تعليق: "مشاركة تايوان في منظومة الأمم المتحدة" .. تجاهل الحقائق وتهديد للسلام والاستقرار الاقليمين

لقد سخن بعض السياسيين الأمريكيين في الآونة الأخيرة، ما يسمى بـ "مشاركة تايوان في منظومة الأمم المتحدة" وغيرها من المنظمات الدولية، كما تجاهلوا الحقائق، مفترين على الصين كتهديد للسلام والاستقرار الإقليميين. وقد انتهكت أقوال وأفعال الولايات المتحدة بشكل خطير مبدأ صين واحدة وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، وانتهكت التزاماتها، والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وارسلت إشارة خاطئة خطيرة لقوى "استقلال تايوان" وتدفع العلاقات الصينية ـ الأمريكية في اتجاه المواجهة. ويجب أن نحذر الولايات المتحدة من أن قضية تايوان شأن داخلي محض للصين ولن تتسامح مع أي تدخل خارجي. ولا ينبغي لأحد أن يقلل من تصميم الشعب الصيني وقدرته القوية على الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها.

وبعض السياسيين الأمريكيين يزعمون أنهم يلتزمون بسياسة صين واحدة من ناحية، ومن ناحية أخرى، يستبدلون المفاهيم سرًا، مربكين الجمهور، محاولين تجميل التحدي غير المعقول لمبدأ الصين الواحدة كما يسمى بقضية "القيم" و"قضية واقعية". ولا تستطيع الولايات المتحدة تغيير وإخفاء جوهر القضية والدوافع الحقيقية لها، بالرغم من بذلها جهوداً كبيرة لتجميل خطاباتها.

لطالما طالبت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني بـ "تمثيل تايوان" و "فضاء تايوان الدولي" ومغالطات أخرى، غير أن جوهرها الانخراط في " استقلال تايوان". وإن دعم الولايات المتحدة لسلطات تايوان في هذه القضية، يرسل إشارة خاطئة خطيرة إلى قوى "استقلال تايوان". وفي شؤون تتعلق بتايوان، ينبغي لمنظومة الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة والأمانة العامة للأمم المتحدة اتباع مبدأ الصين الواحدة، والقرار 2758 للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أدى إلى حل كامل لمسألة تمثيل الصين في الأمم المتحدة سياسيا وقانونيا وإجرائيا. وقد أقامت 180 دولة في العالم بما فيها الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس الالتزام بمبدأ صين واحدة. وإن مبدأ الصين الواحدة هو الإجماع العالمي للمجتمع الدولي ومعيار أساسي معترف به عالميًا للعلاقات الدولية، ولا يسمح للولايات المتحدة بتحديها أو إساءة تفسيرها من جانب واحد. وقبل خمسين عاما، أحبطت محاولة الولايات المتحدة إقامة "صين واحدة، وتايوان واحدة" أو "صينين" في الأمم المتحدة. واليوم، وبعد مرور 50 عامًا، أعادت الولايات المتحدة تسخين ما يسمى بقضية "مشاركة تايوان في منظومة الأمم المتحدة"، والمحكوم عليها حتماً بالفشل مرة أخرى.

تتعلق قضية تايوان بالمصالح الجوهرية للصين وهي أهم قضية وأكثرها حساسية في العلاقات الصينية ـ الأمريكية. وإن مبدأ صين واحدة هو الأساس السياسي للعلاقات الصينية ـ الأمريكية. وإن الولايات المتحدة تعرف جيدا موقف الصين الثابت بشأن قضية تايوان، وقد تعهدت مرارًا وتكرارًا بالتزامات بشأن هذه القضية. كما أوضح المسؤولون الأمريكيون في الآونة الأخيرة، أن الولايات المتحدة ليس لديها نية لتغيير سياسة صين واحدة والوضع الراهن عبر مضيق تايوان. ومع ذلك، في الواقع، تواصل الولايات المتحدة خلق مشاكل بشأن قضية تايوان، من تعزيز التبادلات الرسمية والعلاقات العسكرية السرية بينها وبين تايوان إلى تشجيع الدول الفردية على إحداث مشاكل بشأن قضية تايوان، ثم إلى الضجيج المتكرر حول ما يسمى بـ "مشاركة تايوان في منظومة الأمم المتحدة" وإجراءات مختلفة أخرى تنتهك بوضوح التزاماتها. وقد ردت الصين بحزم على الأقوال والأفعال الخاطئة للولايات المتحدة.

وفي الوقت الحاضر، تسببت السياسة الأمريكية تجاه الصين في خلق تحديات خطيرة في العلاقات ـ الصينية الأمريكية. وإن دفع العلاقات بين البلدين إلى المسار الصحيح يتطلب من الولايات المتحدة اتخاذ القرار الصحيح والعودة إلى سياسة الصين العقلانية والبراغماتية. وتعتبر قضية تايوان الأولوية القصوى في العلاقات الصينية ـ الأمريكية. وإذا استمرت الولايات المتحدة في لعب "بطاقة تايوان"، فلن تخلق عقبات أمام استرخاء العلاقات الصينية ـ الأمريكية الحالية فحسب، ولكنها ستشكل خطرًا تخريبيًا كبيرًا على العلاقات الصينية ـ الأمريكية أيضًا. كما سيلحق ضررا خطيرا بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان، وعلى المصالح الذاتية للولايات المتحدة أيضاً.

إن إعادة التوحيد الكامل للصين هو الاتجاه العام للتطور التاريخي والإرادة المشتركة لجميع الصينيين. ونعارض بحزم انفصال "استقلال تايوان" والتدخل الخارجي، ومصممون على حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي. كما نحث الولايات المتحدة بموجب هذا على الالتزام بتعهداتها بشأن قضية تايوان، والتصرف بحذر، والالتزام الصارم بمبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الصينية الأمريكية الثلاثة، والامتثال لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 والتوقف عن الإدلاء بملاحظات غير مسؤولة وخاطئة، والتوقف عن مساعدة تايوان على توسيع ما يسمى بـ "الفضاء الدولي" وعدم إرسال إشارات خاطئة لقوى "استقلال تايوان"، واتخاذ إجراءات عملية للحفاظ على الأساس السياسي للعلاقات الصينية ـ الأمريكية.