصين ذات النطاق العريض"، وتم إدراج شبكة النطاق العريض لأول مرة في مخططات البنية التحتية العامة للاستراتيجية الوطنية. وبعد عدة سنوات من التطوير، تحسن مستوى تدفق انترنت النطاق العريض في الصين بشكل ملحوظ. ولكن في ذات الوقت، أصبحت قضية "الفجوة الرقمية" بين المناطق الحضرية والريفية أكثر بروزًا. حيث لا يزال تدفق انترنت النطاق العريض بطيئا نسبيا في المناطق النائية، مما يعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية ويعيق تطور الصناعة المعلوماتية في هذه المناطق.

"في بداية فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة، كان هناك حوالي 50 ألف قرية صينية، غير متصلة بانترنت النطاق العريض و150 ألف قرية متصلة، لكن قدرة التدفق كانت لاتصل إلى 4 ميغا ". يقول مدير إدارة تطوير المعلومات والاتصالات بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، ون كو، ويصف ذلك ب "الفجوة الرقمية" بين المناطق الحضرية والريفية.

في أكتوبر 2016، أصدرت الإدارة المركزية الصينية للفضاء الإلكتروني واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ومكتب الحدّ من الفقر التابع لمجلس الدولة، "خطة الحد من الفقر عبر صناعة الإنترنت". والتي اقترحت رسميًا تنفيذ 5 مشاريع كبرى: “مشروع التغطية بشبكة الانترنت، مشروع التجارة الإلكترونية الريفية، مشروع الدعم الذكي، مشروع خدمات المعلومات، شبكة مشاريع المصلحة العامة".

 ويعد مشروع التغطية بالانترنت أساسًا مهمًا للتخفيف من حدة الفقر في القرى، حيث ستتيح الانترنت للقرى مزيدا من قنوات التواصل والنفاذ إلى السوق. ويقول الخبراء أنه" كلما اقتربنا من المعلومة، كلما ابتعدنا عن الفقر. وسيساعد إنشاء مشاريع البنية التحتية في سد أوجه القصور في الشبكة في المناطق الريفية والنائية وتسريع سد "الفجوة الرقمية" بين المدن والأرياف.

لمعالجة النقص في الاستثمار في منشآت الاتصالات في المناطق الفقيرة، أنشأت الصين آلية خدمة اتصالات شاملة لتقديم بعض الإعانات الاستثمارية للشركات التي تتعهد بالتزامات الخدمات الشاملة. وقد تمكنت هذه الآلية من الوصول إلى هدف التغطية الشاملة بالانترنت في المناطق الفقيرة قبل الموعد المحدد، وزادت نسبة الألياف الضوئية في القرى الفقيرة من أقل من 70٪ قبل تنفيذ خدمات الاتصالات الشاملة إلى 98٪. وتبلغ الفجوة الحالية في معدل انتشار الإنترنت بين المناطق الحضرية والريفية في الصين 24.1٪، وقد تقلصت هذه الفجوة بمقدار 30٪ ل منذ عام 2017، ولا تزال في نسق تقلص مستمر.

في هذا الصدد، قال سيلي، وهو قروي في قرية شوسونغ بقرية ديكينغ التبتية ذاتية الحكم بمقاطعة يونان، "لقد كانت ظروف الاتصال في أعماق الجبال سيئة للغاية، لكنها الآن أصبحت مختلفة!". وبفضل تعميم تغطية الانترنت بالأرياف والقرى النائية، أصبح بإمكان الأطفال أن يتابعوا دروسًا عبر الإنترنت وأن يشاهد الكبار الفيديوهات والمسلسلات والأفلام على الإنترنت. كما قامت شركة تشاينا موبايل بالبترع بهواتف محمولة تعمل باللغتين الصينية والتبتية، للأسر التبتية الفقيرة في التبت وسيشوان وقانسو، مما يساعد السكان المحليين في التغلب على الحواجز اللغوية. كما وفر النفاذ إلى الانترنت، قنوات جديدة للمزارعين لعرض منتوجاتهم في السوق، عبر منصات التجارة الالكترونية وتقنية البث المباشر. 

الشيء الذي عكس دور وفاعلية الانترنت في إدماج الاقتصاد الريفي داخل السوق الوطنية، مما يسهم في زيادة دخل المزارعين ومساعدة المزيد من سكان القرى النائية التخلص من الفقر.