26 مارس 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني أن الشرق الأوسط هو لشعوب الشرق الأوسط، وأن القضاء على الضغط والتدخل الخارجي، بطريقة مصالحة شاملة، وبناء إطار أمني يأخذ في الاعتبار الاهتمامات المشروعة لجميع الأطراف، هو السبيل الأساسي للخروج من الفوضى إلى الاستقرار في المنطقة، والتخلص من المنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى واستكشاف مسار تنموي بخصائص شرق أوسطية بروح الاستقلال.
وقال وانغ يي في مقابلة حصرية أجراها مع تلفزيون العربية في الرياض يوم 24 مارس الجاري بالتوقيت المحلي، إن الشرق الأوسط كان في يوم من الأيام "مرتفع الحضارة" في تاريخ البشرية، لكنه شهد صراعات واضطرابات طويلة الأمد في العصر الحديث وتطور إلى "منخفض الأمن" في نظر العالم. مضيفا، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي في ظل عدم استقرار الشرق الاوسط، والاضرابات التي يشهدها العالم. ويجب أن يحترم بالكامل رغبات دول الشرق الأوسط وأن يسهم بالطاقة الإيجابية للحفاظ على الاستقرار وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
واشار وانغ يي الى إنه في الوقت الحالي، لا يزال الوباء ينتشر في المنطقة، ولا تزال الاضطراب يتعذر إيقافها، والبقع الساخنة تتطور بشكل متعرج، والشرق الأوسط على مفترق طرق غير معروف طريقه، وترغب الصين في طرح خمس نقاط حول تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط: ـ
أولاً، الدعوة إلى تعزيز الاحترام المتبادل
يتمتع الشرق الأوسط بالنظام السياسي والاجتماعي النابع عن الحضارة الفريدة، ومن الضروري احترام خصائص ونموذج وطرق الشرق الأوسط. ويجب تغيير العقلية التقليدية وعدم النظر بشكل أعمى الى المنطقة من منظور المنافسة الجغرافية، ويجب التعامل مع دول الشرق الأوسط كشركاء في التعاون والتنمية والسلام. كما يجب دعم جهود دول الشرق الأوسط لاستكشاف طرق تنموية بإرادتها المستقلة، ودعم دول المنطقة وشعوبها باعتبارها الدعامة الأساسية لإيجاد حلول سياسية لملفات سورية واليمن وليبيا وغيرها من الملفات الساخنة. ويجب تعزيز الحوار والتواصل بين الحضارات وتحقيق التعايش السلمي بين جميع المجموعات العرقية في الشرق الأوسط. وإن الصين مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في هذا الصدد.
ثانياً، الالتزام بالإنصاف والعدالة
إن حل القضية الفلسطينية وتحقيق "حل الدولتين" أبرز ما يميز تحقيق العدالة والإنصاف في الشرق الأوسط. والصين تدعم الوساطة النشطة للمجتمع الدولي بغية تحقيق هذا الهدف، وعقد مؤتمرات دولية موثوقة في ظرف مناسبة، وتحرص الصين على دفع مراجعة القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي أثناء رئاسته للمجلس في شهر مايو القادم، بما يجدد التأكيد على " حل الدولتين". وستواصل الصين دعوة صانعي السلام الفلسطينيين والإسرائيليين لإجراء الحوار في الصين، كما ترحب بالمفاوضات المباشرة بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين في الصين.
ثالثاً، تحقيق عدم الانتشار النووي
يجب على جميع الأطراف المعنية اتخاذ إجراءات عملية نحو نفس الاتجاه حسب تطورات القضية النووية الإيرانية، ومناقشة وصياغة خارطة طريق وجدول زمني للولايات المتحدة وإيران لاستئناف تنفيذ الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني. وتتمثل المهمة الملحة في الوقت الحالي في أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات واقعية لتخفيف العقوبات أحادية الجانب على إيران و"الولاية القضائية طويلة المدى" على الأطراف الثالثة، بينما ينبغي على إيران استئناف الوفاء بالتزاماتها النووية وتحقيق "حصاد مبكر". وفي الوقت نفسه، ينبغي على المجتمع الدولي أن يدعم جهود دول المنطقة في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط.
رابعاً، العمل سويا على تحقيق الأمن الجماعي
يتطلب تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط مراعاة الشواغل المشروعة لكافة الأطراف. ويجب تعزيز دول منطقة الخليج العربي للحوار والتشاور على قدم المساواة، وتبادل الفهم والمراعاة وتحسين العلاقات فيما بينها. ويجب مكافحة الإرهاب بحزم، ودفع عملية نزع التطرف. وفي هذا السياق، تقترح الصين عقد حوار متعدد الأطراف حول الأمن في منطقة الخليج في الصين، بدءاً بمواضيع أمن المنشآت النفطية والممرات الملاحية، ومناقشة إنشاء آلية ثقة في الشرق الأوسط، وإقامة منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط بخطوات تدريجية.
خامساً، تسريع وتيرة التعاون من أجل التنمية
يتطلب تحقيق الأمن والأمان الدائمين في الشرق الأوسط التنمية والتعاون والتنسيق. ويجب أن نتحد لدحر الوباء وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي في أسرع وقت ممكن. وينبغي مساعدة دول الشرق الأوسط التي تعيش المرحلة ما بعد الصراعات على إعادة الإعمار ودعم تنويع الاقتصاد في الدول المنتجة للنفط ومساعدة دول الشرق الأوسط الأخرى على تحقيق التنمية والنهضة وفقا لمواردها وإمكانياتها المتباينة. والصين على استعداد لمواصلة استضافة المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ومنتدى الأمن في الشرق الأوسط، وتعزيز تبادل الخبرات مع دول الشرق الأوسط حول الحكم والإدارة.
ونوه وانغ يي إلى وثيقة "مبادرة الحزام والطريق" التي وقعتها الصين مع 19 دولة في الشرق الأوسط، والتعاون الفريد الذي تجريه حاليا مع كل منها. وقد حقق تعاون الصين مع دول المنطقة في مكافحة الجائحة " تغطية كاملة". وفي المرحلة التالية، ستواصل الصين تعميق التعاون مع دول المنطقة في مجال اللقاح وفقا لاحتياجاتها، والتشاور معها حول التعاون الثلاثي مع دول المنطقة في مجال اللقاح. وفي الوقت الحاضر، تقوم الصين ببناء نمط تنموي جديد، ومستعدة لمشاركة الفرص في السوق الصينية مع دول الشرق الأوسط، والعمل مع الدول العربية سويا على تحضير القمة الصينية العربية، وبناء "الحزام والطريق" بجودة عالية وبشكل مشترك، وتوسيع أقطاب النمو الجديدة مثل التكنولوجيا العالية. كما نأمل أن نتوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي في يوم مبكر.
كما أكد وانغ يي أن الصين ترغب في الحفاظ على الاتصالات مع جميع الأطراف بشأن المبادرات المذكورة أعلاه، والتنسيق عن كثب والعمل معًا من أجل السلام، وبناء الأمن، وتعزيز التنمية في الشرق الأوسط.