لماذا يقوم بعض السياسيين والرأي العام في الولايات المتحدة والغرب بالترويج لما يسمى بـ "انسحاب رأس المال الأجنبي من الصين" ونشره مؤخرًا؟
يعتقد وي جيان قوه، نائب وزير التجارة السابق ونائب رئيس مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية، أن هناك أربع أسباب وراء ترويج الولايات المتحدة والغرب لنظرية " انسحاب راس المال الأجنبي من الصين".
أولاً، دفع سياسة "الصفر الديناميكي" لمكافحة الوباء نحو التنمية الاقتصادية
يعزو بعض السياسيين والرأي العام في الولايات المتحدة والغرب "فصل" السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية وارتفاع تكلفة الشحن البحري وعرقلة مرور القطارات بين الصين وأوروبا إلى سياسات الصين للوقاية من كوفيد -19، وينكرون بشكل أساسي سياسة الصين العامة المتمثلة في "الصفر الديناميكي" ويخلقون أساسا للرأي العام لـ "الاسترخاء".
ثانياً، خلق حالة من الذعر بشأن بيئة الأعمال في الصين
يعمل بعض السياسيين والراي العام في الولايات المتحدة والغرب على إنكار إنجازات الصين في الإصلاح والانفتاح والبناء الاقتصادي، والترويج لوجهة النظر الأحادية الجانب بأن تكاليف العمالة واللوجستيات في الصين آخذة في الارتفاع وأن عوائد الاستثمار تنخفض بشكل كبير، مما يعطي العالم الخارجي انطباعًا بأن الصين لم تعد مكانًا جيدًا للاستثمار الأجنبي.
ثالثاً، خلق زخم لـ "الإطار الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ" للولايات المتحدة
يعتبر "الإطار الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ" إطارا أجوف تم إنشاؤه من فراغ من قبل الولايات المتحدة لاحتواء صعود الصين. ويعتبر نشر الرأي العام الأمريكي والغربي لخبر "انسحاب رأس المال الأجنبي من الصين على نطاق واسع " بمثابة "نقطة إخبارية" مبالغ فيها من أجل ملء الدلالة لهذا الإطار دون المستوى، وخلق الزخم لاستبعاد الصين من النظام الاقتصادي الإقليمي.
رابعاً، الإطاحة بجوهر الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)
تعتبر اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) أكبر وأهم اتفاقية التجارة الحرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتغطي ما يقرب من نصف سكان العالم وما يقرب من ثلث حجم التجارة. وتعتبر الصين المروج الرئيسي والقوة الداعمة لـ (RCEP)، وإن انفتاح وازدهار السوق الصينية له أهمية كبيرة لقيادة(RCEP) بالكامل. وعليه، يعمل بعض الأمريكيين والغربيين على تكثيف هجماتهم على الصين من أجل الإطاحة بالحجر العملاق الذي يرقد أمام "الإطار الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ".
ينظر البعض في الولايات المتحدة والغرب إلى المنافسة بين الدول على أنها "لعبة محصلتها صفر" حيث تخسر وأفوز، والصين هي الهدف الذي يجب عليهم طرده. ولا يُنصح بوضع الأيديولوجية فوق الاقتصاد لقمع موقف الصين، ويجب على الرأي العام الحالي في الولايات المتحدة والغرب القضاء على العديد من المفاهيم الخاطئة: العولمة لا تفيد الصين من جانب واحد، وإنما تفيد العالم والولايات المتحدة ايضاً. ويمكن التشكيك في العولمة، لكن لا يمكن تحميل العولمة جميع المشاكل، بما في ذلك تفريغ التصنيع وعودة الطبقة الوسطى إلى الفقر. وإن المشكلة الحالية المتمثلة في "فصل" سلاسل التوريد العالمية ليست ناجمة عن العولمة، ولكن بسبب العولمة غير الكافية وغير الكاملة، ومن الخطأ الدفاع عن الأحادية والحمائية التجارية على هذا الأساس، فالعولمة الاقتصادية هي السبيل الوحيد لتنمية المجتمع البشري، وإنها المحرك الذي يقود النمو الاقتصادي العالمي.