بكين 16 يوليو 2021 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الدول الأعضاء بمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك)، اليوم (الجمعة) خلال الاجتماع غير الرسمي للقادة الاقتصاديين للمنتدى، إلى تعزيز التضامن والتعاون لتخطي تأثير (كوفيد-19) ودعم التعافي الاقتصادي العالمي.
وقال شي "دعونا نتضامن سويا، ونعزز التعاون في مكافحة الجائحة والتعافي الاقتصادي، ونعمل من أجل مستقبل مشرق مليء بالازدهار للجميع في منطقة آسيا-الباسيفيك".
وقد التزم أعضاء الأبيك الحاضرين بتحقيق رؤية بوتراجايا لمجموعة آسيا-باسيفيك منفتحة وديناميكية ومرنة وسلمية بحلول عام 2040 من أجل ازدهار جميع شعوبها والأجيال المقبلة، وفقًا لبيان صدر بعد الاجتماع.
التعاون في الاستجابة للجائحة
قال شي "تثبت الجائحة مجددا أننا نحيا في قرية عالمية واحدة، حيث تنهض وتسقط الدول معا". ودعا إلى التضامن والتعاون لمجابهة هذا الوقت العصيب والعمل سويا من أجل مستقبل أكثر صحة وإشراقًا للبشرية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه حتى اليوم، توجد أكثر من 188 مليون حالة إصابة مؤكدة بالمرض. وبالنسبة لمنطقة آسيا-الباسيفيك وما وراءها، فإن تقلبات المرض، لا سيما التحور المستمر للفيروس، تشكل تحديات للتنمية الاقتصادية ومعيشة الشعوب.
ولضمان القدرة على تحمل تكاليف اللقاحات المضادة للفيروس وإمكانية إتاحتها والحصول عليها، وهي سلاح قوي لدحر الفيروس، تعهدت الصين بجعل اللقاحات "منفعة عامة عالمية". وبعد تغلبها على تحديات برنامج التطعيم الشامل الخاص بها، قدمت الصين حتى الآن أكثر من 500 مليون جرعة من اللقاحات إلى البلدان النامية الأخرى.
وأضاف شي أن الصين ستوفر 3 مليارات دولار أمريكي إضافية على مدار السنوات الثلاث القادمة لدعم الاستجابة لمرض (كوفيد-19) وتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية الأخرى.
وأضاف الرئيس الصيني أن "الصين ستشارك بفعالية في مبادرات التعاون للحفاظ على استقرار وسلامة سلاسل إمداد اللقاحات ودعم حركة السلع الأساسية، واتخاذ تدابير فعالة لضمان تبادلات شعبية صحية وآمنة ومنظمة".
وقد أكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ورئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين، بالاتفاق مع دعوة الصين لتعزيز التعاون في الاستجابة للجائحة، أهمية تقليص فجوة التطعيم وضمان التوزيع العادل للقاحات.
وأشار شي كذلك إلى أن الصين مولت تأسيس صندوق فرعي لتعاون الأبيك في مكافحة الجائحة والتعافي الاقتصادي.
وقالت سو شياو هوي، الباحثة في المعهد الصيني للدراسات الدولية، "يجب على الدول تجنب ’الأرض المنخفضة’ للاستجابة للجائحة. أثبتت الصين مسؤوليتها بصفتها دولة رئيسية لحشد القوى والتعاون مع الآخرين في مواجهة الصعوبات وتقديم مساهمات ملموسة".
التكامل الاقتصادي الإقليمي
وأشار شي إلى أن الانفتاح والتكامل "الاتجاه السائد"، ودعا إلى تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية.
وقال جيمس لورنسون، مدير معهد العلاقات الأسترالية-الصينية من جامعة سيدني للتكنولوجيا، إن الأبيك هي مجموعة من الاقتصادات التجارية المفتوحة في الغالب. ومن ثم، فإن الأولوية القصوى للأعضاء تكمن في دعم التجارة الحرة ومعارضة الحمائية.
ومن جانبه، حث شي أيضا على تكثيف تنسيق سياسة الاقتصاد الكلي، وتقليل التداعيات السلبية، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، بهدف إنشاء منطقة تجارة حرة عالية المستوى في منطقة آسيا-الباسيفيك في وقت مبكر.
وقال شي إن "الصين من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. ونتطلع إلى دخولها حيز التنفيذ هذا العام".
وتشمل الاتفاقية، وهي أكبر اتفاقية للتجارة الحرة تم توقيعها على مستوى العالم حتى الآن، العديد من اقتصادات الأبيك.
وقالت سو إنه بينما تتخذ الصين خطوات ملموسة لزيادة الانفتاح على العالم وتعزيز تحرير التجارة في المنطقة، فإنها تعمل أيضا من أجل مجتمع مصير مشترك لمنطقة آسيا-الباسيفيك من خلال السعي الجاد للتعددية.
تعزيز التنمية المستدامة
ولتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي، دعا شي إلى اغتنام الفرص من الابتكارات العلمية والتكنولوجية، مؤكدا دعم الصين الثابت "للتنمية الشاملة والمستدامة".
وقال إن "الاقتصاد الرقمي مجال مهم للنمو المستقبلي للاقتصاد العالمي".
ودعا أعضاء الأبيك إلى زيادة تطوير البنية التحتية الرقمية، وتسهيل نشر وتطبيق التقنيات الجديدة، والعمل من أجل بيئة أعمال رقمية مفتوحة وعادلة وغير تمييزية.
وفيما يتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، قال شي إن الصين تدعم الأبيك في تعزيز التعاون بشأن التنمية المستدامة، وتحسين قائمة السلع البيئية، وجعل الطاقة أكثر كفاءة ونظافة وتنوعا.
وقال رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، متفقا مع موقف الصين بشأن تعزيز النمو الأخضر، إن سنغافورة دولة صغيرة معرضة لتأثيرات تغير المناخ. ولذلك، فهي على استعداد للعمل مع البلدان الأخرى للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن تنمية الاقتصاد الأخضر وتعزيز الحوكمة البيئية.
وقد تعهدت الصين، بصفتها طرفا مسؤولا في مواجهة تحديات المناخ، بالسعي لتحقيق ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. ولتحقيق هذه الغاية، اتخذت الصين إجراءات ملموسة، وبدأت سوق الكربون الوطنية في البلاد التداول اعتبارا من اليوم الجمعة.
وقال بامبانغ سوريونو، رئيس مركز دراسات الابتكار الآسيوي في إندونيسيا، إنه نظرًا لأن عددا متزايدا من الدول قد التزم بالتنمية الخضراء، فإن نزعة الصين لتحقيق النمو المستدام ستوفر المزيد من الفرص لصناعات الطاقة الخضراء، وستضخ الزخم في ضمان آفاق واعدة للأجيال المقبلة.