مانيلا 3 ديسمبر 2020 (شينخوا) قال جيمس لينش، المدير العام للإدارة الإقليمية لشرق آسيا في بنك التنمية الآسيوي، إن "إنجازات تخفيف حدة الفقر في الصين على مدى السنوات الأربعين الماضية أقل ما توصف به أنها رائعة".
وأعلنت الصين رفع جميع المقاطعات الفقيرة المتبقية من قائمة الفقر، مما يعني أن البلاد أصبحت لأول مرة في تاريخها خالية من الفقر المدقع.
وقال لينش في مقابلة مكتوبة لوكالة ((شينخوا)): "في عام 1978، بلغ معدل الفقر المدقع 80 بالمئة في البلاد. ولكن منذ ذلك الحين، أدى مزيج من النمو الاقتصادي السريع والسياسات الفعالة لمكافحة الفقر إلى القضاء على الفقر المدقع".
وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية من الإصلاح والانفتاح، تم انتشال أكثر من 700 مليون شخص في الصين من الفقر، لتسهم البلاد بأكثر من 70 بالمئة في الجهود العالمية للحد من الفقر.
وأضاف لينش: "هذه مساهمة هائلة قدمتها الصين في جدول أعمال التنمية العالمية، بما في ذلك تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويسهم هذا الإنجاز أيضا في زيادة ثقة المستهلك والإنفاق، مما يبشر بدروه بالخير للتنمية الإقليمية والنمو العالمي".
وأشاد لينش بدور الحكومة الصينية في مكافحة الفقر، مشيرا إلى زيادة الإنفاق الحكومي على الخدمات الاجتماعية.
وقال لينش: "من خلال الحد من الفقر وزيادة الإنفاق على الخدمات الاجتماعية، تتمتع الأسر في الصين الآن بقدر أكبر من الأمن من حيث الدخل والوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية".
كما أكد على دور خطط الصين الخمسية في هذا النجاح، قائلا إنها "مفيدة في التحول الاجتماعي والاقتصادي المتميز للصين".
وأردف: "إنني لا أشير هنا فقط إلى الإنجازات التنموية المثيرة للإعجاب في الأربعين سنة الماضية. فقد بدأ التحول والتحديث في الصين في الخمسينيات من القرن الماضي".
وأوضح أن الخطة الخمسية الأولى التي وضعت في 1953 قد أرست قاعدة صناعية متينة وعززت الترابط والاتصال من خلال توسيع نظام السكك الحديدية في البلاد.
واستشهد لينش بالقول الصيني المأثور "إذا كنت تريد أن تصبح ثريا، فعليك بناء الطرق أولا"، مشيرا إلى أن تطوير البنية التحتية للنقل والاتصالات وفر للمزارعين وصولا أفضل إلى الأسواق فضلا عن تحسين وصول الأشخاص في المناطق النائية إلى الخدمات الاجتماعية .
وباعتبارها جزءا من الحملة العالمية للحد من الفقر، فإن ما حققته الصين في جهود الحد من الفقر يوفر أيضا تجربة جديرة بالاهتمام بالنسبة للبلدان النامية الأخرى.
وكتب لينش: "لقد أصبحت الصين مصدرا للمعرفة للدول النامية الأخرى في العديد من المجالات، وخاصة فيما يتعلق بممارساتها الفعالة والمبتكرة في الحد من الفقر".
وأضاف أن صانعي السياسات وممارسي التنمية الدوليين يتعلمون الآن من الصين، ويكيفون تجربة البلاد مع ظروفهم الخاصة.
وقال إن الصين تعمل مع دول أخرى من خلال مبادرات مختلفة بما في ذلك قاعدة البيانات العالمية لتقاسم المعرفة عبر الإنترنت وتقديم العطاءات العالمية للحد من الفقر وجائزة التحدي العالمية لأفضل الممارسات.
وقال لينش: "هذه المبادرات مهمة. إن هذه الممارسة لبناء معلومات المشاريع ذات الصلة معا وتقديمها بطريقة يمكن للآخرين استيعابها وتعلم الدروس ذات الصلة بأنفسهم سيساعد عمليات التنمية في البلدان الأخرى".
وأشاد لينش بنموذج الصين الموجه نحو التنمية للتخفيف من حدة الفقر، قائلا إنه الآن يعد أهم الأساليب التي تم استخدامها على مر السنين للتخفيف من حدة الفقر ويتمتع بخصائص صينية مميزة.
وقال إن "أحد الجوانب المهمة للنهج الموجه نحو التنمية هو التعبئة الواسعة للقوى الاجتماعية للمشاركة في التخفيف من حدة الفقر".
وأكد أن الصين لاعب رئيسي في تعزيز التعاون والتكامل الإقليميين، وأن نهوضها يُنظر إليه بشكل عام على أنه قوة تكاملية في تعزيز التكامل الإقليمي من خلال التجارة وإضفاء الطابع المؤسسي على التعاون متعدد الأطراف.
وتابع: "الصين أيضا عضو نشط في برامج التعاون دون الإقليمية لبنك التنمية الآسيوي. وقد عمل بنك التنمية الآسيوي مع الصين والأعضاء الآخرين لتحسين الاتصال الإقليمي، ودعم الممرات الاقتصادية، والتعامل مع القضايا الإقليمية الناشئة".
وتعهد بأن يواصل بنك التنمية الآسيوي دعم انتقال الصين إلى التنمية الخضراء عالية الجودة من خلال الاستثمار في ثلاثة مجالات استراتيجية: التنمية المستدامة بيئيا، والتخفيف من التغير المناخي والتكيف معه، وشيخوخة السكان والأمن الصحي.
وأتم لينش حديثه قائلا: "بالنظر إلى المستقبل، فإن تركيز الصين على التعافي الاقتصادي الأخضر من جائحة كوفيد-19 مرحب به، ونأمل أن يسهم في التداعيات الإيجابية داخل الصين وعبر آسيا والباسفيك على مدى السنوات الخمس المقبلة".