في 27 سبتمبر، عارض إفريقي يقدم منتجات العناية بالبشرة الأفريقية للزوار في جناح عرض السلع الأفريقية في مركز تشانغشا الدولي للمؤتمرات والمعارض |
عُقد المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي الثاني ومنتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا في مدينة تشانغشا بمقاطعة هونان في الفترة من 26 إلى 29 سبتمبر، بمشاركة ست دول أفريقية بما في ذلك الجزائر، وإثيوبيا، وكينيا، ورواندا، وجنوب إفريقيا، والسنغال كضيوف شرف، وعملت تشجيانغ وجيانغشي كمقاطعات مواضيعية. وقد قدم المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي لهذا العام ورقة إجابة رائعة، حيث تم توقيع 135 مشروعا بقيمة إجمالية قدرها 22.9 مليار دولار أمريكي، وتجاوز عدد المشاريع الموقعة ومقدارها المعرض الأول.
يصادف هذه السنة العام الحادي والعشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي. وكجزء مهم من "الإجراءات الثمانية" للتعاون مع إفريقيا التي تم الإعلان عنها في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2018، أقيم أول معرض اقتصادي وتجاري بين الصين وأفريقيا في تشانغشا، هونان في عام 2019. وعلى مدى العامين الماضيين، حقق المعرض نتائج ملحوظة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا، وأصبح منصة جديدة لتعزيز تنفيذ التدابير الاقتصادية والتجارية بين الجانبين ونافذة جديدة للصين لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع أفريقيا.
صدر عشية عقد المعرض الاقتصادي والتجاري الثاني بين الصين وأفريقيا "تقرير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا (2021)" في تشانغشا. وأشار التقرير إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا قد حقق قفزات في التنمية في السنوات الأخيرة، حيث زاد حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 20 مرة منذ عام 2000، وظلت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 12 عامًا متتالية، وزادت نسبة التجارة بين الصين وأفريقيا في إجمالي التجارة الخارجية لإفريقيا عاما بعد عام، حيث تجاوزت 21٪ في عام 2020، لتصل إلى 180 مليار دولار أمريكي.
أظهر "تقرير عن استثمارات الشركات الصينية في إفريقيا" الصادر عن غرفة التجارة المدنية الصينية الأفريقية في 26 أغسطس، أنه منذ عام 2000، وبدفع من منتدى التعاون الصيني الأفريقي، دخلت استثمارات الشركات الصينية في أفريقيا مرحلة "الخطوات الصغيرة والمشي السريع". وبالأخص، أصبحت الشركات الخاصة الصينية تدريجياً القوة الرئيسية في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا، وتشهد مرحلة انتقالية من "الذهاب إلى إفريقيا" إلى "الاستقرار في إفريقيا" ثم إلى "التجذر في إفريقيا".
بات زخم التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا واعدا للغاية على الرغم من أن ضباب الوباء الذي غمر العالم لم يتبدد بعد. ووفقًا لبيانات وزارة التجارة الصينية، في الفترة من يناير إلى يوليو من هذا العام، بلغ حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 139.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 40.5٪، ليصل إلى أعلى مستوى في نفس الفترة في التاريخ. من بينها، زادت واردات الصين من إفريقيا بنسبة 46.3٪، لتصل إلى 59.3 مليار دولار أمريكي، وبلغت استثمارات الصين المباشرة في الصناعة الإفريقية بأكملها 2.07 مليار دولار أمريكي، متجاوزة مستوى نفس الفترة في عام 2019.
مزيد من المنصات، ومزيد من الاهتمام، ومجالات التعاون الأوسع
قال يانغ باورونغ، مدير مكتب البحوث الاقتصادية بمعهد البحوث الصيني الأفريقي، تلخيصًا للتقدم الجديد في التعاون الصيني الأفريقي، أولاً، أصبحت الرغبة في بناء منصات تعاون بين الحكومات المحلية والشركات والأوساط الأكاديمية في الصين وأفريقيا أكثر نشاطًا إثر فهم الشركات الصينية العميق للسوق الأفريقي، بالإضافة إلى المنصات التي تم إنشاؤها على مستوى الحكومة المركزية. ثانيًا، اعتادت الصين وأفريقيا على إيلاء المزيد من الاهتمام للتنسيق والتعاون بين الحكومة والشركات الكبيرة، والآن يوليان مزيدًا من الاهتمام لاستكشاف طريقة التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة. ثالثًا، نظرًا لخصوصية السوق الأفريقية، يمتد مجال التعاون من الاستثمار في البنية التحتية إلى صناعة الخدمات، وقد حقق التعاون المؤسسي نتائج ملحوظة.
يعتقد وو بنغ، مدير إدارة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية، أن التعاون الاستثماري هو قوة دافعة قوية لتحسين وتطوير التعاون العملي بين الصين وأفريقيا. وان الصين هي واحدة من أكبر مصادر الاستثمار في أفريقيا. وفي السنوات العشرين التي انقضت منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني الأفريقي، زاد الاستثمار الصيني المباشر في إفريقيا بأكثر من 25٪ سنويًا. ونما استثمار الصين في إفريقيا عكس اتجاه الوباء، حيث ارتفع من 2.71 مليار دولار أمريكي في عام 2019 إلى 2.96 مليار دولار أمريكي في عام 2020.
يعتقد لين ييفو، عميد فخري للمعهد الوطني لبحوث التنمية في جامعة بكين، أن التعاون الاستثماري بين الصين وإفريقيا مفيد للطرفين ومربح للجانبين. وأن الشركات الصينية المستثمرة في إفريقيا لم تقم بتعزيز التنمية الاقتصادية للصين فحسب، بل زودت البلدان الأفريقية أيضًا بالدعم المالي والتقني لمساعدتها على تحويل مواردها المتفوقة إلى قدرة تنافسية في السوق.
أكد السفير الإثيوبي لدى الصين، تيشوم توجا، على ضرورة التعاون الافريقي مع الصين. وقد لعبت الشركات الصينية دورًا مهمًا في تعزيز تحديث البنية التحتية الأفريقية، ومن خلال البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، تم إطلاق العديد من مشاريع إنشاء البنية التحتية على نطاق واسع في القارة الأفريقية. وفي الوقت نفسه، تعتبر الشركات الخاصة الصينية مهمة جدًا للانتعاش الاقتصادي لأفريقيا أيضًا، فالقارة الأفريقية تحتاج إلى شركات خاصة للبناء والاستثمار في هذه الأرض بطرق مختلفة.
أفريقيا أرض مليئة بالفرص، وآفاق التعاون الصيني الأفريقي واعدة في المستقبل
يعتقد يانغ باورونغ أنه، من ناحية، تشكيل سوق كبير موحد يضم أكثر من 1.2 مليار شخص في أفريقيا يتسارع، وقد تم إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية في يناير من هذا العام، وتتسارع عملية التكامل لمختلف المناطق الفرعية، وأن أفريقيا تصبح سوقًا دعمًا مهمًا لنقل قدرة الصناعة والإنتاج في الصين. ومن ناحية أخرى، فإن إمكانات موارد إفريقيا الخاصة كافية أيضًا لدعم إفريقيا كنقطة نمو اقتصادي عالمي جديدة في المستقبل. وإن التطور الصحي للتعاون الصيني الأفريقي لا يحل مشاكل التنمية في أفريقيا فحسب، بل يضخ زخمًا جديدًا في التنمية الاقتصادية العالمية.