بكين 24 أبريل 2021 (شينخوا) أعلنت هيئة الفضاء الوطنية الصينية اليوم السبت، الذي يصادف يوم الفضاء الصيني، عن تسمية أول مركبة جوالة صينية لاستكشاف المريخ باسم "تشو رونغ".
ويُعد "تشو رونغ" إله النار في الأساطير الصينية القديمة، ما يتطابق مع الاسم الصيني للكوكب الأحمر--هوهشينغ (يعني كوكب النار في اللغة الصينية).
وبما أن النار جلبت الدفء والسطوع لأسلاف البشرية، وأضاءت الحضارة الإنسانية، فإن تسمية أول مركبة جوالة صينية لاستكشاف المريخ باسم إله النار تعني إشعال شعلة استكشاف الكواكب في الصين، حسبما ذكر وو يان هوا، نائب مدير الهيئة.
وأوضح وو على وجه حرفي، أن رمز "تشو" (يعني الرغبة في اللغة الصينية) يعبّر عن التمنيات الطيبة لاستكشاف البشرية للكون، في حين يعكس "رونغ" (يعني التكامل والتعاون في اللغة الصينية) رؤية الصين للاستخدام السلمي للفضاء وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وأضاف أن هذا الاسم يُعتبر مثالا آخر للرومانسية العلمية للعاملين الصينيين بمجال الفضاء بعد أن أطلقوا على مركبات فضائية، بما في ذلك "تيانون" و"تشانغ آه" و"بيدو"، أسماء من الثقافة التقليدية الصينية، الأمر الذي يظهر أيضا روح الاستكشاف والثقة الثقافية لدى الشعب الصيني.
وأطلقت الصين مسبار المريخ "تيانون-1" في 23 يوليو 2020. ودخل المسبار المكون من مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة جوالة (تشو رونغ) مدار الوقوف للمريخ في 24 فبراير.
ويعد الهبوط السلس على المريخ، وهو عملية ذاتية التحكم للمسبار تستمر ما بين سبع إلى ثماني دقائق، المقرر في مايو القادم، الجزء الأكثر تحديا في المهمة. حيث سيستخدم المسبار شكله الديناميكي الهوائي ومظلة وصاروخا كابحا لإبطاء سرعته وأرجلا مخففة للصدمات عند الهبوط، وفقا للهيئة.
واختار مهندسو وعلماء الفضاء الصينيون منطقة مسطحة نسبيًا في الجزء الجنوبي من "يوتوبيا بلانيتيا"، وهو سهل كبير، كمنطقة هبوط محتملة.
وأظهرت دراسات سابقة أن موقع الهبوط المحتمل قد يكون عند حافة محيط قديم أو بحيرة تعود لفترة التاريخ المبكر للمريخ. ويتطلع العلماء الصينيون إلى اكتشاف المزيد من الأدلة على وجود جليد مائي.
وتشمل الأهداف العلمية لـ "تيانون-1" رسم خرائط البنية المورفولوجية والجيولوجية، والتحقيق في خصائص التربة السطحية وتوزيع الجليد المائي، وتحليل تركيبة المواد السطحية، وقياس الأيونوسفير وخصائص مناخ المريخ والبيئة على السطح، واستكشاف المجالات الفيزيائية والهيكل الداخلي للمريخ.
ويُجهّز المسبار بسبعة أنواع من الأدوات العلمية، بما فيها كاميرتان للاستشعار عن بعد ورادار للاستكشاف تحت السطح على مدار المريخ ومطياف علم معادن المريخ ومقياس مغناطيسي للمريخ ومحلل أيون المريخ والجسيمات المحايدة، ومحلل جسيمات المريخ النشطة.
وانطلقت الأنشطة على مستوى العالم لتسمية المركبة الفضائية في يوليو الماضي. وتمت دعوة مستخدمي الإنترنت في داخل وخارج البلاد للتصويت على الاسم المفضل لهم من بين 10 أسماء مرشحة خلال الفترة من 20 إلى 28 فبراير.
وفي الشهر الماضي، تفوقت ثلاثة أسماء محتملة، في حين تصدر الاسم "تشو رونغ" القائمة.
وفي عام 2016، حددت الصين يوم 24 أبريل كيوم وطني للفضاء للاحتفال بذكرى إطلاق "دونغفانغهونغ-1"، أول قمر صناعي صيني إلى الفضاء في 24 أبريل 1970.
واستضافت مدينة نانجينغ، حاضرة مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، الأحداث الرئيسية بمناسبة يوم الفضاء الصيني هذا العام.
وأصبحت الأنشطة المختلفة في يوم الفضاء نافذة للصينيين والعالم لفهم تقدم الصين في مجال الفضاء بشكل أفضل.