عدن، اليمن 23 فبراير 2022 (شينخوا) توفي موظف محلي بالسفارة الأمريكية في اليمن قبل أيام إثر سكتة قلبية مفاجئة بعد أن أنهكته الحياة إثر رفض السفارة الأمريكية منحة فرصة للهجرة والنجاة وتصاعد تهديدات الحوثيين لحياته.
يقول أحد زملاء الموظف اليمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن زميله عبدالله البردوني عمل في السفارة الأمريكية بصنعاء لمدة 14 سنة وتسعة أشهر، وأنه تعرض للفصل من قبل السفارة.
وأضاف "تقدم البردوني لطلب فيزا هجرة خاصة (SIV) إلى أمريكا ورفضت السفارة، معللة بأن منح هذا النوع من الفيزا هو لمن عمل معهم لمدة 15 سنة وأكثر، ورفضت تجاوز فترة الثلاثة أشهر المتبقية من الخدمة".
وتابع "تصاعدت وحشية الحوثيين على الموظفين أخيرا، وتعرض بعضهم للاعتقال وآخرين للمراقبة والملاحقة، وهو ما زاد من معاناة زميلنا البردوني".
وأشار إلى أن البردوني، وهو أب لستة أطفال، توفي في الرابع من فبراير الجاري، إثر سكتة قلبية مفاجئة، نتيجة الهموم التي عانى منها والظروف الاقتصادية التي كابدها واليأس الذي سيطر عليه.
وكانت السفارة الأمريكية بصنعاء قد أخلت موظفيها الأمريكيين والأجانب من اليمن في فبراير العام 2015، وتدير أعمالها حاليا من خارج اليمن.
وأبقت السفارة على موظفيها المحليين في اليمن، معظمهم في العاصمة صنعاء، حيث مقر السفارة، والخاضعة حاليا لسيطرة جماعة الحوثي منذ اجتياحها في أواخر العام 2014.
وشنت جماعة الحوثي خلال الآونة الأخيرة حملة اعتقالات طالت عددا من الموظفين والمتقاعدين الذين عملوا بالسفارة الأمريكية بصنعاء.
ويواجه الموظفون والمتقاعدون الذين عملوا بالسفارة الأمريكية بصنعاء ظروفا قاسية جراء إهمالهم من قبل السفارة ونتيجة وحشية الاعتقالات التي ينفذها الحوثيون.
يقول (م. ع. س) وهو متقاعد عمل في السفارة الأمريكية بصنعاء لـ((شينخوا)) "العمل في السفارة الأمريكية أصبح تاريخ أسود بالنسبة لي، وممكن في أي لحظة يتم التهجم على منزلي واختطافي من بين أولادي بتهم سخيفة".
وأكد المصدر مفضلا عدم كشف هويته، قائلا "عملت مع السفارة الأمريكية بصنعاء لأكثر من 20 عاما، وأنا اليوم متقاعد ولم يتم تسليم راتبي التقاعدي، ولم يعد لي أي نشاط مع عملي السابق".
وأشار اليمني المتقاعد إلى أنه يمر بظروف صعبة للغاية، وأنه ذهب للبحث عن فرصة عمل في إحدى المنظمات الدولية العاملة في صنعاء، وأنه رُفض نظرا لأنه عمل في السفارة الأمريكية، لافتا إلى أن هذه المنظمة لا تريد أن توظف شخصا يمكن أن يتم اعتقاله في أي لحظة ويصبح عبئا عليها.
ويواصل الحوثيون منذ عدة أشهر عمليات اختطاف بحق موظفين بالسفارة الأمريكية في صنعاء.
والاثنين الماضي، أوضح مصدر دبلوماسي يمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مسلحين من جماعة الحوثي داهموا منزل عبدالرحمن سيف الشرعبي (يمني الجنسية) مساعد مدير الملحق الإعلامي بالسفارة الأمريكية بصنعاء، واعتقلوه و اقتادوه إلى جهة غير معلومة.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر يمني مطلع اليوم (الأربعاء) لـ((شينخوا)) أن الحوثيين اعتقلوا منذ أغسطس الماضي عشرات الموظفين بالسفارة الأمريكية بصنعاء، تم الافراج عن بعضهم وما يزال حتى اليوم 14 موظفا ومتقاعدا رهن الاعتقال في سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء.
وأضاف "السفارة طلبت من موظفيها المتواجدين بمناطق سيطرة الحوثيين بالمغادرة إلى إحدى البلدان العربية على أن تتكفل السفارة ببدل السفر ومرتبات لمدة ستة أشهر قادمة".
وتابع "غادر فعليا عدد من الموظفين فيما فضل موظفون البقاء في منازلهم بصنعاء وعدم المغادرة، مبررين أن فترة ستة أشهر ليست كافية لترتيب وضعهم ووضع عوائلهم".
وأكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن تعرض موظفين محليين للاحتجاز من قبل الحوثيين وسيطرة الجماعة على مجمعها الدبلوماسي بصنعاء.
وقالت القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن كاثي ويستلي، ببيان في نوفمبر الماضي إن "أولويتي الرئيسة هي ضمان الإفراج الفوري عن جميع موظفينا المحليين المحتجزين في اليمن واستعادة السيطرة على المجمع الذي كان يضم السفارة الأمريكية في صنعاء ووقف مضايقة الحوثيين لموظفينا المحليين".
وفي نوفمبر الماضي، أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي، بأشد العبارات عملية الاستيلاء والتسلل الأخيرة والمستمرة إلى المجمع الذي كان يستخدم سابقا كسفارة للولايات المتحدة في صنعاء باليمن من قبل الحوثيين، والتي تم خلالها اعتقال عشرات الموظفين المحليين.
ودعا مجلس الأمن حينها، جماعة الحوثي إلى سحب عناصرها فورا من الموقع، والإفراج الفوري والآمن عن أولئك الذين ما زالوا رهن الاعتقال.