الدوحة 6 يوليو 2021 (شينخوا) أعلنت حركة طالبان الأفغانية اليوم (الثلاثاء) أن وفدا من مكتبها السياسي بحث مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز عملية السلام والمفاوضات بين الأفغان، في وقت تكثف فيه الحركة هجماتها وتواصل السيطرة على مزيد من المناطق في البلاد.
وقال عضو فريق التفاوض والمتحدث باسم المكتب السياسي للحركة بالدوحة، سهيل شاهين في تغريدة على حسابه في موقع (تويتر) اليوم "التقى أمس الإثنين وفد من المكتب السياسي بقيادة الشيخ عبد الحكيم، رئيس فريق المفاوضات، مع ديبورا ليونز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة والوفد المرافق لها".
وأضاف شاهين أن الاجتماع ناقش القضايا المتعلقة بالسلام في أفغانستان والمباحثات بين الأفغان، والتي تستضيفها العاصمة القطرية.
وأشار إلى أن ليونز تعهدت بتقديم المساعدة في إطار الأمم المتحدة للمنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرة طالبان.
من جانبه، أكد حساب بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان على (تويتر) الاجتماع بين ليونز وطالبان، مشددا في تغريدة على أن مفاوضات السلام يجب أن تكون حقيقية، وأن تحظى بالأولوية باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وجلب الأمل للشعب الأفغاني.
ويجيء الاجتماع بينما تكثف حركة طالبان من أعمالها القتالية ضد القوات الحكومية وتواصل السيطرة على مزيد من الولايات والمناطق في البلاد، حيث تشير تقارير إلى أن الحركة في الأسابيع الأخيرة باتت تسيطر على أكثر من ثلث مناطق أفغانستان، بينما أظهر استطلاع أجرته وكالة أنباء (باجهوك) الأفغانية أن طالبان تسيطر على 52 بالمائة على الأقل من أراضي البلاد.
ويأتي تقدم طالبان على الأرض مع استمرار انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، بموجب اتفاق أبرم في قطر بنهاية فبراير العام الماضي بين الولايات المتحدة والحركة، وسط ازدياد وتيرة العنف والفوضى بشكل ملحوظ في أفغانستان، وانسداد أفق المفاوضات بين الفرقاء الأفغان.
وكانت رئيسة البعثة الأممية ديبورا ليونز، قد حذرت الشهر الماضي خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن، من أن أنظار طالبان تتجه للاستيلاء على عدد من المناطق في البلاد بمجرد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، تبعا لموقع الأمم المتحدة.
وقالت ليونز إن الإعلان في أبريل الماضي عن سحب جميع القوات الدولية من أفغانستان أرسل "هزة زلزلت أوساط النظام السياسي الأفغاني"، موضحة أن أكثر من 50 منطقة أفغانية، من أصل 370 مقاطعة في البلاد، سقطت بيد طالبان منذ بداية مايو، ومعظمها يحيط بالعواصم الإقليمية.
وأضافت أن استمرار طالبان في الحملة العسكرية التي تشنها سيؤدي إلى "عنف متزايد وطويل الأمد"، لافتة إلى أن اتفاق فبراير بين واشنطن وطالبان ولد أملا في إحلال السلام، لكن بدلا من ذلك كانت الأفعال في ساحة القتال أكبر بكثير من التقدم على طاولة المفاوضات.
وانطلقت مفاوضات السلام المباشرة بين الأطراف الأفغانية في سبتمبر العام الماضي بالدوحة، لكنها تعثرت منذ ذلك الحين أكثر من مرة، قبل أن تستأنف أحدث جولاتها في 8 يونيو الماضي.
وقال كبير مستشاري المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية مصطفى مستور إن محادثات الدوحة تواجه طريقا مسدودا بسبب الخلافات بين مفاوضي طالبان والحكومة الأفغانية، فيما ذكر المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد أن جهود تقريب وجهات النظر بين المتحاورين لم تحقق أي اختراق يذكر.