人民网 2021:08:27.16:51:27
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: هاريس تنهي جولتها الآسيوية دون تجاوب مع الاستراتيجية الأمريكية في المحيطين

2021:08:27.15:12    حجم الخط    اطبع

أنهت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس جولتها الأولى إلى آسيا في 26 اغسطس الجاري. ووصفت وسائل الإعلام زيارة هاريس إلى آسيات بأنها الجولة الأبرز لإدارة بايدن في آسيا، حيث تعد هاريس أعلى مسؤول أمريكي يزور آسيا منذ تولي المرشح الديمقراطي جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة، وأول نائب رئيس أمريكي يزور فيتنام منذ نهاية الحرب الفيتنامية.

خلال جولتها التي استمرت 5 أيام إلى فيتنام وسنغافورة، لم تتردد هاريس عن إرسال رسائل استدراج لشركاء الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا إلى ساحة المنافسة بين القوى الكبرى. وتعليقا على الجولة الآسيوية لنائبة الرئيس الأمريكي، أشارت سو شياو هوي، نائب مديرة المعهد الأمريكي للأبحاث في معهد الصين للدراسات الدولية، إلى أن هذه الجولة الآسيوية كانت رفيعة المستوى، وتزامنت انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وكانت إدارة أوباما قبل ذلك، قد اقترحت إعادة التوازن إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ وطرح ترامب استراتيجية "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة". لكن مراقبين بريطانيين رأوا بأن الجهود الأمريكية في جنوب آسيا لم تنجح في تغيير الصورة الأمريكية المتضررة في عيون دول آسيا. ولذلك ترى سو شياو هوي بأن إدارة بايدن ارتأت بأنه من الضروري إظهار أهمية أكبر لمنطقة جنوب شرق آسيا.

من جهته، ترى يانغ وينجينغ، مديرة غرفة أبحاث الدبلوماسية الأمريكية بمعهد الأبحاث الأمريكية في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، أنه على الرغم من أن جولة هاريس قد حققت بعض المكاسب في تعزيز العلاقات الثنائية، إلا أن سنغافورة وفيتنام لا ترغبان في الاختيار بين الصين والولايات المتحدة. وتلتزمان بسياسات خارجية مستقلة وتأملان في إقامة علاقات جيدة مع الصين، وغير راغبتين في التضحية بمصالحهما مع أي من الطرفين.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "ليانهي زاوباو" السنغافورية أنه قبل وصول هاريس إلى سنغافورة في 22 اغسطس الجاري، صرح وزير خارجية سنغافورة وي وين صراحة بأن سنغافورة ملتزمة بمواصلة أن تصبح شريكًا تعاونيًا مهمًا بالنسبة للصين والولايات المتحدة على حد السواء. مضيفا بأن "سنغافورة مفيدة، لكننا لا نريد أن يتم استغلالنا"، ولن نكون فزّاعة يستخدمها أحدهم لدفع أجندته السلبية." أما صحيفة "واشنطن بوست" فقالت بأن رحلة هاريس لفيتنام قد تأخرت بثلاثة ساعات بسبب ظهور حالة لـ "متلازمة هافانا" في هانوي.

وكتبت الصحيفة: "هذا وفر للصين فرصة سانحة." حيث ذكرت بأن الصين قد أرسلت سفيرها في فيتنام شيونغ بو، للقاء رئيس الوزراء الفيتنامي بان مين تشين. حيث تعهد السفير الصيني بتقديم بلاده مليوني لقاح لفائدة فيتنام. وأكد بان مين تشين خلال اللقاء، بأن بلاده تتمسك بدبلوماسية مستقلة ولن تنضم إلى أي حلف يستهدف بكين.

ويعتقد المحللون أن الولايات المتحدة قد استخدمت العديد من "الحيل القديمة" و "الأساليب الجديدة" خلال زيارة هاريس، لدقّ إسفين في التعاون بين الصين ودول جنوب شرق آسيا، وهو الأمر الذي يتطلب درجة عالية من اليقظة.

