بكين 11 يناير 2022 (شينخوا) أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الإثنين مقابلة مع وسائل الإعلام بعد اختتام جولاته الأخيرة إلى إريتريا وكينيا وجزر القمر وجزر المالديف وسريلانكا.
وفي إشارة إلى تقليد الدبلوماسية الصينية المتمثلة في قيام وزراء خارجية الصين بأول زيارة خارجية لهم إلى إفريقيا في بداية كل عام، قال وانغ إنه على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة كوفيد-19، فقد سافر إلى إفريقيا كما هو مقرر، وهو ما أظهر التزام الصين الأصلي بتعزيز التضامن والتعاون بين الصين وإفريقيا.
وأشار وانغ إلى أن إريتريا صديق تقليدي للصين، ويشترك البلدان في وجهات نظر متشابهة بشأن الحفاظ على الاستقلال، والحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي، واستكشاف مسارات التنمية الخاصة بهما.
وقال إن كينيا هي الشريك الاستراتيجي والتعاوني الشامل للصين، كما يلعب التعاون بين الصين وكينيا دورا نموذجيا ورائدا في البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين وإفريقيا.
وأضاف أن الصين وجزر القمر، رغم اختلافهما في الحجم ومستوى التنمية، أصبحتا نموذجا للمعاملة المتساوية والتعاون المربح للجانبين بين الدول.
ولفت وانغ إلى أن الصين وإفريقيا تشتركان في أفكار ومصالح متشابهة، وأن تعاونهما يقوم على أساس متين وإمكانيات كبيرة ومستقبل واعد.
وخلال زيارته لكينيا، أعرب وانغ عن استعداد الصين لاقتراح "مبادرة التنمية السلمية في القرن الإفريقي".
وفي مقابلته مع وسائل الإعلام يوم الإثنين، قال وانغ إن جوهر المبادرة هو دعم دول المنطقة للبقاء بعيدا عن أي منافسة جيوسياسية بين الدول الكبرى مع إبقاء مصيرها بين أيديها.
وأضاف أن الصين قدمت ثلاثة مقترحات. أولا، ينبغي على دول القرن الإفريقي تعزيز الحوار داخل المنطقة للتغلب على التحديات الأمنية؛ ثانيا، على دول القرن الإفريقي تسريع إعادة النهوض الإقليمي للتغلب على تحديات التنمية؛ ثالثا، ينبغي على دول القرن الإفريقي استكشاف طرق فعالة للتغلب على تحديات الحوكمة.
وقد لقيت "المبادرة" عند طرحها ردود فعل إيجابية من كينيا وإثيوبيا وجيبوتي ودول أخرى في المنطقة، حيث تعتقد أنها تلبي الاحتياجات العاجلة لدول القرن الإفريقي، وأن تعيين الصين لمبعوث خاص لدول القرن الإفريقي يشير إلى أن الجانب الصيني سيلعب دورا نشاطا وبناء بشكل أكبر هناك.
وحول ما يسمى بمزاعم "فخ الديون" ضد الصين، قال وانغ إن ما يسمى بـ"الفخ" هو في الواقع فخ سردي خلقه أولئك الذين يرغبون في إغراق إفريقيا في "فخ الفقر" و"فخ التخلف" إلى الأبد.
وقال وانغ إن الصين أجرت تعاونا عمليا وفعالا في مجالي الاستثمار والتمويل مع الدول الإفريقية على أساس طوعي ومتساو وعلمي وفقا لاحتياجات الجانب الإفريقي، الأمر الذي أفاد شعوب إفريقيا، ولم يثقل كاهلها.
وفي إشارة إلى أن احتياجات التنمية في إفريقيا قد توسعت بشكل أكبر مع تنميتها الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، أعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع إفريقيا لتدعيم وتعميق التعاون التقليدي مثل إنشاء البنية التحتية، مع دفع التعاون في المجالات الناشئة الأخرى.
وأضاف وانغ أن الصين ستعمل أيضا مع إفريقيا لإيلاء مزيد من الاهتمام لتحسين معيشة الشعوب وتقديم إسهام أكبر في التصنيع والتحديث في إفريقيا.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الصين وجزر المالديف، قال إن هذا العام يصادف الذكرى الخمسين لعلاقاتهما الدبلوماسية، مضيفا أن البلدين أصبحا نموذجا للتبادلات الودية والمنفعة المتبادلة بين الدول.
ولفت وانغ إلى أنه من المصالح المشتركة للشعبين أن تقوم الصين وجزر المالديف معا ببناء طريق الحرير البحري.
وقال إنه يتعين على البلدين تبني منظور أوسع وفتح فصل جديد من التعاون الودي متبادل المنفعة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الصينية-السريلانكية، قال وانغ إن الثقة السياسية السليمة المتبادلة بين البلدين توفر قوة دفع قوية للتعاون متبادل المنفعة بينهما.
وقال وانغ إن هذا العام يصادف أيضا الذكرى الـ65 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسريلانكا، مشيرا إلى أن الأخيرة كانت أول دولة تستجيب وتشارك في مبادرة الحزام والطريق بعد الإعلان عنها.
وأضاف أن ميناء كولومبو وميناء هامبانتوتا يعدان من المشروعات الرئيسية للجانبين، اللذين يعملان معا بشكل وثيق لبناء طريق الحرير البحري، لافتا إلى أن كلا المشروعين أصبحا محركين للتنمية الاقتصادية في سريلانكا، ما يعود بفوائد ملموسة على الشعب السريلانكي.
وحول اقتراح عقد منتدى بشأن تنمية دول جزر المحيط الهندي، ذكر وانغ أن الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، مستعدة لتبادل خبرات التنمية مع تلك الدول والمساهمة في التنمية المشتركة لجميع البلدان.
وأوضح أيضا أن الصين تعطي دائما أولوية للدول النامية في التعاون في مجال اللقاحات. وأشار إلى أنه ما دامت هناك طلبات للدول النامية، فإن الصين ستستجيب وستتخذ الإجراءات.
وقال وانغ إن الخطة التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ لتوفير اللقاحات لإفريقيا قد تم تنفيذها في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الصين ستزود كينيا بعشرة ملايين جرعة إضافية من اللقاحات وستواصل تقديم لقاحات كافية لجزر القمر لمساعدتها في تحقيق هدف التحصين الشامل.
وأضاف أن الجانب الصيني سيواصل تقديم اللقاحات وإمدادات مكافحة الوباء إلى دول جنوب آسيا، وسيواصل التعاون مع الدول المهتمة في البحث وتطوير أدوية معينة.
وقال وانغ إنه يتم الآن إرسال لقاحات صينية إلى كل ركن من أركان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية حيث هناك حاجة للقاحات، مضيفا أن الصين ستواصل الوقوف مع الدول النامية الأخرى حتى تحقيق النصر النهائي ضد كوفيد-19.