الأمم المتحدة 9 فبراير 2022 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الأربعاء المجتمع الدولي إلى إيلاء اهتمام شديد للتهديدات الإرهابية التي تشكلها حركة تركستان الشرقية الإسلامية أو الحزب الإسلامي التركستاني.
وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في إحاطته لمجلس الأمن عن تهديدات السلم والأمن الدوليين الناجمة عن الأعمال الإرهابية "ندعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى إيلاء اهتمام شديد للتهديدات الإرهابية النشطة والمتطورة التي تفرضها حركة تركستان الشرقية الإسلامية أو الحزب الإسلامي التركستاني، للقضاء علاقتها بتنظيم داعش ومنع المجال لها للتكاثر والتسبب بالأذى".
واستشهد تشانغ بتقرير للأمين العام يشير إلى استمرار داعش في التجنيد من حركة تركستان الشرقية الإسلامية أو الحزب الإسلامي التركستاني، قائلا إن الصين "تشعر بقلق عميق" إزاء ذلك.
وقال إن "حركة تركستان الشرقية الإسلامية هي منظمة إرهابية مصنفة من قبل اللجنة 1267 التابعة للمجلس. وقد نفذت العديد من الهجمات الإرهابية اللاإنسانية في شينجيانغ بالصين وألحقت إصابات جماعية بالأبرياء".
وأشار السفير إلى أن هذه المنظمة انتشرت ونمت في السنوات الأخيرة في آسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى، مضيفا أن التقرير الصادر عن مجموعة الرصد التابعة للجنة 1267 في وقت سابق من هذا الشهر أشار إلى وجود ما بين 1000 إلى 3000 مقاتل من حركة تركستان الشرقية الإسلامية في سوريا.
وتابع "لم يشنوا هجمات على الأرض فقط، بل جندوا أيضا إرهابيين ودربوهم وأرسلوهم لتنفيذ هجمات إرهابية في بلدان آسيا الوسطى والصين. حتى أن مقاتلي حركة تركستان الشرقية الإسلامية في أفغانستان وعدوا بـ'العودة الى شينجيانغ من أجل الجهاد' ".
وفي حديثه عن الجهود المبذولة للحد من الموجة الجديدة من الإرهاب، قال السفير إن تنظيم داعش لا يزال نشطا في مناطق مثل العراق وسوريا وليبيا، وينتشر بوتيرة أسرع في أجزاء كثيرة من أفريقيا.
وقال "في أفغانستان، أدى انسحاب القوات الأجنبية إلى خلق فراغ في الوضع الأمني، وقد أتاحت هذه الفوضى فرصة للقوى الإرهابية لتوسيع وجودها. كنا نأمل أن تفي طالبان بالتزامات مكافحة الإرهاب ذات الصلة لمنع أفغانستان من تصبح مرة أخرى تربة خصبة للإرهاب".
وأكد المبعوث أن "الصين تدعم المجتمع الدولي في مواصلة القيام بإجراءات منسقة لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله".
وفيما يتعلق بحماية المدنيين، قال تشانغ إن "عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تلتزم بالقانون الدولي وتتمسك بمبدأ حماية المدنيين".
وحذر من أن "الإفراط في استخدام القوة العسكرية لن يساعد في القضاء على التهديدات الإرهابية. بل على النقيض من ذلك، قد يضعف شرعية وفعالية إجراءات مكافحة الإرهاب، ويتسبب بمعضلة المزيد من أعمال مكافحة الإرهاب والمزيد من الإرهاب".
وأكد أن "التدخل العسكري باسم مكافحة الإرهاب هو انتهاك صارخ للأمن القومي وسلامة الأراضي، إذ يقود إلى كوارث كبرى وخسائر مدنية ويخلق أرضا خصبة للإرهابيين"، داعيا البلدان المعنية إلى استخدام الوسائل العسكرية الحكيمة في عمليات مكافحة الإرهاب، ومنح الأولوية لحماية المدنيين.
كما دعا تشانغ المجتمع الدولي إلى "مساعدة البلدان الأفريقية بقوة على تعزيز بناء قدراتها في مكافحة الإرهاب".
وقال "يتوسع الإرهاب والتطرف العنيف في العديد من الأماكن في أفريقيا، مما يشكل تحديا شديدا للأمن القومي للبلدان الإقليمية".
وأتم بأن "الصين التزمت دائما بدعم بناء قدرات البلدان الأفريقية الموجودة في طليعة مكافحة الإرهاب ... ونحن على استعداد لمواصلة دعمنا العملي للبلدان الأفريقية في سعيها لتحقيق السلام والأمن".