تقرير إخباري: تصاعد حدة القتال في مأرب اليمنية وسط دعوت دولية لخفض التصعيد

عدن، اليمن 4 نوفمبر 2021 (شينخوا) تشهد محافظة مأرب اليمنية تصاعدا في حدة القتال بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي المسلحة وسط دعوات دولية لخفض التصعيد في المحافظة الغنية بالنفط في البلاد والتي تؤوي نحو مليوني نازح.

وشهدت مناطق واسعة من محافظة مأرب اليوم (الخميس) قتالا مستعرا بين الجانبين فيما سيطر الحوثيون على معسكر للقوات الحكومية في الجهة الجنوبية من محافظة مأرب.

وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحوثيين استكملوا سيطرتهم على معسكر (اللواء 117 مشاة) جنوب محافظة مأرب.

في المقابل، أكد المصدر أن القوات الحكومية "كسرت" هجمات للحوثيين في منطقة "العمود الأعلى" في مديرية الجوبة بعد معارك خلفت عددا من القتلى والجرحى من الجانبين.

وبحسب المصدر، فإن مناطق عدة بمديرية صرواح غربا ومدغل شمال غرب المحافظة تشهد مواجهات بين الجانبين.

وأشار المصدر إلى أن الحوثيين استهدفوا عصر اليوم بصاروخ باليستي مبنى "القصر الجمهوري" في مدينة مأرب مما خلف خسائر مادية في المبنى.

وقبل ذلك، قال مصدر محلي مسؤول لـ ((شينخوا)) إن مسلحي جماعة الحوثي شنوا خلال الساعات الماضية هجمات مكثفة على معسكر (اللواء 117 مشاة) والمعروف أيضا باسم معسكر "أم ريش" في مديرية الجوبة وسيطروا على أجزاء واسعة منه.

ويضم معسكر "أم ريش" مقر قيادة اللواء 117 مشاة، ومعسكرا تدريبيا يتبع لهيئة التدريب في وزارة الدفاع اليمنية، ويعد آخر معسكر للقوات الحكومية في الجهة الجنوبية من محافظة مأرب.

وأكد مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ((شينخوا)) أن المعسكر تعرض لضغط كبير من قبل "مليشيا الحوثي" وحدث "اختراق" وسيطر المسلحون (الحوثيون) على أجزاء من المعسكر.

ولكن المصدر استدرك قائلا إن "الوضع بشكل عام مطمئن، وقواتنا لا تزال تتمركز في أجزاء من المعسكر".

وعلى وقع المعارك على الأرض، شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية والداعم للقوات الحكومية اليمنية، سلسلة غارات جوية على أهداف عدة للحوثيين في مأرب، بحسب قالت قناة (المسيرة) الناطقة باسم الجماعة.

وقالت القناة إن التحالف شن 23 غارة على مأرب خلال الساعات الماضية.

وأوضحت القناة أن طيران التحالف شن 14 غارة على مديرية صرواح، و9 غارات على مديرية الجوبة في مأرب.

إلى ذلك، أعلنت جماعة الحوثي الإفراج عن 52 أسير حرب من أبناء مديرية "العبدية" في مأرب والتي سيطرت عليها الجماعة قبل أسابيع بعد فرضهم حصارا خانقا على المديرية الواقعة في أقصى جنوب محافظة مأرب.

وقال عبدالقادر المرتضى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى (تابعة للحوثيين)، على حسابه في تويتر، "بتوجيه من قائد الثورة عبدالملك الحوثي (زعيم جماعة الحوثيين) تم اليوم العفو والإفراج عن جميع الأسرى من أبناء مديرية العبدية وعددهم 52 أسيرا".

وفي ظل المعارك، تشهد محافظة مأرب موجة نزوح داخلية لآلاف الأسر النازحة أصلا من محافظات أخرى.

وقال مدير إدارة المخيمات في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب خالد الشجني لـ ((شينخوا)) إن عدد الأسر النازحة من الجهة الجنوبية للمحافظة تجاوز الـ 9500 أسرة.

وأبلغ شهود عيان ((شينخوا)) أن عشرات الأسر النازحة القادمة من مناطق المواجهات في مديريتي صرواح والجوبة، تقطعت بها السبل حيث لم تجد مأوى لها.

وبحسب هؤلاء، فإن الأسر النازحة باتت في العراء دون تدخل من قبل المنظمات العاملة في المحافظة.

بموازاة ذلك، دعا المبعوث الأممي الى اليمن هانس غروندبرغ إلى خفض التصعيد في محافظة مأرب.

وقال غروندبرغ اليوم إن التصعيد العسكري في اليمن يقوض جهود السلام في اليمن، وان الحاجة "ملحة" إلى خفض التصعيد في كافة أنحاء البلاد بما في ذلك في محافظة مأرب.

وأوضح بيان لمكتب المبعوث الأممي تلقت وكالة ((شينخوا)) نسخة منه، أن غروندبرغ اختتم بالأمس زيارة إلى إيران حيث التقى كبار المسؤولين الإيرانيين وممثلين عن المجتمع الدولي في طهران، وشدد خلال لقاءاته على الحاجة لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع.

وأعرب غروندبرغ عن "قلقه البالغ من التصعيد العسكري في اليمن والذي يتسبب بخسائر فادحة في أرواح المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ويقوض جهود السلام".

وبحسب البيان، فإن المبعوث الأممي ناقش في طهران "الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور في اليمن، وأهمية ضمان حرية حركة الأشخاص والسلع إلى البلاد وداخلها".

وأشار المبعوث الأممي الى أن "السلام والاستقرار في اليمن ينعكسان على المنطقة كلها.. وانه يعتزم العمل مع دول المنطقة لمساعدة اليمن على التوصل إلى حل سلمي للنزاع"، حسب نص البيان.

يأتي ذلك، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان، عودة المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ اليوم إلى الشرق الأوسط، لمواصلة المحادثات مع حكومة الجمهورية اليمنية وممثلين عن المجتمع المدني اليمني ومسؤولين حكوميين إقليميين كبار وشركاء دوليين آخرين.

وأضاف البيان "يواصل المبعوث الخاص وفريقه التركيز على ضرورة وقف الحوثيين هجومهم على مأرب وهجماتهم المتكررة على مناطق مدنية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية".

وأشار البيان إلى أن ليندركينغ "سيعيد التأكيد على التزام الحكومة الأمريكية بالعمل مع المجتمع الدولي للضغط على الأطراف لتنفيذ إصلاحات اقتصادية حاسمة وتأمين الواردات وتوزيع الوقود بشكل منتظم واستئناف الرحلات الجوية التجارية إلى مطار صنعاء".

ويسعى الحوثيون الى السيطرة على محافظة مأرب والتي تتخذها القوات الحكومية مقرا لعملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ سبع سنوات.