بكين 26 نوفمبر 2020 (شينخوا) كتب رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون يوم الأربعاء مقالا قال فيه إن بلاده "ترغب في علاقة مفتوحة وشفافة ومتبادلة النفع مع الصين".
جاءت تلك التصريحات في وقت أدت فيه عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي التي يتحلى بها بعض السياسيين الأستراليين إلى الوصول بالعلاقات بين الصين وأستراليا إلى وضع بارد كالثلج.
ومن ارتكاب جملة من الأخطاء في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين مثل هونغ كونغ وشينجيانغ وتايوان إلى اتهام الصين بلا أساس بالتورط في أنشطة "تدخل وتسلل" في أستراليا، ومن تسييس فيروس كورونا الجديد إلى الترويج لما يسمى "تحقيق دولي مستقل"، صدرت الدولة الأوقيانوسية سلسلة من الصعوبات الخطيرة التي تعيق العلاقات الثنائية.
ومع ذلك، بدلا من التفكير بجدية في سبب استمرار تدهور العلاقات، اختارت كانبيرا التنصل من اللوم والتخلى عن مسؤولياتها.
وقال موريسون في المقال: "إن أفعالنا ينظر إليها وتفسر بشكل خطأ من قبل البعض فقط من خلال عدسة المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة".
وأضاف موريسون: "في جميع الأوقات يجب أن نكون صادقين مع قيمنا وحماية سيادتنا. هذه هي مصالحنا الوطنية".
ومن الواضح أن هذا النوع من التبرير الذاتي لا يمكن أن يدافع عنه أي شخص راجح العقل، حيث يصعب شرعنة المناورات السياسية الأسترالية الأخيرة ضد الصين من خلال التذرع بـ "حماية سيادة الفرد أو المصالح الوطنية".
وفي الجوهر، شكلت تصرفات كانبيرا انتهاكا صارخا للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي والمعايير الدولية المقبولة على نطاق واسع والتي ترشد العلاقات بين الدول.
وبحجة أن "الإجبار على اتخاذ خيار ثنائي بين الصين والولايات المتحدة" لا يصب في المصلحة الوطنية لأستراليا، وصف موريسون بلاده بأنها ضحية كانت تعاني من ضيق مساحة صنع القرار في مواجهة التوترات العالمية المتزايدة، متجاهلا حقيقة أن كانبيرا هي واحدة من بين من يواصلون تأجيج التوترات.
وفي أكتوبر، قررت أستراليا الانضمام الى تدريبات مالابار العسكرية للعام 2020 مرة أخرى لاستعراض العضلات في منطقة آسيا-الباسيفيك.
ورفقة الأعضاء الآخرين بتحالف العيون الخمس، أصدرت أستراليا مؤخرا بيانا مشتركا بشأن هونغ كونغ، متدخلة في الشؤون الداخلية للصين مرة أخرى.
وتشير الحقائق إلى أن أستراليا تمتعت دائما بمساحة واسعة لصنع السياسات، لكن للأسف تم اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة، خاصة فيما يخص التعامل بشكل صحيح مع تناقضاتها مع الصين.
لا تنكر الصين أبدا أن البلدين يتمتعان بتقاليد وثقافات وأنظمة اجتماعية مختلفة ويمران بمرحلتين مختلفتين من التنمية.
وكما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان: "من الطبيعي تماما أن تكون بين الجانبين تناقضات واختلافات. المهم هو إدارتها بشكل صحيح وبطريقة بناءة بدلا من فرض رأيك وإرادتك على الآخرين بذريعة حماية المصالح والقيم الوطنية".
لقد أثبت التاريخ أن علاقة صينية-أسترالية سليمة ومستقرة أمر يصب في مصلحة كلا الجانبين، خاصة في وقت يتعافى فيه الاقتصاد الأسترالي ببطء من أول ركود له منذ 30 عاما.
وفي مقاله، أدلى رئيس الوزراء ببعض التعليقات الإيجابية حول التأثير العالمي للنمو الاقتصادي ومكافحة الفقر في الصين، مما يعطى بارقة أمل للجهود المحتملة الرامية لإزالة الجليد في العلاقات بين البلدين.
لم تغلق الصين أبوابها أبدا أمام أستراليا، والمطلوب الآن هو أن يظهر الجانب الأسترالي إخلاصه ويتخذ إجراءات ملموسة.
ونأمل بشدة أن تتخذ أستراليا، "الدولة المستقلة ذات السيادة" كما وصفها السيد موريسون في المقال، خيارات مستقلة وموضوعية ومنطقية بشأن علاقاتها مع الصين.