بغداد 28 يناير 2022 (شينخوا) طالب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي اليوم (الجمعة) أصدقاء العراق بعدم وضع قيود على السفر لبلاده بعد الهجوم الصاروخي الذي تعرض له مطار بغداد الدولي.
وقال الكاظمي في بيان "أدعو الدول الصديقة للعراق إقليميا ودوليا إلى عدم وضع قيود للسفر أو النقل الجوي من وإلى العراق، بما يشكل إسهاما في ردع الإرهاب عن تحقيق غاياته".
ووصف الهجوم على مطار بغداد الدولي بانه عمل إرهابي جبان كشف عن إصرار المجرمين على ضرب أمن شعب العراق والتزاماته وإمكاناته وتعريض مصالحه للخطر.
وأضاف "أن استهداف مطار بغداد الدولي بالصواريخ وإصابة طائرات مدنية والإضرار بمدرج المطار يمثل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق التي جهدنا في استعادتها إقليميا ودوليا وتعريض معايير الطيران الدولي إلى المطارات العراقية للخطر ونشر أجواء من الشكوك حول الأمن الداخلي".
واعتبر هذه العملية الإرهابية والهجمات السابقة بالصواريخ أو الطائرات المسيرة على المنشآت المدنية والعسكرية العراقية ومقار الأحزاب السياسية تعبر عن محاولات محمومة لكسر هيبة الدولة والقانون والنظام أمام قوى اللادولة وتقويض إنجازات السياسة الخارجية العراقية.
وشدد الكاظمي على أن القوات الأمنية سيكون لها رد حاسم على هذه العمليات الخطيرة التي تقف خلفها أجندات لا تريد للعراق خيرا.
ودعا القوى والأحزاب والتيارات السياسية والفعاليات المختلفة للتعبير عن رفضها وإدانتها الصريحة والواضحة لهذا الهجوم الخطير ودعم القوات الأمنية في عملياتها ضد مطلقي الصواريخ.
من جانبه، اعتبر محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي في تغريدة على موقع (تويتر) استهداف مطار بغداد بانه يمثل استهدافا مباشرا لسيادة الدولة ومنشآتها ويشكل تهديدا لسمعة العراق، داعيا للعمل الجاد لإيقاف هذه الممارسات الإرهابية.
وفي السياق ذاته، أعلنت خلية الإعلام الأمني توصل الأجهزة الامنية لخيوط مهمة عن منفذي الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدولي، مؤكدة أن هذا العمل الارهابي يسعى لتقويض جهود استعادة الدور الإقليمي للعراق.
وقالت في بيان "إن عصابات اللادولة الإرهابية أقدمت على استهداف مطار بغداد الدولي فجر اليوم بستة صواريخ من نوع كاتيوشا في محاولة لاستهداف مقدرات البلد".
وأضافت أنه فور حصول هذا العمل الارهابي شرعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية بإجراءاتها وعثرت على ثلاثة صواريخ داخل منصة للإطلاق في منطقة أبو غريب غربي بغداد قرب أحد الجداول وتمكنت مفارز المعالجة من ابطال مفعولها.
وأكدت التوصل لخيوط مهمة عن الجناة للقبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للعدالة، دون اعطاء اية تفاصيل عن منفذي الهجوم.
وأضافت أن "الصواريخ سقطت على مكان انتظار طائرات الخطوط الجوية العراقية ما أدى إلى أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج".
بدورها، تعهدت الكتلة الصدرية التابعة للزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر والفائزة الأولى بالانتخابات الأخيرة بجعل العراق خاليا من الارهاب والسلاح المنفلت.
وقال حسن العذاري رئيس الكتلة في تغريدة "إن استهداف المنشآت الحكومية عموما ومطار بغداد على وجه الخصوص انما هو من افعال اعداء العراق الذين يسعون بأفعالهم هذه لعزل العراق دوليا واقتصاديا".
وأضاف "لكننا نقول سنجعل من العراق دولة خالية من الارهاب والسلاح المنفلت من خلال حكومة أغلبية وطنية تؤمن بالوطن وتحرص على أمن المواطن وسيادة العراق".
ودانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الهجوم وأعربت عن قلقها العميق، داعية للكشف عن المهاجمين.
وقالت البعثة في بيان "تشعر بعثة (يونامي) بقلق عميق إزاء الموجة الحالية من الهجمات التي تستهدف مكاتب الأحزاب السياسية والمساكن والشركات في العراق وآخرها الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدوليِ".
وأضافت "بالرغم من إدانتها (الهجمات) بشدة عبر الطيف السياسي يبدو أن الجناة والجماعات المارقة التي تقف وراء هذه الهجمات القاسية تتمتع بالإفلات من العقاب وتتصرف بتهور وتعرض البلاد لعواقب وخيمة".
وتابعت "من الضروري أن يتجاوز جميع أصحاب المصلحة الإدانات وأن يتحدوا بسرعة لفضح من يقفون وراءها ويجب تكثيف الحوار لإيجاد حلول لأي خلاف سياسي.
كما أدان رجل الدين الشيعي المعروف عمار الحكيم الهجوم وطالب بالتحقيق الفوري وكشف ملابساته.
وقال في تغريدة على (تويتر) "ندين ونستنكر استهداف مطار بغداد الدولي ويجب التحقيق الفوري بهذه الأعمال التي تستهدف البنى التحتية للبلد ومنشآته المدنية لمعرفة مرتكبيها والأجندات التي تقف خلفهم والتي تسعى لزعزعة أمن العراق".
وأضاف "كما نجدد مطالبتنا الجهات الأمنية بتكثيف الجهد الاستخباري لتأمين حياة المواطنين".
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية العراقية استمرار الرحلات الجوية في مطار بغداد الدولي رغم القصف الصاروخي كما أعلنت سلطة الطيران المدني استمرار حركة المسافرين بوضعها الطبيعي في مطارات البلاد كافة خصوصا في مطار بغداد الدولي.
وأكدت السلطة أن استهداف مطار بغداد سيقوض الجهود العراقية لرفع الحظر المفروض على حركة النقل الجوي وعودته بشكل طبيعي وابعاد مطاراته وخطوطه الوطنية عن أي قيود أو عقوبات دولية.
وقالت في بيان "أن الهجوم سيعقد موقف العراق ويتسبب بمزيد من العقوبات والقيود والخسائر المعنوية والمادية".
وارتفعت وتيرة الهجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء وسط بغداد ومطار بغداد الدولي وبعض القواعد العسكرية العراقية التي يتواجد فيها بعض المستشارين الأمريكيين، فضلا عن عدة هجمات استهدفت مقرات أحزاب وشخصيات عراقية خلال هذا الشهر.
ويواجه العراق أزمة سياسية وانقسام خاصة بين الكتل الشيعة، خلفتها نتائج الانتخابات وجلسة البرلمان الأولى التي عقدت في التاسع من هذا الشهر، حيث يعارض الإطار التنسيقي (أغلب الأحزاب الشيعية) ما يسعى إليه مقتدى الصدر بتشكيل حكومة أغلبية وطنية فيما يطالب الإطار بتشكيل حكومة توافقية.