أولاً، تحريض دول جنوب شرق آسيا لممارسة الضغوط على الصين فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي. وفي الوقت الذي كانت فيه الصين ودول الآسيان تتفاوض بشأن مدونة سلوك بحر الصين الجنوبي، واصلت الولايات المتحدة حديثها عن "قواعد السلوك"، بينما حثت الصين على الالتزام بـ "اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار"، ودعت من جديد إلى اللجوء التحكيم في قضايا بحر الصين الجنوبي.

ووصفت سو شياو هوي ذلك بأنه حيلة خبيثة، والغرض منها هو التدخل في صياغة مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي. وهو ما يعبر عن سياسات التنمر والهيمنة التي تتبعها الولايات المتحدة في المنطقة. بينما يظل السلام والاستقرار هو المطلب المشترك بين الصين ودول جنوب شرق آسيا.

ثانيًا، أثارت هاريس قضايا حول "الاقتصاد الرقمي" و" السلسلة الصناعية"، وهي قضايا تستهدف الصين أيضا. وتأمل الولايات المتحدة في تعزيز التجارة الرقمية ونظام سلسلة التوريد لدول جنوب شرق آسيا على أساس "الآلية الرباعية" لإزالة الصين من المعادلة. حيث ترغب إدارة بايدن في استبدال هيكل التعاون الإقليمي المفتوح والشامل بتكتل صغير، مما سيؤثر سلبا على التنمية والتكامل الإقليمي في آسيا.

ورأى بعض المحللين أن الولايات المتحدة تتبع استراتيجية "الصين +1"، والتي تطالب الشركات الأمريكية المصنعة في الصين بإنشاء قواعد إنتاج في جنوب شرق آسيا، في إطار سياسية لإحلال هذه الدول في موقع الصين داخل سلسلة التوريد.

في هذا الصدد، تعتقد وسائل الإعلام السنغافورية أن ما يمكن أن يفعله بلد ما بمفرده هو أمر محدود ومليء بالتحديات. وعلى سبيل المثال، لا تزال سلاسل توريد الإلكترونيات وأشباه الموصلات معقدة وتحتاج إلى تحسينها على نطاق عالمي. وفي هذا المجال، لا غنى عن مشاركة الصين، التي تمتلك مجموعة صناعية كاملة، وتسهم في دفع التعاون الإقليمي.

ثالثًا، رفّعت الولايات المتحدة من دعمها لجهود مكافحة الوباء في بعض دول الآسيان، منتظرة عائدات هذا الدعم. وتعتقد يانغ وينجينغ أن الولايات المتحدة من جهة لديها استثمارات محدودة في اللقاحات بدول جنوب شرق آسيا، ولا يمكن أن يضاهي حجمها وفعاليتها الجهود الصينية. ومن جهة أخرى، هناك تباين كبير في أفكار ونوايا التعاطي مع قضية اللقاحات بين الصين والولايات المتحدة. حيث تعتقد الصين أن اللقاحات تمثل سلاحا لدحر الوباء، وليست أداة لتحقيق المصالح السياسية، والدليل على ذلك أنها لم تفرض أي شروط سياسية على دول جنوب شرق آسيا مقابل المساعدة في مكافحة الوباء.

يعتقد الخبيران أن الولايات المتحدة ستواصل العمل خلال المرحلة القادمة على استمالة دول جنوب شرق آسيا، لكن محاولتها في استعمال هذه الدول كآداة استراتيجية إقليمية لن تنجح.حيث تشعر دول الآسيان بالقلق من تزعزع موقعها المركزي في التعاون الإقليمي، والتحول إلى بيدق بيد الولايات المتحدة لتوسيع استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ.

من جهة أخرى، لاتمتلك الولايات المتحدة القدرة الكافية والاستعداد لتلبية المطالب الاقتصادية أو حتى المصالح الأمنية لدول جنوب شرق آسيا. وفي منطقة تميل إلى التركيز على التعاون الاقتصادي أكثر من العلاقات الأمنية ، فإن الافتقار إلى أجندة الازدهار المشترك يجعل من الصعب على واشنطن التعامل مع هذه الدول بطريقة إيجابية. وقد أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن الولايات المتحدة إذا لم تتوصل إلى تعميق تواصلها مع دول جنوب شرق آسيا، فلن تتمكن من الحفاظ على توازن قوى ملائم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مثلما ترغب. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×